15-يوليو-2023
 قيس سعيّد

لدى إشرافه على اجتماع للأمن القومي حول الهجرة غير النظامية (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

جدد الرئيس التونسي قيس سعيّد، ليل الجمعة 14 جويلية/يوليو 2023، تأكيد أن تونس لن تكون "أرض عبور أو توطين" للمهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء.

قيس سعيّد: نحن أفارقة ونعتز بانتمائنا الإفريقي لكننا نرفض أن تكون تونس أرض عبور ولا أرض توطين

وقال قيس سعيّد، لدى إشرافه على اجتماع للأمن القومي وفق مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية، "نجتمع مجددًا للنظر في موضوع الهجرة غير النظامية"، علمًا وأنّ آخر اجتماع لمجلس الأمن القومي المنعقد في 21 فيفري/شباط المنقضي تمحور حول الموضوع ذاته، وأثار خطاب سعيّد آنذاك الكثير من الجدل حين قال إن هناك مخططًا لـ"تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس"، وفق تعبيره. 

ولم يختلف خطاب سعيّد كثيرًا في اجتماع مجلس الأمن القومي المنعقد الجمعة 14 جويلية/يوليو الجاري، إذ قال إن "هذه الهجرة في الواقع هي عملية تهجير وليست بالهجرة المألوفة، وتتولاها شبكات إجرامية تتاجر بالبشر وتستهدف وجود الدول والأوطان"، على حد تصوره.

قيس سعيّد: "هذه الهجرة في الواقع هي عملية تهجير وليست بالهجرة المألوفة، وتتولاها شبكات إجرامية تتاجر بالبشر وتستهدف وجود الدول والأوطان"

وتابع قائلًا في السياق ذاته: "حين تم التنبيه إلى ذلك في اجتماع الأمن القومي الفارط في 21 فيفري/شباط قامت الدوائر التي خططت في الخارج لهذه العملية بحملات مسعورة"، على حد توصيفه.

واستطرد قيس سعيّد: "نحن أفارقة ونعتز بانتمائنا الإفريقي، لكننا نرفض أن تكون تونس أرض عبور ولا أرض توطين"، معقبًا أن "ما قدمته تونس للمهاجرين رغم كل الصعوبات التي تعيشها أفضل وأرقى مما يجدونه في عديد المناطق الأخرى"، وفق ما ورد على لسانه.

 

 

ويأتي خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد قبل يومين من زيارة تؤديها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد 16 جويلية/يوليو 2023، إلى تونس رفقة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ونظيرها الهولندي مارك روته، وفق ما ذكرته وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء. وهي الزيارة الثانية لهم إلى تونس في ظرف شهر واحد.

يأتي خطاب قيس سعيّد قبل يومين من زيارة يؤديها وفد أوروبي رفيع المستوى يضم رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيسي وزراء إيطاليا وهولندا وهي الزيارة الثانية لثلاثتهم معًا في ظرف شهر واحد

وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية دانا سبينانت، الجمعة 14 جويلية/يوليو 2023، أن المسؤولين الأوروبيين الثلاث سيلتقون بالرئيس التونسي قيس سعيّد بعد ظهر الأحد.

ومن جانبه، أعلن نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أنه من المنتظر توقيع اتفاق بين المفوضية الأوروبية وتونس الأحد لـ"دعم المجتمع"، وفق الوكالة الإيطالية ذاتها.

 

 

وتعدّ هذه الزيارة الثانية لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تونس والثالثة لميلوني في ظرف وجيز من الزمن، إذ سبق أن زارت فون دير لاين تونس، في 11 جوان/يونيو 2023، رفقة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته. 

كما سبق لجورجيا ميلوني أن أدت زيارة إلى تونس قبلها بيومين، بتاريخ 9 جوان/يونيو 2023، تمحورت حول ملفين أساسيين وهما ملف الهجرة غير النظامية، وملف المفاوضات التونسية مع صندوق النقد الدولي.

وتقود إيطاليا جهودًا لافتة للتوصل إلى اتفاق سريع خشية تدفق المزيد من المهاجرين إلى شواطئها في حال شهدت الأوضاع الاقتصادية في تونس تراجعًا أكبر، كما تقول.

 وفسر مراقبون للشأن التونسي تتالي الزيارات الأوروبية إلى تونس بحصول توافق بين الرئيس التونسي قيس سعيّد والمسؤولين الأوروبيين حول توجه السلطات التونسية للقبول بترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى تونس باعتبارها دولة آمنة على أن تتولى الدولة التونسية ترحيلهم من جديد لاحقًا إلى بلدانهم الأصلية في إفريقيا جنوب الصحراء"، في مقابل دعم مالي لتونس. 

في المقابل، لا يؤكد المسؤولون التونسيون هذا التوجه، ويكرر الرئيس التونسي مؤخرًا أن بلده لن يكون "حارسًا" للحدود الأوروبية، وفق تعبيره.