ترجع أصول شجر المورينجا إلى الهند، وتزرع في السودان وأثيوبيا والباكستان وبنغلادش، فهي من النباتات التي لها القدرة على التكيف مع البيئات المختلفة، ولها القدرة على تحمل الجفاف وقلة الماء، وعلى الرغم من تزايد الاهتمام العالمي في نبات المورينجا وزراعته وفقًا لما يعرف عنه من فوائد طبية وصحية عديدة إلّا أن هذا النبات لا يزرع بكثرة في تونس، ولكن التساؤل حول أماكن وجوده والطلب عليه فهو ملح ومتزايد.
تعرف المورينجا بأسماء شعبية عديدة مثل البان الزيتي أو الشوع أو الطبل، وقد يطلق عليها البعض ألقاب مثل "شجرة النفط" أو "شجرة الحياة" أو "المعجزة" ، وبالرجوع لما يعرف عن المورينجا أنها مليئة بالفوائد الصحية والغذائية. وما يثيره ذلك من تساؤلات حول معرفة هذه الفوائد، وهل هي مثبتة؟ وحول التحذيرات من أي آثار جانبية قد تنتج عن استخدامها يدفعنا لنقوم بتوضيح 10 فوائد لشجرة المورينجا مع ذكر الأضرار المحتملة لها كذلك، مما يوفر فهمًا شاملاً لفوائد هذه الشجرة مقابل المخاطر المحتملة.
تناول أوراق المورينجا يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من التعب والإرهاق
10 من فوائد شجرة المورينجا دون التغاضي عن الأضرار
التساؤل حول المورينجا وإلى أي حد يعد استهلاكها آمنًا وحول فعاليتها وجدوى الفوائد المحتملة لها، هو ما يدفعنا لذكر كل من هذه الفوائد وكيف يؤثر بالجسم؛ وفيما يأتي نذكر عشر فوائد مهمة لشجرة المورينجا، وهي:
-
مصدر غني بالفيتامينات والمعادن
أوراق شجرة المورينجا تُعتبر مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في دعم صحة الجسم والحفاظ على وظائفه الحيوية. فهي تحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية المهمة مثل فيتامين A الذي يعمل على دعم صحة البصر وتقوية جهاز المناعة، وفيتامين C المضاد للأكسدة الذي يساعد في تعزيز الشفاء وتحسين امتصاص الحديد، وفيتامين E المضاد للأكسدة الذي يحمي الجسم من الضرر الناتج عن الجذور الحرة ويحافظ على صحة الجلد والشعر. وبالإضافة إلى ذلك تحتوي أوراق المورينجا على الكالسيوم الذي يساهم في بناء العظام والأسنان، والحديد الذي يعمل على نقل الأكسجين في الجسم، والبوتاسيوم الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم وتوازن السوائل في الجسم. ولا يقتصر دور أوراق المورينجا على هذه الفيتامينات والمعادن فحسب، بل تحتوي أيضًا على المغنيسيوم والزنك وغيرها من العناصر الأساسية التي تعزز الصحة العامة.
وباعتبارها مصدرًا طبيعيًا للفيتامينات والمعادن يمكن لأوراق المورينجا أن تكون بديلاً مثاليًا للمكملات الغذائية الاصطناعية التي قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة أو مكملات غذائية قليلة الجودة. ويمكن استخدام أوراق المورينجا بأشكال مختلفة، سواء كانت طازجة، مجففة، مطحونة إلى مسحوق، أو في شكل مستخلصات، مما يجعلها خيارًا مرنًا وملائمًا لتلبية احتياجات التغذية الفردية. وبفضل تنوع فوائدها الغذائية، يمكن أن تكون أوراق المورينجا إضافة ممتازة إلى النظام الغذائي لتعزيز الصحة والعافية بشكل عام.
-
خفض كوليسترول الدم والدهون الثلاثية
تزخر الطبيعة بمكونات ونباتات تساعد في خفض الكوليسترول في الدم مثل بذور الكتان والشوفان وغيرها، إذ يعد ارتفاع الكوليسترول سببًا رئيسيًا لأمراض القلب، وما أثبتته الدراسات أن للمورينجا دورًا هامًا في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم وحماية القلب. كما يمكن أن يساعد خفض مستويات الكوليسترول في نجاح الحميات الغذائية وخسارة الوزن.
-
تحسين صحة الجهاز المناعي
تحتوي أوراق شجرة المورينجا على مجموعة واسعة من مضادات الأكسدة، والتي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز صحة الجهاز المناعي. فالمورينجا تحتوي على مضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات والبولي فينولات وفيتامين C، التي تساعد في محاربة الجذور الحرة، مما يعزز قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الأمراض والالتهابات. كما تحتوي أوراق المورينجا على مركبات نباتية تعزز نشاط الجهاز المناعي وتحفز إنتاج الخلايا المناعية مثل اللمفاويات والأجسام المضادة، مما يعزز استجابة الجسم للتحديات البيولوجية والميكروبية.
-
دعم صحة الجلد والشعر
يعتبر دعم صحة الجلد والشعر واحدًا من الفوائد المذهلة لأوراق شجرة المورينجا. ويُعتقد أن استهلاك أوراق المورينجا يساهم في تحسين صحة البشرة والشعر بسبب تركيبتها الغنية بالعناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية. وتحتوي أوراق المورينجا على فيتامينات مثل فيتامين A وC وE التي تساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين، وهو بروتين أساسي يساهم في تحسين مرونة البشرة وتجديدها. كما تحتوي أوراق المورينجا على مضادات الأكسدة التي تقوم بحماية البشرة من التلف الناتج عن الجذور الحرة والعوامل البيئية الضارة. وبالنسبة للشعر يمكن استخدام مستخلصات المورينجا كزيوت طبيعية لتغذية فروة الرأس وترطيب الشعر، مما يساهم في تقويته وتحسين ملمسه. وبالتالي يمكن أن يكون تضمين أوراق المورينجا في النظام الغذائي أو استخدام مستخلصاتها على البشرة والشعر خيارًا ممتازًا لتعزيز صحتهما وجمالهما بشكل طبيعي وفعّال.
-
خفض مستويات السكر في الدم
تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك أوراق شجرة المورينجا قد يلعب دورًا فعّالًا في خفض مستويات السكر في الدم. ويعزى هذا التأثير الإيجابي إلى تواجد مركبات نشطة في أوراق المورينجا تسمى بالمركبات النباتية المضادة للسكر، والتي تساهم في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل تركيز الجلوكوز في الدم. وبالتالي فإن استهلاك أوراق المورينجا يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، حيث يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم والحفاظ على استقرارها. وبهذا تُعتبر أوراق المورينجا خيارًا طبيعيًا وفعّالًا للمساعدة في إدارة مرض السكري والحفاظ على صحة الجهاز الدوراني والعامة للجسم.
-
تحسين الهضم وصحة الأمعاء
أوراق شجرة المورينجا تعتبر مصدرًا غنيًا بالألياف الغذائية والمركبات الطبيعية التي تسهم في تحسين الهضم وصحة الأمعاء. وتعمل الألياف الغذائية على تعزيز عملية الهضم وتحسين حركة الأمعاء، مما يساعد في منع الإمساك وتخفيف المشاكل المعوية. كما تحتوي أوراق المورينجا على مركبات طبيعية تساعد في تحسين صحة الأمعاء عن طريق تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي وتقليل التهيجات والالتهابات التي قد تؤثر سلبًا على وظيفة الأمعاء. وبالتالي يُعتبر استهلاك أوراق المورينجا خيارًا ممتازًا لتعزيز الهضم والحفاظ على صحة الأمعاء، ويمكن أن يسهم في الشعور بالراحة والخفة في البطن وتحسين جودة الحياة بشكل عام.
-
تقوية العظام والأسنان
أوراق شجرة المورينجا تعتبر مصدرًا غنيًا بالكالسيوم والمغنيسيوم، وهما من المعادن الأساسية التي تلعب دورًا هامًا في صحة العظام والأسنان. إذ يعمل الكالسيوم على تقوية العظام، مما يقلل من خطر الإصابة بالكسور وأمراض العظام مثل هشاشة العظام، بينما يساهم المغنيسيوم في تعزيز امتصاص الكالسيوم وتحسين وظائف العضلات والأعصاب، وبالتالي يعمل على دعم صحة العظام والأسنان أيضًا.
-
خفض ضغط الدم
يُعتبر خفض ضغط الدم واحدًا من الفوائد الصحية الهامة لأوراق شجرة المورينجا. فتحتوي أوراق المورينجا على مكونات تُعتقد أنها تساهم في توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم في الجسم. ويقوم ذلك بتقليل مستويات ضغط الدم، مما يساعد على تخفيف الضغط على جدران الشرايين والقلب. وبالتالي يمكن أن يؤدي تناول أوراق المورينجا بانتظام إلى تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتة القلبية والسكتة الدماغية. وبهذا تعتبر أوراق المورينجا إضافة قيمة للنظام الغذائي لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الذين يرغبون في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
-
زيادة الطاقة والنشاط
يعتبر زيادة الطاقة والنشاط واحدة من الفوائد الملحوظة لأوراق شجرة المورينجا. حيث تحتوي أوراق المورينجا على مجموعة من المكونات الغذائية الطبيعية التي تساهم في تعزيز مستويات الطاقة والنشاط في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة القدرة على التحمل والأداء البدني. ويُعتقد أن هذه المكونات تسهم في تعزيز وظيفة الجهاز الدوراني وتحفيز تدفق الدم والأكسجين إلى الأنسجة والخلايا، مما يسهم في تحفيز النشاط البدني والذهني وتحسين الأداء العام. وبالتالي فإن تناول أوراق المورينجا يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من التعب والإرهاق، سواء نتيجة للأنشطة البدنية المكثفة أو للضغوطات اليومية، حيث يمكن أن توفر هذه الزيادة في الطاقة والنشاط دعمًا لهم للتعامل بفعالية مع تحديات الحياة اليومية.
-
مضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات
أوراق شجرة المورينجا غنية بمضادات الأكسدة والمركبات المضادة للالتهابات، مما يجعلها فعالة في الوقاية من الأمراض المزمنة وتقليل التهابات الجسم. فمضادات الأكسدة الموجودة في أوراق المورينجا مثل فيتامين C وفيتامين E و الفلافونويدات والبولي فينولات تعمل على محاربة الجذور الحرة التي تسبب الضرر للخلايا وتساهم في تطور الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان. كما تحتوي أوراق المورينجا على مركبات مضادة للالتهابات تساعد في تقليل التهابات الجسم. وتعمل هذه المركبات على تثبيط نشاط الإنزيمات والمواد الكيميائية التي تساهم في عملية الالتهاب، مما يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالتهابات مثل الألم والتورم والاحمرار.
جذور ولحاء شجرة المورينجا تحتوي على مواد سامة يمكن أن تكون ضارة عند استهلاكها. لذا يُنصح بتجنب استهلاك هذه الأجزاء من الشجرة.
أضرار شجرة المورينجا
رغم الفوائد العديدة لشجرة المورينجا فإن هناك بعض الأضرار والآثار الجانبية التي يجب الانتباه إليها عند استهلاكها. وفيما يأتي نلقي نظرة على بعض الأضرار المحتملة لشجرة المورينجا:
- مشاكل في الجهاز الهضمي: يمكن أن يؤدي تناول أوراق المورينجا بجرعات كبيرة إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والغثيان والتقلصات المعوية. ويجب تناولها بكميات معتدلة لتجنب هذه الأعراض.
- تفاعلات مع الأدوية: قد تتفاعل المورينجا مع بعض الأدوية مثل أدوية خفض ضغط الدم وأدوية السكري. ويمكن أن تؤثر على فعالية الأدوية أو تزيد من خطر انخفاض مستويات السكر أو ضغط الدم بشكلٍ كبير.
- تأثيرات على الحمل والرضاعة: هنالك بعض القلق من أن تناول كميات كبيرة من المورينجا يمكن أن يؤدي إلى تقلصات الرحم مما قد يشكل خطراً على الحمل. لذلك يُنصح النساء الحوامل أو المرضعات بتجنب تناولها بكميات كبيرة.
- سمية الجذور واللحاء: جذور ولحاء شجرة المورينجا تحتوي على مواد سامة يمكن أن تكون ضارة عند استهلاكها. لذا يُنصح بتجنب استهلاك هذه الأجزاء من الشجرة.
- تأثيرات على الكبد والكلى: هنالك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من مستخلصات المورينجا قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الكبد والكلى. لذا يجب استشارة الطبيب قبل استخدام مكملات المورينجا بكميات كبيرة.
- الحساسية: يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسسية تجاه المورينجا، مما يؤدي إلى أعراض مثل الحكة والطفح الجلدي وضيق التنفس. ويجب التوقف عن استخدامها فورًا في حال ظهور أي أعراض حساسية.
- التأثيرات على الغدة الدرقية: هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن استهلاك المورينجا بكميات كبيرة قد يؤثر على وظيفة الغدة الدرقية. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية استشارة الطبيب قبل استخدام المورينجا كمكمل غذائي.
قد لا تغطي الفوائد المذكورة جميع الفوائد لهذه الشجرة؛ التي وإن كان ممكنًا المصادقة على إطلاق لقب الشجرة المعجزة عليها لما لها من فوائد صحية عديدة أثبتتها الدراسات، وكغيرها من المواد الغذائية والنباتات لها أضرارها المحتملة التي قد تظهر مع مداومة الاستخدام أو الإكثار والمبالغة في تناولها مما قد يعطي نتائج عكسية، لذا لابد من استشارة الطبيب المختص ومعرفة الكميات الموصى بها يوميًا وتناولها باعتدال تفاديًا لإلحاق الضرر بالجسم.