20-نوفمبر-2024
الحرف التقليدية في تونس

تُعتبر الحرف التقليدية في تونس جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي للبلاد وهي تعكس تنوع وثراء الحضارة التونسية

الترا تونس - فريق التحرير

 

تُعتبر الحرف التقليدية في تونس جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وهي تعكس تنوع وثراء الحضارة التونسية. وتعدّ تونس من البلدان الأشد محافظة على صناعاتها التقليدية خاصة وأنها تمثل موارد رزق للعديد من العائلات. 

تُعتبر الحرف التقليدية في تونس جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وهي تعكس تنوع وثراء الحضارة التونسية وجولة قصيرة في الأسواق والمدن العتيقة تكشف ثراء التراث الحرفي وتنوّع أشكاله في تونس

وإنّ جولة قصيرة في الأسواق والمدن العتيقة، سواءً في تونس العاصمة أو في عدة ولايات أخرى، تكشف ثراء التراث الحرفي وتنوّع أشكاله في تونس.

ومن أشهر الحرف التقليدية التونسية:

 

  • صناعة الفخار والخزف

تُعدّ صناعة الفخار والخزف في تونس من أعرق الحرف التقليدية التي تعكس تاريخ البلاد وتراثها الثقافي الثري. وقد تطورت هذه الصناعة عبر العصور، حيث باتت تمزج بين الأصالة والحداثة.

ومن أبرز المناطق الشهيرة بصناعة الفخار والخزف نجد ولاية نابل التي تُعتبر عاصمة الفخار في تونس، إذ تشتهر بإنتاج الأواني المنزلية، أواني الطبخ، والأشكال الزخرفية، ويتميز الفخار النابلي بزخارفه الزاهية التي تمزج بين ألوان الأصفر والأخضر والأزرق.

يعكس الفخار والخزف التونسي رموز الهوية الثقافية المحلية وتاريخ التقاليد الحرفية. أما اقتصاديًا، فإنّ صناعة الفخار تُعد مصدر دخل للكثير من العائلات، كما تساهم في دعم السياحة الثقافية

كما تعرف منطقة سجنان من ولاية بنزرت أيضًا بصناعة الفخار البدائي التقليدي المصنوع يدويًا، والذي لا يزال يُصنع بطرق تقليدية تمامًا دون استخدام عجلة الفخار. وللإشارة فإنّه تم إدراج فخار سجنان ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

ثقافيًا، يعكس الفخار والخزف التونسي رموز الهوية الثقافية المحلية وتاريخ التقاليد الحرفية. أما اقتصاديًا، فإنّ صناعة الفخار تُعد مصدر دخل للكثير من العائلات، كما تساهم في دعم السياحة الثقافية.

 

صورة
من أبرز المناطق الشهيرة بصناعة الفخار والخزف نجد ولاية نابل التي تُعتبر عاصمة الفخار في تونس

 

  • النسيج والصوف

صناعة النسيج والصوف في تونس تُعد من أبرز الحرف التقليدية التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين، وهي حرفة تعكس التراث الثقافي والتقاليد المحلية، وهي مصدر فخر وحياة للكثير من الحرفيين في مختلف أنحاء البلاد. وتختلف منتجات النسيج والصوف من منطقة إلى أخرى.

فولاية الكاف، مثلًا، مشهورة بإنتاج الزرابي التقليدية مثل "المرقوم"، وهو نوع من السجاد المصنوع يدويًا باستخدام الصوف الطبيعي بألوان وأنماط هندسية.

صناعة النسيج والصوف في تونس تُعد من أبرز الحرف التقليدية التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين، وهي حرفة تعكس التراث الثقافي والتقاليد المحلية

فيما تعدّ ولاية قفصة مركزًا هامًا لصناعة السجاد التقليدي. تبرز الزرابي القفصية بتصاميمها المعقدة المستوحاة من التراث الأمازيغي. وتُعرف القيروان بإنتاج الزربية القيروانية، وهي من أفخر أنواع السجاد في تونس وتُستخدم للزينة أو الاستخدام اليومي. كما تعرف تطاوين ومدنين وسليانة بإنتاج الملابس الصوفية التقليدية مثل البرنس والعباءة.

وبخصوص العملية الإنتاجية للنسيج والصوف، فإنه يقع جمع الصوف بعد جزّ الأغنام وغسله لإزالة الشوائب، ثم يقع غزله يدويًا أو باستخدام عجلات الغزل لإنتاج خيوط جاهزة للنسيج. وبعد ذلك يتم تلوينه، وتُستخدم في ذلك أصباغ طبيعية مثل مستخلصات النباتات لتلوين الخيوط. والمرحلة الأخيرة يقع فيها نسج الصوف باستخدام الأنوال التقليدية (يدوية) أو الحديثة لإنتاج السجاد والملابس.

 

صورة
"المرقوم" هو نوع من السجاد المصنوع يدويًا باستخدام الصوف الطبيعي بألوان وأنماط هندسية

 

  • صناعة الشاشية

تعود صناعة الشاشية في تونس إلى المسلمين الوافدين على تونس بعد طردهم من إسبانيا (المورسكيون)، فهم الذين أدخلوا هذه الصناعة إلى البلاد التونسية حتى إنّ كثيرًا من الألفاظ المستعملة في المهنة إلى حدّ اليوم تعود جذورها إلى اللغة الإسبانية "المشوّهة" بدرجات متفاوتة، وفق الموسوعة التونسية التابعة لبيت الحكمة. 

وينتمي الحرفيّون الذين يتعاطون هذه الحرفة منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد إلى جمعيّة مهنية تتمتّع بسمعة رفيعة جدًّا، وتخضع المراحل التي يمرّ بها صنع الشّاشية إلى نظام دقيق. ويتولّى الأمين الذي هو رئيس الجمعيّة السّهر على التطبيق الصارم للقواعد المرسومة.

كانت صناعة الشاشية في القرنين 18 و19 للميلاد دعامة من دعائم الاقتصاد التونسي، إذ غزت الشاشية التونسية أسواقًا عدّة في أروبا وإفريقيا خاصّة ووصلت إلى بعض البلدان الآسيوية، بفضل ما تتمتّع به من جودة وخصوصيّة

وكانت صناعة الشاشية في القرنين 18 و19 للميلاد دعامة من دعائم الاقتصاد التونسي، إذ غزت الشاشية التونسية أسواقًا عدّة في أروبا وإفريقيا خاصّة ووصلت إلى بعض البلدان الآسيوية، بفضل ما تتمتّع به من جودة وخصوصيّة غير متوفّرة في غيرها من أغطية الرأس. 

وكان الشوّاشون معدودين من أعيان البلاد لما تدرّه عليهم هذه المهنة من خير عميم، فيما كان أمين الشّاشية واحدًا من "أهل الحلّ والعقد" ومن مستشاري السّلطة السياسية. 

وكان سوق الشوّاشين من أكثر الأسواق حركيّة ونشاطًا لإقبال التونسيّين والمسلمين الوافدين على تونس على هذه البضاعة، لكن الشّاشية التونسية أصيبت بتأثير الحرب العالمية الأولى بوهن بارز من جرّاء صعوبات التزوّد بالصّوف المغزول. وقد انحدر المعدّل السنوي الذي كان في فترة 1914/ 1915 حوالي 33600 دزينة إلى 22300 دزينة في الفترة بين 1915 / 1919، فكان النقص بـ 34%.

اليوم تحرص أطراف صناعية وثقافية وسياحية على بثّ الرّوح من جديد في هذه الصناعة العتيدة التي يعمل أصحابها من جانبهم على وسمها بطابع عصريّ يتيح لها الاستجابة لذوق الحريف المعاصر

وبعد الاستقلال والتحوّلات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع التونسي في ظلّ الدولة الحديثة، وما كان لذلك من انعكاسات هزّت البنية التقليدية من قواعدها، لتطال اللّباس التقليدي بوجه عام والشاشية بوجه خاص، تراجع هذا القطاع منذ العقود الأولى للاستقلال، ليصل تدريجيًا إلى الكساد. واليوم، تحرص أطراف صناعية وثقافية وسياحية على بثّ الرّوح من جديد في هذه الصناعة العتيدة التي يعمل أصحابها من جانبهم على وسمها بطابع عصريّ يتيح لها الاستجابة لذوق الحريف المعاصر.

 

صورة
في القرنين 18 و19 كان سوق الشوّاشين من أكثر الأسواق حركيّة ونشاطًا لإقبال التونسيّين والمسلمين الوافدين على تونس على هذه البضاعة (فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

 

  • النقش على النحاس

تجمع حرفة النقش على النحاس بين الجمال الفني والدقة اليدوية، وقد تطورت هذه الحرفة عبر العصور لتصبح جزءًا أساسيًا من التراث التونسي، وهي تعكس المهارات التي توارثها الحرفيون عبر الأجيال.

من أبرز المناطق الشهيرة بحرفة النقش على النحاس في تونس نجد المدينة العتيقة في تونس العاصمة التي تشتهر بوجود سوق النحاس الذي يعجّ بالورشات التي تُبدع في النقش وصقل القطع النحاسية

ومن أبرز المناطق الشهيرة بحرفة النقش على النحاس في تونس نجد المدينة العتيقة في تونس العاصمة التي تشتهر بوجود سوق النحاس الذي يعجّ بالورشات التي تُبدع في النقش وصقل القطع النحاسية.

كما نجد في صفاقس مركزًا هامًا لصناعة الأدوات النحاسية المستخدمة في الطهي والديكور، وكذلك تعرف القيروان بإنتاج الأواني التقليدية المزخرفة بأنماط هندسية ونباتية. وفي توزر، يركز الحرفيون على النقوش التي تعكس التراث الثقافي الصحراوي.

 

صورة
تجمع حرفة النقش على النحاس بين الجمال الفني والدقة اليدوية (Getty)

 

  • منتجات الحلفاء

تعتبر نبتة الحلفاء ذات أهمية اقتصادية كبيرة في عدة مناطق، إذ تمكن صناعة المنتجات الحرفيّة المعدة منها من تشغيل يد عاملة طيلة مدّة طويلة من السّنة، ما يعادل ثلثي الوقت.

وتُعتبر مصدر دخل رئيسي للعديد من العائلات في المناطق الريفية، كما أنها تُساهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال تسويق المنتجات الحرفية، فضلًا عن أنها تُحافظ على التراث المحلي وتعزز دور المرأة الريفية التي تعمل في هذه الحرفة.

تُعتبر الحلفاء مصدر دخل رئيسي للعديد من العائلات في المناطق الريفية، كما أنها تُساهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال تسويق المنتجات الحرفية، فضلًا عن أنها تُحافظ على التراث المحلي وتعزز دور المرأة الريفية التي تعمل في هذه الحرفة

وتعد ولايات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة أبرز المناطق الشهيرة بصناعة الحلفاء واستغلالها لصناعة منتجات يدوية تقليدية، وتُمارس هذه الحرفة بشكل واسع خاصة في المناطق الريفية والجبلية.

ومن أهم المنتجات المصنوعة من الحلفاء نجد الحصائر التقليدية التي تُستخدم لتغطية الأرضيات أو في الزينة، والسلال التي تُستعمل لحفظ الخبز أو الفواكه، والحقائب وأغطية الطعام، وغيرها من المنتجات.

 

صورة
تعد ولايات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة أبرز المناطق الشهيرة بصناعة الحلفاء (الترا تونس)

 

  • صناعة الجلد

صناعة الجلد في تونس هي من الحرف التقليدية التي تجسد التراث الثقافي والصناعي للبلاد. وتُعتبر هذه الصناعة جزءًا هامًا من الاقتصاد المحلي، حيث تعتمد على مهارات الحرفيين ودقة التصنيع اليدوي، وتُستخدم الجلود لإنتاج مجموعة متنوعة من السلع، بما في ذلك الملابس، الأحذية، الحقائب، والأثاث.

تمتد جذور حرفة صناعة الجلد في تونس إلى العصور القديمة، حيث كان الجلد يُستخدم كوسيلة لصناعة أدوات الحياة اليومية. ومع الفتح الإسلامي، تطورت تقنيات دباغة الجلد وصناعته. وخلال الحكم الأندلسي، ازدهرت صناعة الجلد بشكل كبير نتيجة تدفق الحرفيين الأندلسيين إلى تونس

وتمتد جذور هذه الحرفة إلى العصور القديمة، حيث كان الجلد يُستخدم كوسيلة لصناعة أدوات الحياة اليومية. ومع الفتح الإسلامي، تطورت تقنيات دباغة الجلد وصناعته. وخلال الحكم الأندلسي، ازدهرت صناعة الجلد بشكل كبير نتيجة تدفق الحرفيين الأندلسيين إلى تونس.

وبخصوص أبرز المناطق الشهيرة بصناعة الجلد في تونس، نجد في تونس العاصمة سوق الدباغين بالمدينة العتيقة الذي يُعتبر مركزًا تقليديًا لتصنيع الجلود وبيعها. كما تشتهر القيروان بصناعة الحقائب الجلدية والأحذية التقليدية. كذلك، تعدّ صفاقس مركزًا رئيسيًا لدباغة الجلود وتصنيع المنتجات الجلدية، كما تعرف قفصة بصناعة منتجات جلدية تعتمد على الحرف اليدوية التقليدية.

 

صورة
صناعة الجلد في تونس هي من الحرف التقليدية التي تجسد التراث الثقافي والصناعي للبلاد

 

يشار إلى أن الدولة التونسية شجعت على الاستثمار في قطاع الصناعات والحرف التقليدية في إطار الصندوق الوطني للنهوض بالصناعات التقليدية والمهن الصغرى.

وفي مجال المحافظة على الذاكرة وتشجيع الإبداع فتح الديوان الوطني للصناعات التقليدية بالدندان بتونس العاصمة متحفًا للّباس التقليدي يعرض أنواعًا مختلفة باختلاف تنوّعات التراث عبر الجهات من الجبّة والبرنس والملاءة والحائك والسفساري والفوطة والبلوزة والقمجّة والفرملة والشاشية والطاقية والبلغة والريحيّة والشبرلّة، إلى جانب مجموعة هامة من الحليّ، وفق الموسوعة التونسية التابعة لبيت الحكمة. 

كما خصّص الديوان سنة 1996 فضاء للخمسة الذهبية لعرض نماذج من ابتكارات المصمّمين المشاركين في المسابقة السنويّة منذ إحداثها بمناسبة اليوم الوطني للّباس التقليدي. وقد مزجت تلك النماذج بين الموضة العصريّة والطابع التقليدي التونسي في تصاميم أنيقة وألوان متناسقة بما يتماشى وذوق المرأة العصريّة المعتزّة بأصالتها. 

وإلى جانب المتحف وقاعة الخمسة الذهبية وفّر الديوان للباحثين والمصمّمين مكتبة قيّمة بتنوّع مراجعها من تصاميم أصلية في الزربية يُناهز عددها مائة تصميم من القرن 19 م، وأخرى في المرقوم والكليم، علاوة على الصور والمخطوطات والمطبوعات. 

 

صورة
شجعت الدولة على الاستثمار في قطاع الحرف التقليدية في إطار الصندوق الوطني للنهوض بالصناعات التقليدية

 

وفي تونس العاصمة أيضًا تحتضن دار ابن عبد اللّه متحف العادات والتقاليد الشعبية. فصاحب الدار هو أحد أثرياء تونس ممّن اشتهروا بنسيج الحرير في نهاية القرن 19م. والمتحف مجسّم حيّ للحياة العائليّة الحضريّة حسب اختصاصات الغرف بمحتوياتها من أثاث وأوان وأزياء وحليّ وعطور متكاملة مع معمار القصر.

وشبيه بهذا المتحف دار شريّط بتوزر، ومتاحف جهويّة في نفس الاختصاص كالذي في الكاف والمنستير، حيث يوجد بمقرّ المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية عرض قار لمنتوجات حرفيّي الجهة. أمّا في نابل فقد فتح مركز التقاليد والحرف الفنية أبوابه في أوت/أغسطس 1990، وتوسّع برواق عرض في نوفمبر/تشرين الثاني 1998. 

وكذلك في بنزرت برعاية جمعيّة صيانة المدينة الحريصة على تعليم الشباب مختلف الحرف في ورشات بأعلى القصبة. وفي القيروان متحف الزربية الذي أدخلت عليه عملية تحديث منذ سنة 1995 ليضمّ أجمل المبتكرات، إلى جانب أقدم الزرابي والآلات. ومن المعروضات أقدم أنموذج للزربية من نسج كاملة الشاوش ونسخة طبق الأصل منها.

 

صورة
رغم هذه الجهود المتكاملة لإحياء الصناعات التقليدية وتطويرها وتوظيفها فإنّ صناعات أخرى قد اندثرت

 

وفي قرية "كان" ببوفيشة، على طريق المناطق السياحية بسوسة والحمّامات، ارتبط الإنتاج الحرفي بالتنشيط السياحي في إطار نظرة جديدة إلى العرض والترويج. أمّا في "النجمة الزهراء"، قصر البارون ديرلانجي بسيدي بوسعيد أو مركز الموسيقى العربية والمتوسّطيّة، فيختصّ المتحف بالآلات الموسيقية التقليدية كإحدى الصناعات اليدويّة. 

ورغم هذه الجهود المتكاملة لإحياء الصناعات التقليدية وتطويرها وتوظيفها، تلك التي أفاد منها بالخصوص النسيج والخزف واللباس والحليّ، فإنّ صناعات أخرى قد اندثرت أو كادت لعدم الاهتمام بها، منها حرفة الشّعر التي تصنّع من شعر الماعز الأكياس والستائر والمخالي والحبال، وصناعة الآجر والقرميد على الطريقة الأندلسية، وصناعة الآلات الفلاحية كالناعورة التي سكتت أجراسها عن الرنين بدخول المضخّات إلى البساتين، وصناعة الحصر التي زاحمتها في البيوت وحتّى في المساجد حصر أخرى منسوجة آليًّا بأسلاك البلاستيك. 


صورة