اقتصاد

مختصون: تونس لا تزال ضمن الدول عالية المخاطر ولا يمكنها الخروج للسوق المالية

17 سبتمبر 2024
اقتصاد جيتي.jpg
في تعليقهم على ترفيع وكالة فيتش ريتينغ في التصنيف الائتماني لتونس من ccc- إلى ccc+ في آخر تحيين لها (صورة توضيحية/ Getty)
فريق التحرير
فريق التحرير

(نشر في 17-09-2024/ 10:45)

الترا تونس - فريق التحرير

 

علق مختصون في الاقتصاد في تونس على آخر تحيين للتصنيف الائتماني لتونس الذي أعلنت عنه وكالة فيتش رايتينغ، الاثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، بترفيع تصنيف تونس من ccc- إلى ccc+.

أجمع المختصون في الشأن الاقتصادي على أنّه على الرغم من التحسن الطفيف في تصنيف تونس الائتماني فإنّ البلاد تظلّ مصنفة ضمن الدول عالية المخاطر اقتصاديًا، وبالتالي لا يمكنها الخروج إلى السوق المالية الدولية

وأجمع المختصون في الشأن الاقتصادي على أنّه على الرغم من التحسن الطفيف في تصنيف تونس الائتماني فإنّ البلاد تظلّ مصنفة ضمن الدول عالية المخاطر اقتصاديًا، وبالتالي لا يمكنها الخروج إلى السوق المالية الدولية، حسب تقديراتهم.

 

  • آرام بلحاج: التصنيف الائتماني لتونس لا يزال في درجة سفلى

وقال أستاذ الاقتصاد آرام بلحاج، في تدوينة له على فيسبوك، إنّ "تقرير وكالة فيتش هذا في حد ذاته يتسم بالكثير من الضبابية"، مؤكدًا ضرورة الغوص في تفاصيل الأرقام والصياغة والاطلاع على تفاصيل المؤشرات المعتمدة للوصول للنتيجة النهائية، حسب رأيه.

آرام بلحاج: "تقرير وكالة فيتش يتسم بالكثير من الضبابية.. وعمومًا ترقيم تونس لا يزال في درجة سفلى، ولا يزال في انتظارنا الكثير من العمل حتى نعود إلى ترقيم سيادي محترم نفرض به احترام العالم"

وأضاف بلحاج: "ترقيم تونس لا يزال في درجة سفلى، ولا يزال في انتظارنا الكثير من العمل حتى نعود إلى ترقيم سيادي محترم نفرض به احترام العالم".

 

 

  • رضا الشكندالي: التحسن في التصنيف الائتماني لتونس لا يمكّنها من الخروج للسوق المالية

ومن جانبه، قال المختص في الاقتصاد رضا الشكندالي، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، إنّ هذا التصنيف موجه أساسًا إلى المقرضين وخاصة منهم المستثمرين الأجانب في السوق المالية العالمية، معقبًا أنّ "هذا التحسّن في التصنيف جيّد بالنسبة لصورة تونس لدى المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي بالرغم من عدم تعاملنا معه، لكنه لم يخرجنا من قائمة الدول المصنفة عالية المخاطر وبالتالي لا يمكننا بهذا التحسين في التصنيف الخروج إلى السوق المالية الدولية"، حسب رأيه.

رضا الشكندالي: هذا التحسّن في التصنيف جيّد بالنسبة لصورة تونس لدى المؤسسات الدولية لكنه لم يخرجنا من قائمة الدول المصنفة عالية المخاطر وبالتالي لا يمكننا بهذا التحسين في التصنيف الخروج إلى السوق المالية الدولية"

وأضاف الشكندالي: "اعتمدت الوكالة أساسًا على تحسّن المؤشرات المالية من تحسن في الموجودات من العملة الصعبة والقدرة على سداد الديون خاصة منها الخارجية وتحسن الميزان التجاري والجاري، وهي إنجازات مهمة حققتها الحكومة، لكن لا ننسى أن الكلفة الاقتصادية لذلك كانت باهظة وهي الانكماش الاقتصادي وتفاقم معدلات البطالة ومستوى الأسعار العالية وهو ما يهم فعلًا المواطن التونسي والذي يدفع فاتورة ذلك غاليًا".

كما أشار إلى أنّ "تحسن التوازنات الخارجية، التي اعتمدتها الوكالة لتحسين الترقيم السيادي لتونس، من تحسن الميزان التجاري والجاري كان على حساب تزويد السوق الداخلية بما يلزم من مواد أساسية وأدوية مفقودة وبالخصوص ما يلزم لمؤونتنا الاقتصادية من مواد أولية ونصف مصنعة ضرورية للإنتاج، ودونها لا يمكن تحسين معدلات النمو الاقتصادي  ولا مقاومة البطالة ولا الحد من ارتفاع الأسعار".

رضا الشكندالي: "تحسن التوازنات الخارجية، التي اعتمدتها الوكالة لتحسين الترقيم السيادي لتونس، كان على حساب تزويد السوق الداخلية بما يلزم من مواد أساسية وأدوية مفقودة وبالخصوص ما يلزم لمؤونتنا الاقتصادية من مواد أولية

وعقّب رضا الشكندالي قائلًا إنّ "ما يهم المؤسسات الدولية ومنها وكالة فيتش رايتينغ هو القدرة على السداد، فهذه المؤسسات تعمل لحساب المقرضين وخاصة الخواص ولا يهمها تبعات ذلك على المواطن التونسي، فما يهم المقرضين هو قدرة الدول على سداد ما أقرضوه من أموال"، حسب تقديره.

وتابع: "إذا اعتبرنا أن هذا التحسّن في التصنيف يعكس نجاح الحكومة، وهو بالفعل ما تعتبره الحكومة من إنجاز من خلال خطابها الاقتصادي الذي يرضي بالفعل المؤسسات الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، فلماذا لا نلجأ فعلًا إلى الاقتراض من الصندوق وهو الأقل كلفة".

رضا الشكندالي: "إذا كنا لا نريد إملاءات صندوق النقد، فلماذا نلجأ إلى تطبيقها بحذافيرها، فالوكالة حسّنت في الترقيم اعتمادًا على أن تونس ماضية في الإصلاحات وخاصة منها ما يتعلق بكتلة الأجور، وهذا يرضي الصندوق ويسهّل المفاوضات معه ويطرح إشكالية ازدواجية الخطاب الاقتصادي"

كما تساءل أيضًا: "إذا كنا لا نريد إملاءات الصندوق، فلماذا نلجأ إلى تطبيقها بحذافيرها، فالوكالة حسّنت في الترقيم اعتمادًا على أن تونس ماضية في الإصلاحات وخاصة منها ما يتعلق بكتلة الأجور، وهذا يرضي صندوق النقد الدولي ويسهّل المفاوضات معه ويطرح إشكالية ازدواجية الخطاب الاقتصادي".

وخلص المختص في الاقتصاد إلى أنه "لا بدّ من توجيه الخطاب إلى المواطن التونسي والذي يهمه بالأساس المحافظة على مورد رزقه وتحسن مقدرته الشرائية ومستقبل أبنائه في الحصول على شغل قار ولا يهمه تحسّن التوازنات الداخلية ولا الخارجية ولا قدرة الدولة على السداد فكل هذا من واجب الدولة"، حسب ما ورد في نص تدوينته.

 

 

  • خلود التومي: رغم تحسن التصنيف الائتماني لتونس فإنّ المخاطر تبقى عالية

وفي تعليقها على ترفيع التصنيف السيادي لتونس، قالت الباحثة المختصة في الشأن الاقتصادي خلود التومي إنّ "ما تم ذكره في التقرير من معطيات حول تحسين في التصنيف السيادي لتونس، يعود إلى تمكن البلاد من سداد ديونها الخارجية في الوقت"، مستدركة أنه في الواقع تم ذلك "بتمويل مباشر من البنك المركزي".

خلود التومي: الوكالة تتوقع انخفاض النفقات الجارية وكتلة الأجور والدعم واتساع الرقعة الجبائية، أي القيام بـ"إصلاحات اقتصادية"، وهو ما أعطى ثقة أكثر بالنسبة لوكالة التصنيف.. لكن المخاطر تظل عالية عمومًا

وأضافت، في تدوينة لها على فيسبوك، أنّ ذلك تم "على حساب القطاع البنكي"، مردفة أنّ "الوكالة تتوقع انخفاض النفقات الجارية وكتلة الأجور والدعم واتساع الرقعة الجبائية، أي القيام بـ"إصلاحات اقتصادية"، وهو ما أعطى ثقة أكثر بالنسبة لوكالة التصنيف"، مستدركة أنّ "المخاطر تبقى عالية"، حسب تصورها.

 

 

وكانت وكالة "فيتش رايتينغ" للتصنيف الائتماني قد أعلنت، الاثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، أنها رفعت التصنيف الائتماني لتونس من "CCC-" إلى "CCC+" بالنسبة للدين طويل الأجل بالعملة الصعبة، علمًا وأنه تصنيف للدول ذات المخاطر العالية.

وكالة فيتش رايتينغ تعلن رفع التصنيف الائتماني لتونس من "CCC-" إلى "CCC+" علمًا وأنه تصنيف للدول ذات المخاطر العالية اقتصاديًا

وقالت الوكالة، في تقرير لها، إنّ "هذا التحسن يأتي نتيجةً لزيادة الثقة في قدرة الحكومة التونسية على تلبية احتياجاتها المالية الكبيرة"، مرجعة ذلك إلى "تحسن الوضع الخارجي للبلاد الذي يمكنها من الحفاظ على مستوى احتياطي دولي يكفي لتغطية الدفعات الخارجية والديون"، حسب تقديراتها. مزيد التفاصيل بخصوص ذلك تجدونها هنا: فيتش رايتينغ ترفع تصنيف تونس من ccc- إلى ccc+


 

صورة

 

 

الكلمات المفتاحية

تونس تقرر حذف الفوسفوجيبس من قائمة النفايات الخطرة.. أي استراتيجية؟

تونس تقرر حذف الفوسفوجيبس من قائمة النفايات الخطرة.. أي استراتيجية؟

مختص في البيئة لـ"الترا تونس": سكب مادة الفوسفوجيبس في البحر لنحو 53 سنة في تونس أضر كثيرًا بالثروة البحرية


قمح حبوب بلعيد.jpg

دراسة: أوجه قصور عدة لسياسة الأمن الغذائي في قطاع الحبوب في تونس

خلصت دراسة أعدها المرصد التونسي للاقتصاد بالشراكة مع جمعية "نوماد 08" تحت عنوان "أوجه القصور في سياسة الأمن الغذائي في قطاع الحبوب"، إلى تعدّد العوائق التي تحول دون تطوّر قطاع الحبوب على الصعيد الوطني في تونس.


موديز EMMANUEL DUNAND أ.ف.ب.jpg

كيف علّق مختصون في الاقتصاد على تحسن التصنيف الائتماني لتونس؟

بحسب التقرير الأخير لوكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، تم رفع تصنيف تونس من "Caa2" (دولة ذات مخاطر عالية جدًا مع آفاق سلبية) إلى "CAA1" (دولة ذات مخاطر عالية مع آفاق مستقرة).


istockphoto سوق الشغل تونس.jpg

سوق الشغل في تونس.. تحولات سريعة ووظائف ومهارات يتزايد الطلب عليها

دراسة: نحو 20% من الوظائف في تونس ستتغير بحلول عام 2030

الضمان الاجتماعي الصناديق الاجتماعية.jpg
مجتمع

العفو الاجتماعي في تونس.. 31 مارس 2025 آخر أجل للانتفاع

ذكّر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بأن يوم الاثنين 31 مارس/آذار 2025 سيكون آخر أجل للانتفاع بالعفو الاجتماعي المتعلق بطرح خطايا التأخير بعنوان اشتراكات أنظمة الضمان الاجتماعي.

عطلة الربيع في تونس مدينة العلوم برنامج
منوعات

عطلة الربيع في تونس.. ورشات تثقيفية وأنشطة علمية للتلاميذ في مدينة العلوم

برنامج علمي وتنشيطي ثري لمدينة العلوم من 25 مارس إلى 6 أفريل بمناسبة عطلة الربيع


حوار أستاذ القانون البنكي محمد النخيلي تفاصيل الشيك الجديد ومزاياه وتحدياته.png
اقتصاد

حوار| أستاذ القانون البنكي محمد النخيلي: تفاصيل "الشيك الجديد" ومزاياه وتحدياته

أستاذ القانون البنكي محمد النخيلي لـ"الترا تونس": المتعاملون في السوق سيجدون الحلول البديلة عن "الشيك" وسنحتاج بعض الوقت حتى يتعود الجميع على هذه الآليات الجديدة

GettyImages-669476160_0.jpg
مجتمع

سوسيولوجيا "النّصبة"... أو الفقر الدّابغ في وطن لا يبالي

تغرق كلّ الأنهج المحاذية للسوق المركزيّة بالعاصمة أو "المارشي سنترال" كما يحلو للعاصميين تسميته، والأخرى القريبة في أمواج لا متناهية من "النّصب" المتحرّكة على عجلتين أو طاولات أو"البسطات". تعرّف على هذا العالم.