09-مايو-2023
مسؤولون جهويون يعاينون البئر

والي المنستير:الدولة قد تنتزع بالقانون مثلًا ملكية خاصة وقد تمنع من استغلالها بوجه من الأوجه (ماهر جعيدان/ الترا تونس)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكّد والي المنستير منذر بن سيك علي، الثلاثاء 9 ماي/ أيار 2023، بخصوص جدل اكتشاف "جيوب من الغاز" في الساحل التونسي من عدمه، وإلى من سيؤول استغلالها، أنّ "هنالك إجراءات قانونية، فالملكية يقع إثباتها بالوثائق والسندات الصحيحة، وبالتالي هذه الثروات هي ملك للشعب التونسي وليست ملكية خاصة، وهناك قواعد نظمتها مجلة الحقوق العينية حول الملكية الخاصة للعقارات وحول أوجه استغلالها بخصوص الوضعية القانونية العادية بالنسبة لكل من لديه شهادة ملكية".

والي المنستير: إذا أصبح هذا الجيب بوابة لثروة طاقية، فهذه مسألة محسومة بنص الدستور والقوانين الجاري بها العمل، وعائداته توضع تحت تصرف الدولة

وأفاد والي المنستير في تصريحه لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، أنّ هناك سقفًا في الملكية الخاصة يحدده القانون، إذ الدولة قد تنتزع مثلًا ملكية خاصة وقد تمنع من استغلالها بوجه من الأوجه، وإذا أصبح هذا الجيب بوابة لثروة طاقية، فهذه مسألة محسومة بنص الدستور والقوانين الجاري بها العمل، وعائداته توزع على كامل الشعب التونسي تحت تصرف الدولة" على حد تعبيره.

وأشار منذر بن سيك علي، إلى أنّ مجال الاكتشافات المعمقة هي إما مظهر من مظاهر الفقر الطاقي، باعتباره جيبًا غازيًا صغيرًا يمكن أن يظهر ثم يتلاشى، وإما أنها مؤشر على وجود ثروة طاقية تزخر بها بلادنا، وبالتالي كل الفرضيات ممكنة" وفقه.

والي المنستير: لا نملك خارطة نهائية لملف الثروات الباطنية في تونس، وسيفصل الخبراء في كون الجيب مؤشرًا على وجود ثروة طاقية تزخر بها بلادنا أم لا

وقال الوالي إنّه تم إلغاء فرضية أن يكون هذا الجيب، شبكة قديمة للغاز منذ اللحظات الأولى، فهو ماء طبيعي مختلط بمادة ملتهبة بتدخل خارجي وليس بصفة طبيعية، وربما يكون مبشّرًا بوجود ثروة، وربما لا، إذ لا نملك خارطة نهائية لملف الثروات الباطنية في تونس، وسيفصل الخبراء في ذلك، وفق وصفه.

وتابع بن سيك علي، أنّ الحماية المدنية تولّت القدوم على عين المكان في البداية وقامت بجميع الاحتياطات اللازمة الأولية واتخاذ جملة من القرارات الحمائية للموقع، من بينها إخلاؤه من السكان، كما تولت قوات الحرس تطويق المكان، وفقه.

وأضاف الوالي أنّ هذا الجزء من الأرض كان مهملًا، وهو رسم عقاري مسجل كحبس (وقف)، لافتًا إلى أنّ هناك صعوبات على مستوى إدراجه بالملكية العقارية، وبالتالي هي أرض متنازع عليها، وقال: "نتفهم بعض ردود الفعل إزاء ما قامت به الدولة التونسية من إجراءات، إذ ربما سيعتبرها البعض أنّ الدولة انتزعت صفة الحائز من صاحبها الذي كان يستغلّها بوضع اليد".

يشار إلى أنّ فلاحًا بالمنستير قد حفر بئرًا ارتوازية لريّ أشجاره فكانت المفاجأة بأن المياه المتدفقة من البئر كانت ممزوجة بغاز ما تسبب في اشتعالها، الأمر الذي أثار ضجة واسعة في تونس.

وتحدث هذا الفلاح لـ"الترا تونس": "لما حل مساء السبت 6 ماي/أيار 2023 تحول الحلم إلى كابوس وامتزجت الفرحة باللوعة، إذ أن قادحًا أشعل النار في المنبع وتحوّل تدفق المياه إلى كتلة نارية ضخمة تعلو سماء القرية، كانت المفاجأة مدوية فكيف للماء أن يشتعل؟ ولم تمرّ بضع دقائق حتى حل المسؤولون الجهويون والسلطات الأمنية والحماية المدنية على عين المكان واشتعل الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحول خبر العين المتدفقة الجارية إلى مصدر من مصادر المحروقات الهامة واختلط الحابل بالنابل في التحليل والتفصيل، حتى تداخل عليّ الأمر وبت أخشى ضياع حلمي من بعض الماء الذي يروي عطش شجيراتي".