12-أغسطس-2024
غسّالة النوادر.. غيث الصيف الممهّد لبداية موسم الأمطار في تونس

يستبشر الفلّاحون عادة بهذه الأمطار الموسمية التي تهطل في غسالة النوادر

الترا تونس - فريق التحرير

(نشر بتاريخ 2024/8/12 على الساعة 10.30)

 

في فصل الصيف، وتحديدًا خلال شهر أوت/أغسطس من كل سنة، دأب الفلّاحون والمواطنون، على انتظار هطول أمطار، باتوا يُطلقون عليها اسم "غسّالة النوادر"، وهو مصطلح فلاحي قديم، يدلّ على بداية موسم الأمطار في تونس.

لا تستمر غسالة النوادر في العادة، أكثر من يوم واحد أو يومين، وتكون أمطارها غزيرة عمومًا، وقد تتسبّب أحيانًا ببعض الأضرار

"غسالة النوادر" تُسمّى أيضًا "غسالة المنادر" أو "غسالة البيادر"، والبيدر هو مكان في الهواء الطلق تُجمع فيه أكوام الحبوب أيام الحصاد تمهيدًا لدرسها (فصلها عن التبن).

ويستبشر الفلّاحون عادة بهذه الأمطار الموسمية، التي وإن كانت تهطل صيفًا، فهي لا تعني بالضرورة انخفاضًا في درجات الحرارة. ولا تستمر غسالة النوادر في العادة، أكثر من يوم واحد أو يومين، وعمومًا، تكون غزيرة وقد تتسبّب أحيانًا ببعض الأضرار.

تأتي أمطار "غسالة النوادر" أواخر موسم الحصاد وتكون تمهيدًا لفصل الخريف، وينتظرها الفلّاح بترقّب ويبارك قدومها

على أنّ الفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية الذين يشتكون من الجفاف وانحباس الأمطار لعدة سنوات متتالية، يفضّلون الأضرار الجانبية لهذه الأمطار الموسمية، على غياب الأمطار أصلًا، فيقولون: "خرابها ولا جدابها"، في إشارة إلى قبولهم بالبرد والريح وإمكانية تشكّل الأودية، واعتبارهم ذلك أهون من انعدام الأمطار أساسًا.

أمطار "غسالة النوادر" إذن، تأتي أواخر موسم الحصاد وتكون تمهيدًا لفصل الخريف، وينتظرها الفلّاح بترقّب، بل ويبارك قدومها، ومن هنا كان المصطلح العاميّ "يهينك الروى"، وفق ما يُتداول.

يشار إلى أنّ تونس تشهد أزمة مائية، أمام تواصل تراجع مخزون سدود تونس في ظلّ الأرقام المرتفعة المسجلة لدرجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة، ما ساهم بشكل كبير في تبخر كميات هامة من مياه السدود، وفق ما أكده مختصون، ناهيك عن ارتفاع الطلب على الماء صيفًا. 

وأمام تواصل تراجع المخزون الجملي للسدود، ومواصلة اعتماد سياسة تقسيط مياه الشرب إلى أجلٍ غير مسمى، فضلًا عن إيقاف تزويد عدد من المناطق السقوية.. يظلّ الفلاح يعلّق آماله على الغيث النافع الذي يطمح في أن يعيد التوازانات المائية للبلاد.