الترا تونس - فريق التحرير
انتقد المختص في الاقتصاد عز الدين سعيدان، الثلاثاء 22 أوت/أغسطس 2023، الترفيع في قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية وخاصة منها الدولار واليورو، في حين أنّ الاقتصاد التونسي يعيش وضعًا صعبًا، وفقه.
سعيدان: الترفيع سعر صرف الدينار رغم ضعف الاقتصاد التونسي أمر خطير جدًا ويزعج التوازنات الاقتصادية، وله كلفة اقتصادية كبيرة جدًا
وأوضح، في مداخلة له على إذاعة "إي أف أم" (محلية)، أنّه "عندما يكون الاقتصاد ضعيفًا فمن الطبيعي جدًا أن تنخفض العملة، أمّا عندما يكون الاقتصاد قويًا فإنّ العملة إما تظلّ مستقرة أو يرتفع سعرها"، مستدركًا القول: "لكن ما يحصل في تونس مخالف بالمرة، فقد رأينا في عدة مناسبات ارتفاع سعر صرف الدينار أمام العملات خاصة الأساسية، وهو أمر غريب".
وشدد سعيدان على أنّ الترفيع سعر صرف الدينار رغم ضعف الاقتصاد التونسي أمر خطير جدًا ويزعج التوازنات الاقتصادية، وله كلفة اقتصادية كبيرة جدًا، موضحًا أنّ ذلك "يتسبب في خلق عجز كبير في الميزان التجاري، كما يترتب عنه مباشرة تداين أجنبي كبير، وهو ما حصل في تونس"، حسب قوله.
وعقّب المختص في الشأن الاقتصادي قائلًا: "يريدون من خلال الترفيع في سعر صرف الدينار إظهار البنك المركزي التونسي في صورة البطل في علاقة بالتحكم في التضخم المالي واستقرار سعر الدينار، لكن لا أحد يسأل عن كلفة هذه السياسة والثمن الذي تدفعه تونس اليوم مقابل ذلك".
سعيدان: يريدون من خلال الترفيع في سعر صرف الدينار إظهار البنك المركزي في صورة البطل في علاقة بالتحكم في التضخم المالي واستقرار سعر الدينار لكن لا أحد يسأل عن كلفة هذه السياسة
واعتبر، في ذات الصدد، أنّ الاقتصاد التونسي اليوم فقد وظائفه الأساسية، فهو لا يخلق نموًا ولا يوفر مواطن شغل حقيقية ولا يخلق ثروة.
واستطرد قائلًا: "أصبح اليوم تفريغ باخرة حبوب وكأنه حدث وطنيّ، فقد ذهب وزير الفلاحة بنفسه ليشرف على تفريغ باخرة حبوب من ضمن 8 بواخر كانت راسية في المياه الإقليمية التونسية تنتظر دفع ثمن الشحنات التي تحملها من الحبوب".
يُذكر أن تونس تقوم بتوريد أكثر من نصف حاجياتها من الحبوب عادة وتعاني صعوبات مؤخرًا في عمليات التوريد بالنظر لتأزم وضعها المالي، كما تكرر في أكثر من مناسبة تعطل تفريغ حمولات بواخر من الحبوب بسبب عجز السلطات عن سداد ثمنها.
