31-أغسطس-2024
أنس الحمادي جمعية القضاة إضراب

جمعية القضاة التونسيين تعبّر عن استغرابها الشديد مما ورد في تصريح رئيس هيئة الانتخابات (صورة أرشيفية/ الشاذلي بن إبراهيم/ nurphoto)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عبرت جمعية القضاة التونسيين، الجمعة 31 أوت/أغسطس 2024، عن استغرابها الشديد مما ورد في تصريح رئيس هيئة الانتخابات من ربط بين الإعلان عن أسماء المترشّحين المقبولين نهائيًا للانتخابات الرئاسية والاطّلاع على حيثيات الأحكام الصادرة عن الجلسة العامة وعلى تعليلها.

جمعية القضاة التونسيين: قرارات هيئة الانتخابات هي التي تخضع لرقابة المحكمة الإدارية.. والمحكمة لها القول الفصل في نزاعات الترشح وقراراتها لا تعقيب عليها من هيئة الانتخابات الملزمة بتنفيذها

وذكرت الجمعية، في بيان صادر عن مكتبها التنفيذي، بأنّ "أحكام القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء قد اقتضت أن تتولى الجلسة العامة (القضائية للمحكمة الإدارية) إثر المرافعة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم في أجل 5 أيام من تاريخ جلسة المرافعة، وتأذن المحكمة بالتنفيذ على المسودة.. وتكون قراراتها باتّة وغير قابلة لأي وجه من أوجه الطعن ولو بالتعقيب".

كما ذكرّت بأنّ "الهيئة نفسها دأبت على اعتماد شهادات في منطوق القرارات الصادرة عن الجلسة العامة القضائية للمحكمة الإدارية وعدم انتظار التوصل بنسخ القرارات للتصريح بنتائج الانتخابات والاستفتاء على نحو ما ورد في اطّلاعات قرارها عدد 22 لسنة 2022 المؤرّخ في 16 أوت/أغسطس 2022 المتعلق بالتصريح بالنتائج النهائية للاستفتاء في مشروع دستور جديد للجمهورية التونسية في 25 جويلية/يوليو 2022".

جمعية القضاة التونسيين: ندعو  هيئة الانتخابات إلى الالتزام بالقانون وتطبيق قرارات المحكمة الإدارية مثلما درجت على ذلك وما استقر عليه عملها منذ تركيزها في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة

وأكدت جمعية القضاة أنّ "قرارات هيئة الانتخابات هي التي تخضع لرقابة المحكمة الإدارية بما هي رقابة قضائية ضامنة لسلامة المسار الانتخابي ومؤتمنة عليه وأن المحكمة لها القول الفصل في نزاعات الترشح وأن تلك القرارات لا تعقيب عليها من هيئة الانتخابات الملزمة بتنفيذها"، حسب تقديرها.

وعلى هذا الأساس، دعت الجمعية هيئة الانتخابات إلى الالتزام بالقانون وتطبيق قرارات المحكمة الإدارية مثلما درجت على ذلك وما استقر عليه عملها منذ تركيزها في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة. 

جمعية القضاة التونسيين: ندعو عموم القضاة العدليين والإداريين والماليين إلى الالتزام برسالة القضاء النبيلة والتمسك بحيادهم واستقلاليتهم وبالتطبيق السليم للقانون وعدم الخضوع إلى أي ضغوطات قد تسلط عليهم مهما كان نوعها ومصدرها

كما ثمّنت جمعية القضاة التونسيين عمل الجلسة العامة للمحكمة الإدارية لما اتسم به من مهنية وحيادية واستقلالية رغم تزايد الضغوطات على القضاء في هذه الظروف الصعبة وحساسية الاستحقاق الانتخابي بما هو استحقاق وطني بالغ الأهمية.

 ودعت عموم القضاة العدليين والإداريين والماليين إلى الالتزام برسالة القضاء النبيلة والتمسك بحيادهم واستقلاليتهم وبالتطبيق السليم للقانون وعدم الخضوع إلى أي ضغوطات قد تسلط عليهم مهما كان نوعها ومصدرها، وفق ما جاء في البيان ذاته.

 

 

جدير بالذكر أنّ الجلسة العامة للمحكمة الإدارية كانت قد قضت، في الطور الثاني من التقاضي، بقبول طعون كلّ من عبد اللطيف المكي ومنذر الزنايدي وعماد الدائمي، ما يعني عودتهم، مبدئيًا، إلى السباق الانتخابي.

بيْد أنّ رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر قد قال، في تصريح إعلامي بتاريخ 29 أوت/أغسطس 2024، إن مجلس الهيئة سيطّلع على الأحكام الصادرة عن المحكمة الإدارية والقضاء العدلي، ويتخذ قراراته بخصوص القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية.

وقال بوعسكر إن "مجلس الهيئة سوف يقوم بالاطلاع على هذه الأحكام وحيثياتها وتعليل الأحكام وسيتخذ قراره بشأن الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية في تونس"، معقبًا أنّ "مجلس الهيئة هو الجهة الدستورية الوحيدة التي ائتمنها الدستور على تأمين سلامة المسار الانتخابي، ومجلس الهيئة سوف يقرر بناءً على كل ذلك في اجتماع له، وسيحدد القائمة النهائية للمترشحين المقبولين لخوض السباق الرئاسي في تونس".

وتابع بوعسكر أن "هيئة الانتخابات سوف تطلع لا فقط على منطوق الأحكام ولكن ستطلع أيضًا على التعليل والحيثيات وعلى الأحكام الصادرة عن القضاء العدلي وستتخذ قرارها المطابق للقانون والدستور"، حسب تعبيره.

واعتبر سياسيون وحقوقيون ومتابعون للشأن الانتخابي في تونس أنّ تصريح بوعسكر ربما يفتح الباب للاعتراض على الأحكام "النهائية والباتة وغير القابلة للطعن" الصادرة عن المحكمة الإدارية، مشددين على أنّ "الكلمة الأخيرة للقضاء الإداري والقول بخلاف ذلك هو من باب العبث"، وفق تقديرهم.


صورة