الترا تونس - فريق التحرير
ضجة واسعة أثارها القرار الحكومي المتخذ مؤخرًا بخصوص "دمج" مؤسستي سنيب لابراس ودار الصباح، وسط تساؤلات عمّا يُقصد بقرار الدمج وانتقادات لصدور القرار بشكل اعتُبر مسقطًا ودون نقاش أو تشاور مسبق مع المعنيين بالقرار.
ضجة واسعة أثارها القرار الحكومي المتخذ مؤخرًا بخصوص "دمج" مؤسستي سنيب لابراس ودار الصباح وسط تساؤلات عمّا يُقصد بقرار الدمج وانتقادات لصدور القرار بشكل اعتُبر مسقطًا ودون نقاش أو تشاور مسبق مع المعنيين بالقرار
وكانت رئاسة الحكومة التونسية قد أصدرت، 28 جويلية/يوليو 2023، بلاغًا أعلنت فيه أن جلسة وزارية انعقدت من أجل دراسة وضعية الشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر "سنيب لابراس" ووضعية شركة "دار الصباح"، وتقرر خلالها:
- دمج مؤسستي سنيب لابراس وشركة "دار الصباح" طبقا للتّراتيب الجاري بها العمل.
- توسيع مهام لجنة القيادة المكلفة بمتابعة إعداد برنامج إنقاذ الشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر لتشمل متابعة إعداد برنامج إنقاذ شركة "دار الصباح".
- تأمين الحاجيات المالية المتأكدة للمؤسستين خلال فترة إعداد برنامج إنقاذ كل منهما وذلك إلى موفى سنة 2023.
- مواصلة التغطية الاجتماعية والصحية للأعوان العاملين بالمؤسستين خلال فترة إعداد برنامج إنقاذهما.
- تعيين مدير عام لشركة "دار الصباح".
جاء ذلك مباشرة بعد يوم من جلسة عمل جمعت الرئيس التونسي قيس سعيّد برئيسة الحكومة ووزيرة المالية، الخميس 27 جويلية/يوليو 2023، بقصر الحكومة بالقصبة، أكد فيه "ضرورة إيجاد حل جذري لوضعيتي المؤسستين الإعلاميتين "سنيب لابراس" و"دار الصباح" اللتين تمران بوضعية مالية صعبة"، قائلًا "إن الأمر يتعلق بما تم الاتفاق عليه.. ولا يقتضي أيامًا أو إحداث لجان".
وفي تعليقه على ذلك، قال مدير تحرير دار الصباح سفيان رجب، الاثنين 31 جويلية/يوليو 2023، إنّ قرار دمج مؤسستي دار الصباح وسنيب لابراس غير واضح، مصرحًا: "لا نعلم ما المقصود بدمج المؤسستين، ولم تقع استشارتنا في ذلك"، وفقه.
مدير تحرير دار الصباح: قرار دمج مؤسستي دار الصباح وسنيب لابراس غير واضح ولم تتم استشارتنا بخصوصه
وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية)، "أردنا لو تمت استشارتنا أو عقد جلسة مشتركة لاتخاذ إجراءات ثنائية"، مستدركًا القول: "القرارات المتخذة في مجملها إيجابية لكن قرار الدمج غير واضح، ولا نعلم إن كان بمقتضاه سيتم دمج ديواني المؤسستين وعقاراتهما وأعوانهما وتوحيد خطهما التحريري"، معقّبًا أنّ هناك "استحالة بخصوص ذلك"، وفق تصوره.
وأشار سفيان رجب إلى أن سبق أن تم التلميح إلى هذا الخيار، مستدركًا القول: "لكننا لم نتصور أن يتم إقراره أو الإعلان عنه بهذا الشكل"، على حد تعبيره.
وقد أثار قرار دمج المؤسستين عدة تفاعلات، في مجملها استياء وتنديد باتخاذ القرار بشكل "مسقط" ودون تشاور مع أهل الاختصاص.
نائبة نقيب الصحفيين التونسيين: الرئيس يريد أن يتحول كل الإعلام إلى مطبلين ولم يكفه بوق التلفزة العمومية ولا الصنصرة في وكالة الأنباء الرسمية ولا مرتزقة كل زمان ونظام في بعض الإذاعات والقنوات
ونددت نائب نقيب الصحفيين التونسيين أميرة محمد بـإصدار قرار دمج مؤسستين بحجم دار الصباح وسنيب لابراس في بيان مقتضب وغير مفهوم، مستطردة القول: "بما أنّ السلطة تعاملنا كرعايا وليس كمواطنين فليس من حقنا أن نفهم أو أن نقترح أو أن نسأل".
وأضافت، في تدوينة لها على فيسبوك، "الرئيس يريد أن يتحول الإعلام كله إلى مطبلين يتحدثون فقط عن تعليماته السامية، ولم يكفه بوق التلفزة التونسية العمومية ولا الصنصرة في وكالة الأنباء الرسمية ولا مرتزقة كل زمان ونظام في بعض الإذاعات والقنوات"، على حد توصيفها.
ومن جانبه، يتصور الصحفي ظافر عطي أنّ "قرار الدمج سيزيد في تفاقم الأزمة حيث ستعمل صحيفتان بفريق أربعة صحف بعبء مالي مضاعف"، على حد تقديره.
ومن جهته، اعتبر الصحفي رؤوف بن رجب، في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أنّ "قرار دمج أو ضم المؤسستين الإعلاميتين لن يكون بأي حال من الأحوال الحل، وإنما سيزيد إن آجلًا أو عاجلًا في تعميق الأزمة التي يستحيل بعدها الإنقاذ"، حسب تصوره.
الصحفي رؤوف بن رجب: قرار دمج أو ضم المؤسستين الإعلاميتين لن يكون بأي حال من الأحوال الحل وإنما سيزيد إن آجلًا أو عاجلًا في تعميق الأزمة التي يستحيل بعدها الإنقاذ
ويرى بن رجب أنّه "من الضروري القيام بمراجعة معمقة لوضعية كل من المؤسستين للوقوف على نقاط الضعف والقوة في كلتيهما خاصة وأنّ لكل منهما أملاك من مبان وأراض ومطابع وغيرها من المنقولات".
وأضاف: "ثم في مرحلة ثانية لا بدّ من دراسة وضعيتهما كمؤسستين إعلاميتين.. أما بالنسبة لوضعيتهما القانونية فيمكن بعد تطهير كل منهما من الديون المتخلدة بذمتهما –وذلك بتدخل من الدولة لإنقاذهما- إحداث شركة للمحررين القدامى والحاليين والعاملين والقراء بمساهمة فردية بين 100 وألف دينار في حدود رأس مال يقع تحديده مسبقًا لتأمين ديمومة المؤسسة الجديدة المحدثة مع القيام بحملة واسعة في الغرض ويمكن للدولة المساهمة في حدود 49 في المائة من رأس المال للمحافظة على الطابع العمومي -لا الحكومي كما يذهب الظن- لكليهما دون أن تكون لها اليد الطولى. كما تدعى البنوك العمومية والخاصة للمساهمة في رأس المال تكريسًا لدورها المواطني والوطني في المحافظة على مؤسستين تعدان جزءًا هامًا من الذاكرة الوطنية"، وفق تقديره.
كاتب عام جامعة الإعلام: قرار دمج المؤسستين صائب وسيمكن من إنقاذ المؤسستين في صورة العمل على برنامج إنقاذ واضح
في المقابل، اعتبر الكاتب العام للجامعة العامة للإعلام محمد السعيدي، في تدوينة له على فيسبوك، أنّ "قرار دمج مؤسستي سنيب لابراس الصباح مطلب وقع تداوله عديد المرات منذ سنوات بين أبناء المؤسستين وهو قرار صائب سيمكن من إنقاذ المؤسستين في صورة العمل على برنامج إنقاذ واضح"، حسب تصوره.