الترا تونس - فريق التحرير
غالبًا ما يبحث الشباب التونسي عن أفكار مشاريع ناجحة ومربحة، يستثمرون فيها الحد الأدنى ممّا ادّخروه أو ممّا سيقترضونه، مراهنين بالتالي على ضرورة أن يدرّ هذا المشروع دخلًا محترمًا، ينتشلهم من شبح البطالة التي ارتفعت نسبتها بشكل لافت في تونس.
الشاب التونسي دائم البحث عن أفكار مشاريع ناجحة ومربحة، تقيه شبح البطالة، وتنتشله من "العمل لصالح الغير" في القطاع الخاص
أن يتوصّل المرء إلى فكرة مشروع ناجح، وسط ما يلاحظه من صعوبات تعانيها المؤسسات الصغرى والمتوسطة عمومًا، لهو تحدٍّ في حدّ ذاته، دون الحاجة للتذكير بأنّ نجاح مشروع ما، لا يقتصر على إمكانية تحقيقه، بل على ضرورة ضمان استمراره لأطول وقت ممكن.
نستعرض فيما يلي، جملة من أفكار بعض المشاريع الصغرى الناجحة والمربحة في تونس، والتي هي بالتأكيد، غيض من فيض أفكار أخرى لا حصر لها يمكن أن تتبادر إلى ذهن كلّ شاب مبدع.
-
محل ملابس مستعملة
فكرة مشروع محلّ الملابس المستعملة، أو "الفريب الرفيع" كما تقع الإشارة إليه في تونس، هي من بين أكثر أفكار المشاريع قابلية للتطبيق، وإحدى أكثرها رواجًا وانتشارًا. لا تتطلّب الفكرة سوى كراء محلّ (سيكون الربح مضمونًا أكثر في حالة كان المحلّ على ملك باعث المشروع)، والتنسيق مع تجّار الجملة الذين يزوّدون هذه المحلّات باحتياجاتهم.
طريقة تسويق منتجاتك عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر كسب حرفاء قارّين، ستكون عاملًا محددًا في نجاح هذا المشروع الذي يمكن ألّا يتجاوز رأس ماله 3 آلاف دينار، كخطوة أولى.
-
مغسلة
فكرة مشروع المغسلة، أو التنظيف بالشائح، هي من بين أفكار المشاريع الناجحة في تونس مؤخرًا، خاصة مع ضغوطات الحياة اليومية التي جعلت الالتجاء إلى هذه المغاسل، يوفّر الوقت والجهد.
من مميّزات هذا المشروع أنّه يمكن التحكّم في رأس ماله، إذ يمكن البدء بالتكاليف الأساسية خاصة من ناحية الآلات المعتمدة، ثمّ يمكن تطويره فيما بعد واعتماد خدمة التوصيل، وذلك عبر استلام المفروشات والأغطية والملاءات من بيوت الزبائن، وإعادتها بعد تنظيفها إلى غاية المنزل، مما يوفّر على الحريف مشقة التنقّل.
-
قطع غيار السيارات
إنّ بيع قطع غيار السيارات وخاصة الكماليات، من بين أكثر المشاريع الصغرى انتشارًا، والتي تحقّق دخلًا جيدًا خاصة إذا كان اختيار الموقع ذكيًا، كأن يكون في شارع يُعرف بكثرة ورشات الميكانيك، أو أمام مغسلة سيارات.
قد لا تحتاج البداية في هذا المشروع إلى أكثر من صفحة فيسبوك، أو متجر إلكتروني، يقع التسويق فيه للمنتجات التي يطلبها السائق التونسي، ثمّ يمكن تطوير المشروع بعد ذلك، أو الاختصاص في ماركات بعينها، ما يقتضي بأن يكون باعث المشروع ملمًا بهذا المجال، ومغرمًا به.
-
مطعم أكل صحي
تنتشر مطاعم الأكلات السريعة بشكل لافت، ويكون الإقبال عليها محترمًا خاصة في المناطق التي تعرف كثافة سكانية عالية أو تتميّز بحركية كتجمّع للإدارات والمدارس والمعاهد وغيرها.
على أنّ فئة هامة من التونسيين باتت مهتمة اليوم بالأكل الصحي، أكثر من أيّ وقت مضى، وبالتالي فإنّ استهداف هذه الفئة يمكن أن يكون مفيدًا، ولهذا باتت محلات المطاعم والعصائر التي تقدّم منتجات صحية، تتمركز خاصة أمام القاعات الرياضية، وهي فكرة مشروع بدأ الإقبال عليه يتصاعد في تونس.
-
مقهى عائلي
لعلّ أكثر المشاريع دخلًا وانتشارًا في الآن نفسه، هي مشاريع المقاهي. ورغم أنّ بعضها ينجح بالتأكيد، فإنّ نسبة هامة منها يتهدّدها الغلق لأكثر من سبب. تكمن فكرة المقاهي العائلية في استهداف شريحة بعينها من الأولياء الذين لا يجدون فضاءات ترفيه ملائمة أمام النقص الفادح في المناطق الخضراء والمنتزهات في تونس.
فكرة المقهى الذي يوفّر فضاء للألعاب للأطفال، تبدو فكرة مشروع ناجح في تونس، بات الإقبال عليها يتّسع، خاصة في الضواحي والمناطق السكنية.
-
بيع الأثاث المستعمل
من أكثر المشاريع التي توفّر هامش ربح مضمون في تونس، هي فكرة مشروع بيع الأثاث المستعمل، فباعث هذا المشروع قد يكون وسيطًا لا أكثر بين صاحب الأثاث الفعليّ، والمشتري الذي يهمّه الانتفاع بهذه الطاولة أو هذا السرير.
يقيّم صاحب فكرة هذا المشروع، السلعة المراد بيعها، فيسعى لشرائها بأبخس الأثمان، ويمكن له إدخال إصلاحات وتحسينات على الأثاث بما يمكّنه من بيعه بسعر أعلى فيما بعد.
-
مطبعة رقمية
كثيرًا ما تكون فكرة مشروع المطبعة الرقمية، ناجحة في تونس، ومربحة إذا تمّ اختيار مكان مناسب لفتحه، كأن يكون أمام عدد من المعاهد أو المدارس أو الجامعات.. كما يمكن تطوير الآلات فيما بعد، للطباعة على الكؤوس والأقمصة وأنواع القماش الأخرى.
المطبعة الرقمية وفضاءات العمل المشترك ومغسلة التنظيف بالشائح وبيع الأثاث المستعمل.. كلّها أفكار لمشاريع يمكن إطلاقها وتدرّ دخلًا محترمًا
يمكن التركيز في هذا المشروع على الطلبة التي تستعدّ لتجهيز مشاريع التخرّج، خاصة في الأقسام النهائية من الإجازة أو الماجستير أو الدكتوراه.. بالإضافة إلى إمكانية طباعة دعوات الأفراح وقائمات الطعام للمطاعم، أو كسب حرفاء قارّين يهتمّون بطباعة المطويات التسويقية.
-
فضاء عمل مشترك
فضاءات العمل المشترك أو ما يعبّر عنها بـ"coworking space"، من بين أكثر المشاريع العصرية التي ظهرت في تونس مؤخرًا، وبدأ الإقبال عليها يتصاعد، خاصة من فئة الطلبة والعاملين بصفة حرة "الفريلانسرز"، باعتبار ما يوفّره هذا الفضاء من مكان مريح وهادئ للعمل، وإنترنت قوية، فضلًا عن إمكانيات التشبيك وحضور الدورات.
من دخلوا عالم هذا المشروع، سعوا إلى تطويره وذلك بكراء القاعات للاجتماعات والورشات، وأيضًا باقتراح عروض مغرية لحجز الأماكن بأسعار مغرية وتفاضلية، وهي بديل مناسب للغاية لكلّ من يزعجه أن يعمل أو يدرس في مقهى.
-
تجفيف الغلال
يعدّ مشروع تجفيف الغلال، أحد أسهل المشاريع التي يمكن إطلاقها برأس مال بسيط، فهي لا تستوجب شراء آلالات مكلفة أو البدء بكميات كبيرة. تتعدّد استعمالات هذه المنتجات خاصة، وبات حرفاؤها من صانعي الحلويات والمرطبات في تزايد.
يمكن أيضًا الاشتغال في السياق نفسه، على تجفيف الطماطم نظرًا للإقبال الكبير عليها، واستغلال الفترات التي تنخفض فيها أسعارها بشكل لافت، ما سيستدعي في هذه المرحلة، آلات للتبريد.
-
وسيط عقاري
يمكن للشخص الاجتماعي، الذي يتمتع بعلاقات واسعة في منطقته، أن ينجح بشكل باهر كوسيط عقاري، إذ سيقتصر دوره على التنسيق بين المالك الأصلي للعقار، وبين الراغب في الكراء.
ويتأتى ربح الوسيط في العادة من النسبة التي سيطلبها في حال تمّت الصفقة، فضلًا عن تكاليف معاينة الفضاء قبل كرائه. وسيحتاج باعث المشروع في هذا الإطار إلى مكتب صغير، دون تكاليف فعلية مرتفعة، ما يجعلها فكرة قابلة للتنفيذ سريعًا.
تبقى هذه الأفكار رهين تطويرها، وإضفاء طابع إبداعي عليها، أو دمج أكثر من فكرة مع بعضها. كما تبقى أفكار أخرى أكثر عملية، وفق منظور آخر، كأن يسارع البعض إلى بعث مشروع لبيع الورود أو الألعاب أمام مصحة أو مستشفى أطفال، أو حلاق أمام مغسلة سيارات، أو محل أثاث أمام شركة عقارية.. وغيرها من الأفكار الأخرى.