الترا تونس - فريق التحرير
تشهد حالات الوفيات والإصابات بداء الكلب في تونس ارتفاعًا مطّردًا، خلال سنة 2024، رغم تحذيرات ما فتئت تطلقها مختلف الجهات الصحية في تونس منذ سنوات لأخذ التدابير الوقائية اللازمة ومنع مزيد انتشار هذا الداء.
منسقة برنامج مكافحة داء الكلب: الوضع الحالي غير مسبوق في تونس، إذ تم تسجيل 9 حالات وفاة لأشخاص أصيبوا بداء الكلب منذ بداية سنة 2024، معظمهم تلقوا العدوى من حيوان سائب
-
وضع غير مسبوق!
وفي هذا الإطار أفادت الدكتورة، كوثر حرباش منسقة البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب في تونس، بأن الوضع الحالي غير مسبوق في تونس، إذ تم تسجيل 9 حالات وفاة لأشخاص أصيبوا بداء الكلب منذ بداية سنة 2024، معظمهم تلقوا العدوى من حيوان سائب.
وأضافت في تصريح لإذاعة جوهرة أف أم (محلية) أن آخر الوفيات المسجلة تتعلق بشاب لا يتجاوز عمره 19 سنة، في سوسة، بعد تعرضه إلى خدش من قطة مصابة بداء الكلب، مشيرة إلى تسجيل وفاة طفل في القصرين وآخر في سيدي بوزيد أيضًا من بين الوفيات التسعة بداء الكلب في تونس.
منسقة برنامج مكافحة داء الكلب: الجهات المعنية أطلقت ناقوس الخطر منذ سنة 2021، بعد ملاحظة تصاعد حالات الإصابة والوفاة بداء الكلب في تونس، التي انتقلت من حالة وفاة وحيدة عام 2020 إلى 9 وفيات هذه السنة
ولفتت إلى أن الجهات المعنية أطلقت ناقوس الخطر منذ سنة 2021، بعد ملاحظة تصاعد حالات الإصابة والوفاة بداء الكلب في تونس، التي انتقلت من حالة وفاة وحيدة عام 2020، إلى 5 حالات عام 2021 و5 حالات أيضا طيلة سنة 2022، ثم ارتفاع العدد إلى 6 حالات عام 2023، لتصل تونس الآن إلى حصيلة غير مسبوقة خلال 8 أشهر فقط من السنة.
-
كيف تنتقل عدوى داء الكلب؟
وأوضحت أن عدوى داء الكلب تنتقل إلى الإنسان من كل الحيوانات المصابة، ويمكن أن تنتقل العدوى بين كل أصناف الثدييات من الحيوانات على غرار القطط والكلاب والخرفان والماعز والأبقار وغيرها.
منسقة برنامج مكافحة داء الكلب: الحيوان المصاب يمكن أن يكون ناقلاً للعدوى لمدة 15 يومًا قبل أن تظهر عليه أعراض الإصابة بداء الكلب
كما أفادت بأن العدوى تنتقل من الحيوان المصاب إلى الإنسان، إما عن طريق العض أو الخدش أو اللمس المباشر للغشاء المخاطي للعين أو الفم أو الجروح المفتوحة مثلاً.
وشددت على أن الحيوان المصاب يمكن أن يكون ناقلاً للعدوى لمدة 15 يومًا قبل ظهور أعراض الإصابة بداء الكلب عليه.
وأشارت إلى أن الحل الوحيد هو غسل مكان الخدش أو العضة مباشرة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة فور التعرّض لهذا الحادث، ثم التوجه مباشرة إلى أقرب مركز للرعاية الصحية لتلقي العلاج الوقائي ضدّ داء الكلب.
منسقة برنامج مكافحة داء الكلب: ندعو المتساكنين إلى الحذر وعدم المخاطرة والاعتناء بكلب سائب أو إدخال أي حيوان مجهول إلى المنزل، قبل عرضه على الطبيب البيطري لفحصه والقيام بالتلاقيح اللازمة
وأفادت بأنه لا يوجد أي علاج لداء الكلب في حال ظهور الأعراض، وأن من الضروري الحذر، وعدم الاستهانة بأي خدش مهما كان بسيطًا.
واعتبرت أن انتشار الكلاب السائبة في تونس ليس إلا انعكاسًا لتدهور الوضع البيئي وانتشار الفضلات في الأحياء السكنية.
ودعت المتساكنين إلى الحذر وعدم المخاطرة والاعتناء بكلب سائب أو إدخال أي حيوان مجهول إلى المنزل، قبل عرضه على الطبيب البيطري لفحصه والقيام بالتلاقيح اللازمة.
الطبيب التونسي حاتم الغزال: ندعو إلى ضرورة إطلاق حملة وطنية لمقاومة داء الكلب في أسرع وقت ممكن وذلك بمشاركة جديّة للسّلطات المحليّة التي يجب أن تتحمّل مسؤوليتها
كما أشارت إلى أن التلقيح مجاني ومتوفر لكل الحيوانات الأليفة المملوكة لأصحابها، بمقر المندوبيات الجهوية للفلاحة، داعية إلى الحرص على تلقيح الحيوانات كل سنة، تفاديًا لكل المخاطر.
-
دعوة لإطلاق حملة وطنية لمقاومة داء الكلب
ومن جهته دعا الطبيب التونسي، وأخصائي الأجنة، حاتم الغزال إلى "ضرورة إطلاق حملة وطنية لمقاومة داء الكلب في أسرع وقت ممكن وذلك بمشاركة جديّة للسّلطات المحليّة التي يجب أن تتحمّل مسؤوليتها"، وفقه.
كما اعتبر أن "انتشار داء الكلب عند الكلاب السائبة أصبح خطيرًا جدًا ويهدد بالانتشار أيضًا بين القطط، مما سيجعل المقاومة أصعب إذا تركنا الوضع يستفحل"، حسب تعبيره.
الطبيب التونسي حاتم الغزال: انتشار داء الكلب عند الكلاب السائبة أصبح خطيرًا جدًا ويهدد بالانتشار أيضًا بين القطط، مما سيجعل المقاومة أصعب إذا تركنا الوضع يستفحل
وتوجه بدعواته إلى "كل شخص يتعرض للعض أو للخدش من كلب أو قط سائب بضرورة اعتباره حيوانًا مسعورًا"، ونصح "بغسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدّة عشر دقائق ثم التوجه إلى قسم الاستعجالي لأخذ جرعات التلقيح فورًا".
ولفت إلى أن "إصابة الإنسان بالكلب تعني الموت بنسبة 100% من الحالات إذا لم يتحصّل على التلقيح لأنه لا يوجد علاج لهذا الدواء".
وسبق أن حذّر عميد البياطرة التونسيين أحمد رجب في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية) مطلع أوت/أغسطس الحالي، من مخاطر انتشار داء الكلب في تونس، معتبرًا إياه "مشكل أمن قومي"، كما وصف الوضع الحالي في البلاد بـ"الكارثي".
وزارات الداخلية والصحة والفلاحة في بلاغ مشترك: السبب الرئيسي لأغلب حالات الوفاة لدى الإنسان بعد الإصابة بداء الكلب يعود إلى عدم تلقي العلاج الوقائي أو عدم تلقيه في الوقت المناسب أو الانقطاع عنه
-
توجيهات وقائية وتوصيات للوقاية من داء الكلب
وفي هذا الإطار أصدرت كل من وزارات الداخلية والصحة والفلاحة بلاغًا مشتركًا، أكدت من خلاله أن الوضع الوبائي لداء الكلب في تونس خطير، وأعلنت تسجيل 9 حالات وفيات، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي لأغلب حالات الوفاة لدى الإنسان بعد الإصابة بداء الكلب يعود إلى عدم تلقي العلاج الوقائي أو عدم تلقيه في الوقت المناسب أو الانقطاع عنه، بالإضافة إلى أن الحيوان المعتدي عادة ما يكون سائبًا.
وتقدمت الوزارات في بلاغ مشترك صدر يوم الجمعة 16 أوت/أغسطس 2024، بجملة من التوصيات من أبرزها:
- وجوب وضع الحيوان العاض أو الخادش تحت المراقبة البيطرية بداية من 24 ساعة الأولى للاعتداء ولمدة 15 يومًا وتفادي قتله طيلة فقرة المراقبة.
- إعلام المصالح البيطرية الجهوية بدوائر الإنتاج الحيواني بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية عن كل حالة نفوق مشبوهة أو تغير مفاجئ في سلوك الحيوان.
- منع تجوال الكلاب بالساحات والأماكن العامة دون احترام متطلبات الأمن العام على غرار عدم استعمال الكمامة والمقود وغياب دفتر التلقيح.
- ضرورة احترام توقيت إخراج الفضلات المضبوط من طرف البلديات ووضعها بأكياس محكمة الغلق قبل إلقائها بالحاويات، وذلك لتفادي تحول نفاط تجميع النفايات إلى نقاط سوداء تكون مصدر غذاء للحيوانات السائبة وسببًا لتكاثرها في المدن.
وجدير بالذكر أن تونس تشهد منذ مطلع سنة 2024 ظهور بؤر لتفشي داء الكلب، وسبق أن توجهت عديد البلديات المعنية إلى قنص الكلاب السائبة ما أثار موجة تنديد واسعة أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.