الترا تونس - فريق التحرير
نشر الساعة: 11:46 بتوقيت تونس
أعلنت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ في تونس تكليف مندوب حماية الطفولة بإثارة دعوى قضائية لدى النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائيّة بالقيروان بخصوص شبهة الاتّجار بالأشخاص واستغلال قاصر اقتصاديًّا، وذلك على خلفية حادث انقلاب شاحنة تقلّ عاملات فلاحية، ما أسفر عن وفتاة فتاة تبلغ من العمر 16 سنة كانت على متن الشاحنة.
وزارة الأسرة: تكليف مندوب حماية الطفولة بإثارة دعوى قضائية لدى النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائيّة بالقيروان بخصوص شبهة الاتّجار بالأشخاص واستغلال قاصر اقتصاديًّا بعد وفاة طفلة في حادث انقلاب شاحنة تقل العاملات الفلاحيات
وأوضحت الوزارة في بلاغ لها الأربعاء 26 جوان/يونيو 2024، أنه تبعًا لفتح بحث في الغرض من طرف السلطات القضائية على إثر الحادثة الأليمة التي جدّت بمنطقة دار الجمعية من معتمدية السبيخة من ولاية القيروان، تم تكليف مندوب حماية الطفولة المختصّ ترابيًّا بإثارة الدعوى القضائية على معنى القانون عدد 58 لسنة 2017 المتعلّق بالقضاء على العنف ضدّ المرأة وأحكام مجلة حماية الطفل والقانون عدد 51 لسنة 2019 المتعلّق بإحداث صنف "نقل العملة الفلاحيين".
وأفادت بأن مندوب حماية الطفولة سيتولى إيداع الإثارة صباح الخميس 27 جوان/يونيو 2024، وذكّرت الوزارة بأن "تشغيل الأطفال القصّر يمثّل خرقًا لأحكام الفصل 20 من مجلة حماية الطفل والتشريعات الجاري بها العمل والاتّفاقيّات الدوليّة ويشكّل أحد أوجه الاستغلال الاقتصادي للأطفال التي يعاقب عليها القانون".
وزارة الأسرة: تشغيل الأطفال القصّر يمثّل خرقًا لأحكام الفصل 20 من مجلة حماية الطفل والتشريعات الجاري بها العمل والاتّفاقيّات الدوليّة ويشكّل أحد أوجه الاستغلال الاقتصادي للأطفال
كما أكدت الوزارة أن "مصالح المندوبية الجهويّة لشؤون الأسرة والمرأة بالقيروان قد باشرت على الفور التنسيق مع السلطات المحلية لمرافقة الضحايا والاطمئنان على وضعهن الصحي ومباشرة النظر في إمكانيّة انتفاعهنّ ببرامج التمكين الاقتصادي بعد دراسة ملفاتهنّ من قبل اللجان الجهويّة المختصّة، إضافةً إلى التنسيق مع وحدة العمل الاجتماعي بالجهة للتعهد بأخوة الفقيدة لما فيه المصلحة الفضلى لبقية أفراد العائلة طبقًا لأحكام مجلة حماية الطفل".
ومن جهتها قالت جمعية أصوات نساء إن حادثًا مأساويًا جديدًا في قطاع الفلاحة تسبب انقلاب شاحنة في الطريق الرابطة بين منطقة دار الجمعية التابعة لمعتمدية السبيخة من ولاية القيروان والناظور من ولاية زغوان في وفاة طفلة تبلغ من العمر 16 عامًا وإصابة 14 عاملة فلاحية بجروح متفاوتة الخطورة.
جمعية أصوات نساء: هذا الحادث هو الرابع منذ بداية السنة وسط صمت وتخاذل الدولة ووضعها لبرامج وقوانين فاشلة لا تتلاءم مع أوضاع العاملين في القطاع الفلاحي
وقالت الجمعية في بيانها إن "هذا الحادث هو الرابع منذ بداية السنة وسط صمت وتخاذل الدولة ووضعها لبرامج وقوانين فاشلة لا تتلاءم مع أوضاع العاملين في القطاع الفلاحي علمًا وأنّ العاملات يمثّلن 80% من اليد العاملة في هذا المجال" وفقها.
وكان النائب المحلي عن عمادة العويثة منير فرج الله وهو أحد أقارب الطفلة المتوفاة وشاهد عيان عند وقوع الحادث، قد أكد في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، بتاريخ الأربعاء 26 جوان/يونيو 2024 أن منطقة سيسب التي جدّ فيها الحادث تعاني من رداءة هذا الطريق الذي يصفه الأهالي بـ "طريق الموت"، وفق قوله.
وتابع مستطردًا: "رغم أن هذا الطريق حيوي ويضم حوالي 20 معصرة وحوالي 5 آلاف وحدة من البيوت المكيفة، لم يتم التدخل لتهيئته منذ سنوات"، كما تحدّث عن "غياب الخدمات الاستعجالية بمستوصف دار الجمعية وعدم تفعيل المستوصف إلى صنف 4 منذ سنة 2005".
النائب المحلي منير فرج الله: المنطقة تعاني من رداءة هذا الطريق الذي يصفه الأهالي بـ "طريق الموت" ورغم أنه طريق حيوي لم يتم التدخل لتهيئته منذ سنوات
وما انفكت حوادث المرور التي تتعرض لها العاملات في القطاع الفلاحي تتكرر في تونس حاصدة أرواح العشرات منهن، في مختلف المناطق الريفية، في ظل غياب تام لتفعيل القانون المنظم لنقل العملة والعاملات في المجال الفلاحي، رغم الدعوات المتكررة التي يطلقها نشطاء المجتمع المدني لتطبيقه.
ويذكر أن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية كان قد عبّر، الثلاثاء 16 جانفي/يناير 2024، عن غضبه واستيائه من تكرر ما وصفها بـ"حوادث شاحنات الموت"، معتبرًا أنها تمثل "إجرامًا بحق العمالة الفلاحية" وفق بيانه.