الترا تونس - فريق التحرير
أكد المختص في الاقتصاد معز حديدان، الجمعة 21 جويلية/يوليو 2023، بخصوص حصول تونس الخميس، على قرض ومنحة من المملكة العربية السعودية، أنّ هذا القرض يبقى مهمًا بالنسبة لميزانية الدولة خاصة أنه قرض مبرمج في قانون المالية 2023، وفقه.
معز حديدان: قيمة التمويلات المحددة في قانون المالية 2023، كبيرة جدًا، ومازلنا بعيدين عن تحقيقها إلى حد اليوم
وتابع حديدان في تصريحه لإذاعة "الديوان أف أم" (محلية)، أنّ "المبلغ الذي وضعته تونس في قانون المالية 2023، كبير جدًا ومازلنا بعيدين عن تحقيقه إلى حد اليوم، إذ لم نتحصل سوى على 3 مليار دينار حاليًا، من المبلغ المبرمج وقدره 14.9 مليار دينار".
وتحدّث المختص في الاقتصاد عن أنّ الظرف الحالي دقيق، إذ يجب على تونس في أوت/ أغسطس أن تسدّد دينًا خارجيًا باليان الياباني وقيمته 500 مليون دينار، وبمنح السعودية قرضًا لتونس يمكن أن يكون ذلك إشارة إيجابية لبقية الممولين المبرمجين في قانون المالية 2023، الذين من الممكن أن ينسجوا على منوال السعودية، وفقه.
معز حديدان: ربما ضغوطات الاتحاد الأوروبي على المانحين، هي ما جعلت السعودية تقدّم هذا القرض لتونس
واعتبر معز حديدان أنّ هناك بوادر طيبة، مقدّرًا أنّه تم إنقاذ سنة 2023، وفق رأيه، باعتبار أن الدولة ستكون قادرة على سداد جميع الديون التي حلّ أجلها هذه السنة، مضيفًا: "تظل بعض الصعوبات في تمويل شراءات الحبوب، لكن هناك برنامج تمويل من بعض البنوك الأجنبية" وفقه.
وحول مصير الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، قال حديدان: "لا توجد شفافية كبرى في علاقة بالمفاوضات الجارية مع الصندوق، لكن هناك ضوء أخضر مُنح من جهة غير معلومة، جعلت السعودية تمنح تونس قرضًا، وربما تكون هذه بداية تمويلات أخرى قادمة"، وتابع: "ربما ضغوطات الاتحاد الأوروبي على المانحين، أو ربما بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية" وفق قوله.
معز حديدان: 4 مليار دينار هي قيمة الديون التي يجب أن تُسدّد في النصف الثاني من 2023، وفي أكتوبر وحده يجب أن نسدّد 26% من قروض كامل السنة
وأضاف حديدان أنّ "أكبر الديون التي ستسدّدها تونس هي في أوت/ أغسطس وأكتوبر/ تشرين الأول، الذي يمثّل وحده خلاص 26% من قروض كامل سنة 2023"، لافتًا إلى أنّ المبلغ الكامل لسنة 2023 هو 6.5 مليار دينار، فيهم 4 مليار دينار يجب أن يسددوا في النصف الثاني من هذه السنة، مشددًا على أنه "من المهم جدًا المحافظة على قدرة تونس على خلاص ديونها الخارجية".
وكانت المملكة العربية السعودية، قد أعلنت الخميس 20 جويلية/يوليو 2023، أنها ستقدم لتونس قرضًا ميسرًا بمبلغ 400 مليون دولار ومنحة بمبلغ مئة مليون دولار لمساعدتها في إصلاح الوضع المالي بالبلاد، مع التعهد بالمزيد من الدعم المالي في الأسابيع المقبلة.
السعودية تقدم لتونس قرضًا ميسرًا بمبلغ 400 مليون دولار ومنحة بمبلغ مئة مليون دولار لمساعدتها في إصلاح الوضع المالي بالبلاد
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان بعد اجتماع مع الرئيس التونسي قيس سعيّد "سنواصل دعم تونس ..هناك لقاءات في الأسابيع المقبلة لتقديم دعم إضافي من صندوق التنمية السعودي وصناديق التنمية في الخليج".
وتسعى السلطات التونسية لتوفير أموال من دول الخليج بعد تعثر محادثاتها مع صندوق النقد الدولي حول قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، وذلك إبان التوصل إلى اتفاق مبدئي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتعاني البلاد من أزمة ديون ونقص في عديد المواد الأساسية. ومعظم الديون التونسية داخلية لكن هناك أقساط لقروض أجنبية مستحقة في وقت لاحق من هذا العام، وكانت قد قالت وكالات تصنيف ائتماني إن تونس قد تتخلف عن السداد قبل الإعلان عن القرض الجديد.