(نشر في 08-07-2024/ 17:15)
الترا تونس - فريق التحرير
سلّط المختص في المناخ، عادل الهنتاتي، الاثنين 8 جويلية/يوليو 2024، الضوء على مدى تأثير بركان إتنا في جزيرة صقلية على تونس.
وقال الهنتاتي، في مداخلة له على الإذاعة الوطنية (عمومية)، إنّ بركان إتنا أثّر بشكل مباشر على الشواطئ التونسية، موضحًا أنه تسبب في تيارات بحرية قوية في السواحل التونسية في الأيام القليلة الماضية.
عادل الهنتاتي: بركان إتنا أثّر بشكل مباشر على الشواطئ التونسية وتسبب في تيارات بحرية قوية في سواحل تونس وحجم الموجة أصبح كبير جدًا نسبيًا في الأيام القليلة الماضية
وأضاف المختص في المناخ أنّ "التيارات المائية في البحر الأبيض المتوسط أصبحت قوية وحجم الموجة أصبح كبير جدًا نسبيًا، لذلك نرى ارتفاع أعداد الغرقى في الشواطئ"، حسب تصوره.
وأضاف، في ذات الصدد، أنّ "الحركات البركانية، بغض النظر عن الغازات التي تفرزها، هي أيضًا تعطي مؤشرات على أنّ القشرة الأرضية غير مستقرة وأن الرجات الأرضية مرشحة لأن تستمر وربما تتكاثر خاصة في المناطق المتوسطية".
وبخصوص فرضية حصول تسونامي، قال الهناتي: "من الصعب جدًا حدوث تسونامي في المتوسط لأنه ليست هناك كمية كبيرة من المياه حتى تصل الموجة إلى مستوى 100 متر فما فوق"، مشيرًا إلى أنّ "أعلى ارتفاع مسجل للموج في المتوسط هو متران"، وفقه.
عادل الهنتاتي: "حالة البحر في تونس لم تعد مثل السابق، وحتى لو يبدو البحر ساكنًا فإنّ هناك تيارات تحت الماء في عمق البحر تجذب إلى الداخل وبالتالي أصبح الوضع خطيرًا على المصطافين، وهو ما يستوجب الانتباه ورفع درجة اليقظة
وتصور في المقابل أنّ فرضية حصول "تسونامي صغير" ممكنة، مشيرًا إلى أنّ "التيارات البحرية أصبحت قوية على الشواطئ التونسية في الأيام القليلة الماضية"، ومعقبًا أنّ "حالة البحر لم تعد مثل السابق، وحتى لو يبدو البحر ساكنًا فإنّ هناك تيارات تحت الماء في عمق البحر تجذب إلى الداخل".
وأردف عادل الهنتاتي: "عندما يسخن ماء البحر يصبح تيار الماء من الفوق إلى الأسفل، وهبوط الماء إلى العمق يخلق تيارًا قويًا يجذب إلى الداخل، بالتالي أصبح الوضع خطيرًا على المصطافين، وهو ما يستوجب الانتباه ورفع درجة اليقظة"، حسب رأيه.
-
ارتفاع الحرارة بـ7 درجات عن العادة في المتوسط
وعلى صعيد متصل، أكد المختص في المناخ أنّ "الطقس الذي نشهده في تونس منذ 5 سنوات تقريبًا مغاير تمامًا لنمط الطقس الذي نعرفه سابقًا"، موضحًا أن "العنصر الأول في تغير المناخ هو ارتفاع درجات الحرارة، إذ حتى في فصل الشتاء هناك فترات تسجل فيها الحرارة المرتفعة في مناطق كانت تعرف ببرودتها".
عادل الهنتاتي: الطقس الذي نشهده في تونس منذ 5 سنوات تقريبًا مغاير تمامًا لنمط الطقس الذي نعرفه سابقًا والعنصر الأول في تغير المناخ هو ارتفاع درجات الحرارة
وتابع، في هذا الإطار، أنّ "ارتفاع درجات الحرارة بكامل الكرة الأرضية سببه غازات الاحتباس الحراري التي تتراكم أكثر فأكثر بسبب الأنشطة البشرية والصناعية"، متوقعًا أنه "إذا تواصل ارتفاع درجات الحرارة المسجل في السنوات الأخيرة بنفس النسق، قد نصل إلى تسجيل 55 درجة في بعض المناطق من الجنوب التونسي"، حسب تصوره.
وأكد الهنتاتي أنّ "الطقس أصبح ساخنًا جدًا في المنطقة المتوسطية لأن البحر الأبيض المتوسط قد زاد متوسط حرارته بـ 7 درجات عن متوسط الحرارة العادي، وهو ما يجعل الحرارة مرتفعة حتى ليلًا في أغلب المناطق التونسية، ناهيك عن حرائق الغابات التي يتسبب فيها ارتفاع درجات الحرارة"، وفقه.
عادل الهنتاتي: "الطقس أصبح ساخنًا جدًا في المنطقة المتوسطية لأن البحر الأبيض المتوسط قد زاد متوسط حرارته بـ 7 درجات عن متوسط الحرارة العادي، وهو ما يجعل الحرارة مرتفعة حتى ليلًا في أغلب المناطق التونسية
يذكر أن إيطاليا رفعت الأسبوع الفارط درجة التأهب على خلفية ثوران بركان إتنا الواقع في جزيرة صقلية والأكثر نشاطًا في أوروبا، بسبب انبعاثات الحمم البركانية والهزات وخطر إمكانية تطور نشاطه سريعًا، وفق ما نقلته وكالة "نوفا" للأنباء الإيطالية نقلًا عن الحماية المدنية بإيطاليا.
ودفع ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية بالحماية المدنية الإيطالية إلى رفع مستوى التأهب في المنطقة من الأخضر إلى الأصفر، نظرًا لخطر احتمال تطور نشاط البركان.
كانت إيطاليا قد رفعت حالة التأهب على خلفية ثوران بركان إتنا الواقع في جزيرة صقلية والأكثر نشاطًا في أوروبا، بسبب انبعاثات الحمم البركانية والهزات وخطر إمكانية تطور نشاطه سريعًا
وذكرت الحماية المدنية الإيطالية، وفق ما نقلته وكالة نوفا، أنّه تم تسجيل نشاط متزايد للبركان وهزة أرضية ونشاطًا متكررًا في فوهات القمة، يرافقه انبعاث حمم صغيرة في منطقة الفوهة، مع احتمال تطور سريع للظاهرة نحو نشاط أكثر نشاطًا.