الترا تونس - فريق التحرير
أفاد الوزير السابق والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي محمد عبو، في تدوينة نشرها السبت 23 أفريل/ نيسان 2022، متوجهًا إلى قياديي الجيش الوطني والأمن والحرس الوطنيين، بقوله: "لمن كان مترددًا، بعد مرسوم هيئة الانتخابات، لم يعد هناك شك أن قيس سعيّد لن يتراجع من تلقاء نفسه عن تحطيم البلاد، تبيّن أنه في حالة لا تسمح له بتقدير المخاطر، ولا أمل في غير قيادات الجيش والأمن للتنبيه عليه بالعودة للشرعية تحت طائلة رفض الخضوع لتعليماته".
محمد عبو: بعد مرسوم هيئة الانتخابات، لم يعد هناك شك أن سعيّد في حالة لا تسمح له بتقدير المخاطر، ولا أمل في غير قيادات الجيش والأمن للتنبيه عليه بالعودة للشرعية تحت طائلة رفض الخضوع لتعليماته
وقال عبو إنّ "المناصب لا قيمة لها أمام الوطن، ومبررات إنقاذ الوطن لا مصداقية لها أمام وجود سيناريو شرعي يسمح بالعودة لأحكام الدستور وإلغاء مراسيم العار، ثم إلى انتخابات تشريعية وعند الاقتضاء لانتخابات رئاسية أيضًا تُجرى تحت رقابة على التمويل الأجنبي والتمويل الداخلي غير الشرعي وعلى شراء الذمم، مع استبعاد رموز الفساد من حكم فترة الانتخابات وفترة مفاوضات تشكيل الحكومة"، وفقه.
ولفت عبو إلى أنه "مهما يكن الفائز، فسيكون الدرس قد حصل وقتها للجميع بأن هناك أجهزة دولة تقوم بواجبها في حماية الوطن، في كنف احترام الجميع للدستور وتحت رقابة سلطة القضاء وبقطع النظر عن اللون السياسي لمن يحكم أو سيحكم" حسب تقديره.
محمد عبو: قياديو الجيش الوطني والأمن والحرس الوطنيين، مدعوّون للتخلي عن ثقافة سيئة غرستها دولة الاستبداد وكرّسها نظام الثورة أيضًا، وهي ثقافة المحافظة على مناصبهم أو الحصول على مناصب أرفع
وأشار محمد عبو إلى أنّ قياديي الجيش الوطني والأمن والحرس الوطنيين، "مدعوّون للتخلي عن ثقافة سيئة غرستها دولة الاستبداد وكرّسها نظام الثورة أيضًا وقيادات كثيرة تقربت من أحزاب الحكم على حساب مصلحة الدولة، وهي ثقافة المحافظة على مناصبهم أو الحصول على مناصب أرفع"، مشيرًا إلى أنّ الوقت قد حان للقطع مع هذه الثقافة، وفقه.
وتساءل عبو: "كيف لمن يستعد ليحمل السلاح ضد عدو خارجي ويضحي بحياته في التصدي لإرهابيين في الجبال أن يكون ضعيفًا أمام شخص لم تعد له أي صفة شرعية لإسداء أية تعليمات، ولا يعوّل في حكمه إلا على جيش وأمن وسلاح في غياب أي شرعية، ويستند مؤقتًا لجهل وحقد سيطر على جزء من المواطنين سينفضون تباعًا من حوله؟".
محمد عبو: كيف لمن يستعد ليحمل السلاح ضد عدو خارجي ويضحي بحياته في التصدي لإرهابيين في الجبال أن يكون ضعيفًا أمام شخص لم تعد له أي صفة شرعية لإسداء أية تعليمات؟
وتحدّث محمد عبو عن أنّه "قد تحصل في أجل قريب تحركات لن ينزل سعيّد بنفسه لقمعها، وإنما سيضحي للحفاظ على موقعه، بشعبه (مدنيون وأمنيون وعسكريون)، فيجعل من هذا قتيلًا ومن ذاك متهمًا ملاحقًا ويغرس أحقادًا من المفروض أنها انتهت بسقوط نظام الطاغية سنة 2011"، وفق تصوّره.
واعتبر عبو أنّ "قيس سعيّد قد اتخذ قرارات 25 جويلية/ يوليو، تحت تصفيق أغلبية المواطنين، ثم حصل ما يعرفه كل العقلاء اليوم من خيانة للقسم وللأمانة الموضوعة فيه ومن مشاريع تافهة وسياسات غريبة تنم عن جهل وعدم قدرة على الحكم، انتهى فيها بانقلاب صريح على الدستور واعتداء على أمن الدولة الداخلي وبمشروع لتحطيم الدولة و"تفليسها"، وفق قوله.