25-فبراير-2024
المعارضة في تونس

متهمون في قضية "التآمر": نحن لا نتآمر على أمن الدولة بل نعارض السلطة بسلمية ووفقًا للقانون 

الترا تونس-فريق التحرير

 

 نظمت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، السبت 24 فيفري/شباط 2024، حلقة نقاش تم فيها الاستماع لشهادات المعارضين المتهمين فيما يعرف بقضية "التآمر" على أمن الدولة الذين هم في حالة سراح.

شيماء عيسى: السلطة الحالية تهرسل المعارضين

وقالت القيادية في جبهة الخلاص الوطني شيماء عيسى، في مداخلتها إنّ السلطة الحالية لازالت مواصلة في هرسلة المعارضين السياسيين في تونس وملاحقتهم قضائيًا وأمنيًا لإسكات أصواتهم، وفقها.

شيماء عيسى: السلطة الحالية لازالت مواصلة في هرسلة المعارضين السياسيين في تونس وملاحقتهم قضائيًا وأمنيًا لإسكات أصواتهم 

وأضافت عيسى، أنّ أبرز مثال على ذلك هو ما حصل مع الناشط السياسي جوهر بن مبارك والذي صدر في حقه حكم بالسجن لمدة 6 أشهر دون علم هيئة الدفاع التي طلبت تأجير الظر في القضية، وفقها.

وأشارت شيماء عيسى في ذات السياق، إلى أنّه تم اعتقالها قبل سنة من الآن من قبل فرقة مكافحة الإرهاب بتهمة "التآمر" على أمن الدولة وأنها قضت 5 أشهر داخل السجن عانت فيهم كثيرًا، على الرغم من أنها لم ترتكب أي ذنب.

وأكدت القيادية في جبهة الخلاص، أنّ اجتماع المعارضة السياسية للحديث عن مستقبل البلاد أو لتقديم تصورات سياسية واقتصادية واجتماعية لا تعني أنهم يتآمرون على  أمن الدولة، مشيرة إلى أنّ أزمة ملاحقة السياسيين المعارضين مازالت في أوجها في ظل تواصل سجن وجوه سياسية بارزة في علاقة بهذه القضية.

شيماء عيسى: اجتماع المعارضة السياسية للحديث عن مستقبل البلاد أو لتقديم تصورات سياسية واقتصادية واجتماعية لا تعني أنهم يتآمرون على  أمن الدولة

وأشارت عيسي، إلى أنه من حق أي إنسان حر أن يتمتع بحقوقه السياسية والمدنية، مؤكدة أنّ المعارضة التونسية ملتزمة بالقانون والمعاهدات الدولية الخاصة بالحقوق السياسية والمدنية وأن نشاطها قانوني، وفقها.

وأكدت أنه عندما تمّ إيقافها مع مجموعة من السياسيين يوم 22 فيفري/شباط 2023، تم التحقيق معهم في نفس المكان، مؤكدة أن التحقيق بدأ مع رجل الأعمال كمال اللطيف.

وأضافت أن كمال اللطيف عندما خرج من غرفة التحقيق كانت تبدو عليه علامات الصدمة والتأثر، وأكد أنه لا يعرفنا ولا تجمعنا به أي علاقة وأنه كان من المساندين لمسار 25 جويلية/يوليو، وفق قولها.

ووصفت شيماء عيسى لحظة التحقيق معهم بتهمة التآمر على أمن الدولة بـ "الكوميديا السوداء"، مشيرة إلى أنه تم توجيه جملة من الأسئلة إليها أثناء التحقيق معها على غرار العلاقة التي تجمعها بجوهر بن مبارك وخيام التركي، كما تم سؤالها عن علاقتها بموظفة تعمل في السفارة الأمريكية بتونس.

وأكدت أنّ قاضي التحقيق أخبرها أنها متهمة بالتآمر على أمن الدولة والتآمر على الأمن الغذائي والبيئي، مشيرة إلى أنه تم بعد التحقيق معها إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقها وفي حق بقية الموقوفين في ذات القضية. وأضافت قائلة: نحن لم نقل إننا مناضلون بل نحن معارضون ديمقراطيون،  لكن السلطة سجنتنا ونكلت بنا".

وتابعت أنها قضت 5 أشهر في السجن فقدت فيهم حريتها، مشيرة إلى أنها عندما غادرت السجن كانت تعتقد أن بقية المتهمين في نفس القضية سيغادرون بدورهم السجن، وهو ما لم يحدث، مشيرة في ذات السياق، إلى وجود العشرات من المدونين والمدونات في السجن بسبب واقفهم وآرائهم.

محمد الحامدي: السلطة تتآمر على معارضيها

من جهته، كشف القيادي السابق بحزب التيار الديمقراطي والوزير الأسبق محمد الحامدي، أنّه تم التحقيق معه أيضًا فيما يعرف بقضية "التآمر" على أمن الدولة، ووُجهت له أسئلة حول علاقته بعدد من المعارضين السياسيين مثل جوهر بن مبارك وعلاقته بموظفة في السفارة الأمريكية (لم يسمها).

وتساءل الحامدي عن سبب وجود معارضين سياسيين متهمين في قضية "التآمر" في السجن، بينما لم يتم سجن بقية المتهمين والذين تم التحقيق معهم في نفس القضية، على حد قوله.

محمد الحامدي: السلطة هي من تتآمر على معارضيها ومن الأجدر تسمية  الملف بـ "تآمر السلطة على معارضيها" وليس العكس

وأشار إلى أنّ السجن في هذه القضية طال وجوهًا سياسية معروفة لدى الرأي العام والتونسيين، مضيفًا أن المعارضين السياسيين لم يتآمروا في عهد بن علي فما بالك الآن وأن قناعاهم سليمة وديمقراطية، قائلا: "نحن لا نتخابر ولا نتآمر بل نحن نتظاهر فقط ونعبر عن مواقفنا بطرق سلمية".

وقال الحامي، إنه حسب المعطيات المتوفرة في قضايا التآمر على أمن الدولة والذي بلغ عددها 14 قضية، فإنه يمكن القول إن السلطة هي من تتآمر على معارضيها وإنه من الأجدر تسمية  الملف بـ "تآمر السلطة على معارضيها"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه القضية إخراس الأصوات المعارضة وإسكاتها.

عياشي همامي: السلطة هي  من تقرر من يبقى داخل السجن ومن يبقى خارجه 

من جهته، قال المحامي عياشي الهمامي، إنه مستغرب من وجوده خارج السجن رغم التحقيق معه هو الآخر في قضية التآمر على أمن الدولة، مؤكدًا أنه بات واضحًا أن الإرادة السياسية هي التي تقرر من يبقى في السجن ومن يبقى خارجه.

عياشي الهمامي: أستغرب من وجودي خارج السجن رغم التحقيق معي في قضية التآمر على أمن الدولة ومن الواضح  أن الإرادة السياسية هي التي تقرر من يبقى في السجن ومن يبقى خارجه 

وتابع الهمامي قائلا: "ما دمنا نحن في الخارج سنطالب باستمرار بإطلاق سراح بقية الموقوفين في نفس القضية وإغلاق هذا الملف الذي أثر بشكل كبير على حياة المعارضين وعلى عائلاتهم". مؤكدًا في ذات السياق، على تمسكهم بحرية التعبير، وفقه.

يشار إلى أنّ تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، كانت قد أعلنت وفق بلاغ أصدرته ليل الخميس 22 فيفري/شباط 2024، أنّ العائلات قررت الدخول في اعتصام يومي الجمعة والسبت 23 و24 من الشهر الجاري، بمقر الحزب الجمهوري.

وسيختتم هذا الاعتصام يوم الأحد 25 فيفري/شباط 2024 بمسيرة على الساعة العاشرة صباحًا انطلاقًا من ساحة مية الجريبي قبالة مقر الحزب الجمهوري في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة، يليها تجمّع عام أمام المسرح البلدي.