الترا تونس - فريق التحرير
اعتبرت القيادية بحزب التيار الديمقراطي سامية عبو، الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول 2023، أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد يقوم بحملة انتخابية مبكرة من خلال ممارساته التي شبهتها بـ"عروض السينما"، وفق تعبيرها.
- حملة انتخابية مبكرة
وقالت سامية عبو، في مقابلة لها على إذاعة "إي أف أم"، إنّ "الرئيس غضب من التلفزة التونسية ووجه لها انتقاداته لأنها لم تغطِّ استعراضه المسرحي في علاقة بالحملة التي تم القيام بها ضد المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في صفاقس"، حسب تصورها.
سامية عبو: الرئيس غضب من التلفزة التونسية ووجه لها انتقاداته لأنها لم تغطِّ استعراضه المسرحي في علاقة بالحملة التي تم القيام بها ضد المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في صفاقس
وأضاف: "وهو نفس الاستعراض الذي قام به عند ذهابه إلى مقر البنك الوطني الفلاحي (عمومي)، فما الداعي من أخذ أعضاء من لجنة التحاليل المالية معه للبنك"؟ معقّبة: "وطالما بإمكان وزيرة العدل إثارة دعوات عدلية بنفسها حسب ما يخوله لها الفصل 23، فلماذا لم تقم هي بذلك عوض العرض الذي قام به الرئيس في مقر البنك والحال أنّ ما قام به من مهام نوّاب الشعب"، على حد تقديرها.
وتساءلت عبو كيف يريد الرئيس أن تغطي التلفزة التونسية ذهابه للبنك الفلاحي علمًا وأنّ ذلك تم غداة العودة المدرسية، مردفة: "أين الدور الاجتماعي للدولة إذا كان الرئيس يغضب من تغطية التلفزة التونسية العودة المدرسية وغلاء الأسعار وفقدان المواد الأساسية ويريدها أن تغطي أنشطته اليومية؟".
- مسكنات لتمرير مشروع البناء القاعدي
واعتبرت سامية عبو أن الرئيس بصدد "تخدير" المواطنين وإعطائهم "مسكنات" لتمرير مشروع البناء القاعدي الذي سيدمر البلاد ويضيع 3 أو 4 سنوات أخرى حتى يثبت فشله، على حد تصورها.
وسلطت الضوء على خطابه ليلة الاثنين 18 سبتمبر/أيلول الجاري حين تطرق إلى عدة مواضيع على غرار "الإعصار دانيال"، ومجلس الأقاليم، والبرلمان الأوروبي، والإعلام، مردفة: "كم هائل من المواضيع الحارقة تحدث عنها في جملتين أمام الكاميرا، لتكون بمثابة المسكنات للمواطنين"، حسب تقديرها.
- سيادة الدولة
وتحدثت القيادية بالتيار الديمقراطي عن رفض زيارة وفد من البرلمان الأوروبي إلى تونس، متسائلة: "كيف يمكن اعتبار زيارة وفد أوروبي إلى تونس على أنه تدخل في شؤونها؟"، مستطردة القول: "الزيارة كانت من أجل لقاء عائلات المساجين السياسيين والنظر في مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس".
سامية عبو: قيس سعيّد بخطابه الحالي يمهد للانتخابات لأنه لا يريد أن يأتي من يراقبها وقد رفض الوفد الأوروبي لأنه خائف ويعلم جيدًا أنه خرق حقوق الإنسان ويعلم في نفسه أنه ظالم وغير مستقل
وتابعت: "طالما يريد السيادة، لماذا وقّع معهم اتفاقية للحصول على أموال مقابل أن تكون تونس حارسًا لحدودهم؟ ألا يمسّ ذلك من سيادة الدولة؟"، مردفة: "دليل المسّ من سيادة الدولة هو غضب ميلوني بعد الزحف الذي شهدته لمبيدوزا مؤخرًا من مهاجرين غير نظاميين وقولها إن الجيش الإيطالي سيأخذ بزمام الأمور في البحر للتصدي للمهاجرين"، على حد قولها.
وأضافت سامية عبو: "لدينا اتفاقيات سابقة مع الاتحاد الأوروبي تُلزم الدول الممضية عليها على احترام حقوق الإنسان، وتونس متوجهة اليوم للحصول على قروض منها"، مشيرة إلى أن "هذه القروض عالقة ومتوقفة على مسألة حقوق الإنسان"، وفقها.
وأشارت إلى أنّ قيس سعيّد بخطابه الحالي يمهد للانتخابات لأنه لا يريد أن يأتي من يراقبها وقد رفض الوفد الأوروبي لأنه خائف ويعلم جيدًا أنه خرق حقوق الإنسان ويعلم في نفسه أنه ظالم وغير مستقل، ويدرك أنهم لو جاؤوا سيصدرون تقريرًا يضره أمام الاتحاد الأوروبي في علاقة بالقرض الذي ينشده.
- عبث بالدولة
سامية عبو: الصلح الجزائي يتم بتوفر مقومات المحاكمة العادلة ولا يمكن أن تتحوّل المسألة إلى سطو وابتزاز واستغلال لوضعية المعنيين بالصلح الجزائي
وأكدت سامية عبو أنّ الرئيس "عبث بالدولة وتسبب في مشاكل مع الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الجزائر والمغرب وليبيا وقام بعداوات مع الأحزاب والمنظمات والإعلام، وضرب الثقة والاستقرار والأمن"، حسب تقديرها.
وسلطت الضوء على مسألة الصلح الجزائي ودعوات قيس سعيّد الملحة للتسريع فيه، قائلة إن الصلح الجزائي يتم بتوفر مقومات المحاكمة العادلة، لكن أن تتحوّل المسألة إلى سطو وابتزاز واستغلال لوضعية المعنيين بالصلح الجزائي، لا يصبح هناك فرق بينه وبين من يقرصنون في البحر ويتاجرون بالبشر"، حسب تصورها.
