الترا تونس - فريق التحرير
أكد الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، الأربعاء 29 مارس/ آذار 2023، بخصوص مبادرة الإنقاذ الرباعية، أنها في اللمسات الأخيرة، "وفي مرحلة مراجعة النصوص، وسنقدمها بعد رمضان في صيغتها الأخيرة"، وفقه، مشيرًا إلى أنها تتضمّن وثائق سياسية واقتصادية واجتماعية.
رمضان بن عمر: أعتقد أن المبادرة ستكون في مستوى انتظارات عديد القوى، وهي لم تقطع مع الموجود حاليًا، فالرئيس موجود ومنتخب
وأوضح بن عمر لدى حضوره بإذاعة "شمس أف أم" (محلية)، بقوله: "أعتقد أن المبادرة ستكون في مستوى انتظارات عديد القوى المدنية والديمقراطية والشبابية والاجتماعية في تونس، إذ هدفها الخروج من الأزمة التي ستعرف تصاعدًا كبيرًا نتيجة أزمة المالية العمومية"، مؤكدًا أنّ "المبادرة لم تقطع مع الموجود حاليًا، فالرئيس موجود ومنتخب، وبالتالي القطيعة غير ممكنة، بل نبني على الموجود لإصلاحه" وفقه.
وكان أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، قد أكد الثلاثاء 7 مارس/ آذار 2023، خلال كلمة ألقاها على هامش اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد بالحمامات، أنّ المنظمة مواصلة في المبادرة التي أطلقتها مع 3 جمعيات هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف نور الدين الطبوبي حول هذه المبادرة، أنه سيتم تقديمها إلى السلطة القائمة الممثلة في رئاسة الجمهورية، لإخراج البلاد من هذه المناخات المتوترة، وقال: "المجتمع المدني فكر أنّ من حقه القيام بمبادرة أطلقنا عليها مبادرة الإنقاذ، لكن يبدو أن ذلك في نظر السلطة القائمة يعدّ جريمة، ولهذا نؤكد أننا لا ننافس على السلطة" وفق قوله.
نور الدين الطبوبي: المجتمع المدني فكر أنّ من حقه القيام بمبادرة إنقاذ، لكن يبدو أن ذلك في نظر السلطة القائمة يعدّ جريمة
وتابع بن عمر بخصوص مسألة الهجرة غير النظامية بقوله إنّ المؤشرات الرقمية تبيّن أننا مازلنا في نسق تصاعدي في علاقة بالهجرة غير النظامية، إذ وصل إلى حدود يوم الثلاثاء 28 مارس/ آذار 2023 إلى السواحل الإيطالية، 1771 من ذوي الجنسية التونسية، وهو تقريبًا ضعف عدد الواصلين مقارنة بالسنة الفارطة.
وقال بن عمر إنّ هؤلاء يمثلون 7% من جملة الواصلين إلى إيطاليا، حيث تأتي الجنسية التونسية في المرتبة الخامسة، لافتًا إلى أنه من بين هؤلاء الواصلين، نجد 300 قاصر وعديد العائلات، رغم أن هذه الفترة تشهد عزوف المهاجرين غير النظاميين التونسيين نتيجة العوامل المناخية، وفقه.
رمضان بن عمر: وصل إلى السواحل الإيطالية 1771 من ذوي الجنسية التونسية منذ بداية 2023، وهو تقريبًا ضعف عدد الواصلين مقارنة بالسنة الفارطة
وأضاف رمضان بن عمر أنّ السلطات التونسية منعت منذ بداية السنة 14082 مهاجرًا غير نظامي من الوصول إلى السواحل الإيطالية، أي أكثر بعشر مرات من سنة 2021، وأكثر بـ14 مرة من سنة 2020، وخلّفت عمليات الهجرة هذه أكثر من 136 ضحية مفقودة على طول السواحل التونسية خلال هذه الفترة وهو رقم كبير جدًا، دون إمكانية الولوج إلى كل حوادث الغرق التي حدثت، وفق تقديره.
وتوقّع الناطق باسم المنتدى أن تكون هذه السنة مأوساوية في علاقة بأرقام الهجرة غير النظامية، خاصة وأنّ كل المؤشرات تصاعدية، وفقه، وقال: "هناك انعدام للشفافية من طرف السلطات الرسمية في علاقة بعدد الحوادث، والأسبوع الفارط كان أسبوعًا مأساويًا لأنه كانت هناك رغبة شديدة لدى مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء في مغادرة تونس نتيجة السياق العام وتبعات بلاغ الرئاسة التونسية، وما أعقبه من حملة انتهاكات ضدّهم، وفق تفسيره.
رمضان بن عمر: السلطات التونسية منعت منذ بداية السنة 14082 مهاجرًا غير نظامي من الوصول إلى السواحل الإيطالية
ولاحظ بن عمر أنّ المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، استعجلوا مشروع هجرتهم بسبب هذه الأوضاع، ما جعلهم فريسة سهلة لشبكات تهريب المهاجرين التي تدير اقتصادًا غير منظم وتحاول دائمًا إيجاد وسيلة للعبور، منتقدًا أن تركّز المنظومة الأمنية عملها على عمليات الزجر مقابل ضعف عمليات تفكيك هذه الشبكات التي تتنظم بشكل عنقودي وتأخذ في احتياطات كبرى للإفلات من الرقابة الأمنية وتستفيد من كل الإمكانيات التقنية، وفقه.
وقال رمضان بن عمر إنّه تحدث عمليات صد عنيفة من قبل الحرس التونسي، وهو سلوك يعتمده خفر السواحل في جميع الدول، منبّهًا من أنّ عملية إجبار المراكب بالقوة على العودة إلى مراكز انطلاقها تكون عادة محفوفة بالمخاطر، وتتسبّب في مآس، وقال: "أصبح الهاجس هو إيقاف المراكب على حساب توفير الظروف المناسبة للقيام بعملية الاعتراض".
