19-نوفمبر-2022
جرجيس

كان قيس سعيّد قد قال مخاطبًا محتجّي جرجيس: "صبرًا قليلاً يا أهل جرجيس" (تسنيم ناصري/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بجرجيس هادي الحميدي، مساء الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في تعليقه على تصريح الرئيس التونسي قيس سعيّد حول فاجعة جرجيس، أن صبر أهالي جرجيس قد ينفد، على خلفية ما تعيشه المدينة من مأساة منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي إثر غرق مركب للهجرة غير النظامية.

كاتب عام اتحاد الشغل بجرجيس لسعيّد: كيف تتركنا لمدة تناهز 60 يومًا في هذه الحيرة؟ صبرنا قد ينفد، ونأمل أن تأتي إلى جرجيس قبل أن ينفد لأن ما حصل في جرجيس ضاعف إحساسنا بـ"الحقرة"

وخاطب الحميدي الرئيس قائلًا، في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية): "كيف تتركنا لمدة تناهز 60 يومًا في هذه الحيرة؟ صبرنا قد ينفد، ونأمل أن تأتي إلى جرجيس قبل أن ينفد لأن ما حصل في جرجيس ضاعف إحساسنا بـ"الحقرة" (التهميش)"، وفق تعبيره.

وتابع: لقد قدمنا كل التنازلات من أجل الحفاظ على الدولة، وجاءنا وعد بأن وزير الداخلية سيقوم بزيارتنا وقبلنا بذلك، لكن حتى هو لم يأتِ، ما جعلنا نشعر بالتجاهل والتهميش و"الحقرة"، حسب تصريحه.

وندد كاتب عام الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس باستعمال القوات الأمنية للقوة والقنابل المسيلة للدموع، معقبًا: "ربما قد نفسّر استعمال القنابل المسيلة للدموع على مستوى الجسر الرابط بين جرجيس وجربة بأن الدولة تدافع عن نفسها وتواجه المتظاهرين، لكن كيف يفسر استعمال الغاز المسيل للدموع في محيط المدارس الابتدائية والرياض ما تسبب في اختناق عدد من التلاميذ والمدرّسين؟" متسائلًا: "من المسؤول عن هذه الكارثة؟"، وفق تعبيره.

كاتب عام اتحاد الشغل بجرجيس: ربما قد نفسّر استعمال القنابل المسيلة للدموع على مستوى الجسر الرابط بين جرجيس وجربة بأن الدولة تدافع عن نفسها، لكن كيف يفسَّر استعمال الغاز في محيط المدارس؟

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد علّق مساء الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، خلال زيارته للقرية التونسية للفرنكوفونية في جزيرة جربة، قبل يوم من انطلاق القمة الفرنكوفونية، على المسيرة الاحتجاجية التي قادها عدد من أهالي جرجيس متجهين نحو جربة، في محاولة لإيصال أصواتهم بعد فاجعة فقدان أبنائهم في هجرة غير نظامية في سبتمبر/أيلول الماضي، وما أحاط بها من ملابسات، اعتبروها تقصيرًا من مؤسسات الدولة.

وقال سعيّد، في تصريح إعلامي، "صبرًا قليلاً يا أهل جرجيس وعزاء لعائلات الشهداء"، مضيفًا "أعتبرهم من الشهداء لأنهم ضحايا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية"، مستدركًا القول: "لكن هناك من يعمل من أجل مآرب أخرى.. من يريد أن يُتاجر ببؤس ومصائب وأحزان المواطنين ليصل إلى مآرب سياسية يعلمها الجميع فلن يصل إليها"، وفق تعبيره.

وكان عدد من متساكني جرجيس، صباح الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في مسيرة سلمية سيرًا على الأقدام في اتجاه جزيرة جربة التي من المنتظر أن تحتضن القمة الفرنكوفونية السبت والأحد 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في حركة احتجاجية رمزية للمطالبة بانعقاد مجلس وزاري خاص بملف مفقودي جرجيس، إلا أن قوات الأمن اعترضت طريق المسيرة على مستوى مفترق طريق الزيتون الذي يسبق الجسر الفاصلة بين مدينة جرجيس وجزيرة جربة، وعمدت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما اعتقلت عشرات الشباب المحتجين، ليتم إطلاق سراحهم بعد ساعات من الإيقاف وفق ما أكده نشطاء بالمنطقة.