الترا تونس - فريق التحرير
أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، حفيظ حفيظ، السبت 4 مارس/آذار 2023، إن "هناك هجمة ممنهجة وواضحة من رئيس السلطة التنفيذية قيس سعيّد على الاتحاد العام التونسي للشغل"، وفقه.
حفيظ حفيظ يندد بـ"ما تشهده تونس اليوم من اعتقالات عشوائية بطرق استعراضية للنشطاء السياسيين دون احترام الإجراءات ودون ضمان محاكمة عادلة تبدأ بالمساءلة ثم المحاسبة"
وأضاف، في تصريح لمراسل "الترا تونس" بسوسة ماهر جعيدان على هامش تجمع عمالي نظمه الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة، أن الاتحاد دخل في سلسلة من التحركات الاحتجاجية على خلفية الانتهاكات التي عرفها الحق النقابي خاصة بعد خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد من ثكنة العوينة والذي تم إثره إيقاف الكاتب العام لنقابة شركة تونس للطرقات السيارة أنيس الكعبي، ثم إحالة 16 نقابيًا من قطاع النقل على التحقيق، وكذلك إعفاء مسؤولين نقابيين بجامعة الشؤون الدينية من خطتهما المسجدية.
وتابع حفيظ حفيظ القول: "اتحاد الشغل يعتبر أن المساس بالحريات النقابية وبحق الإضراب من الخطوط الحمراء، وبالتالي من الطبيعي أن يتجند من أجل الدفاع عن احترام الحريات النقابية والحريات العامة والفردية".
كما ندد المسؤول النقابي بـ"ما تشهده تونس اليوم من اعتقالات عشوائية بطرق استعراضية للنشطاء السياسيين دون احترام الإجراءات ودون ضمان محاكمة عادلة تبدأ بالمساءلة ثم المحاسبة"، وفق تعبيره.
حفيظ حفيظ معلّقًا على خطاب قيس سعيّد: لا أحد بإمكانه أن يحدد المربع الذي ينشط فيه اتحاد الشغل أو أن يطرد ضيوفه، وهناك شكاوى ستقدم لمنظمة العمل الدولية بخصوص ذلك وستقع مساءلة ومحاسبة الدولة التونسية
وبالإضافة إلى الشأنين النقابي والسياسي، لفت محدث "الترا تونس" إلى أن هذه التحركات تأتي أيضًا على خلفية جملة من المسائل الاجتماعية، في علاقة بتلكؤ السلطة التنفيذية في تطبيق اتفاقيات سابقة على غرار اتفاق 14 سبتمبر/أيلول، والاتفاق المتعلق بالزيادة في أجور القطاع العام، وتحوير المنشور عدد 21 الذي يجعل من المفاوضات مشروطة وغير طوعية مثلما تنصّ على ذلك الاتفاقيات الدولية، على حد قوله.
وتابع قائلًا: "تطوّرت الأوضاع لتصل حدّ طرد ضيوف اتحاد الشغل الذين أتوا بصفة طوعية في إطار التضامن النقابي العالمي، وكأننا أصبحنا في سجن"، وفق توصيفه.
وتعليقًا على خطاب الرئيس الأخير الذي قال فيه إن الاتحاد ليس حرًا في دعوة أجانب للمشاركة في مظاهرته، قال حفيظ حفيظ: "لا أحد بإمكانه أن يحدد المربع الذي ينشط فيه اتحاد الشغل، أو أن يطرد ضيوفه"، مؤكدًا أن هناك شكاوى ستقدم لمنظمة العمل الدولية بخصوص ذلك وستقع مساءلة ومحاسبة الدولة التونسية في المؤتمر القادم في جنيف في جوان/يونيو القادم"، على حد قوله.
حفيظ حفيظ: مبادرة الإنقاذ التي تعدها منظمات وطنية في لمساتها الأخيرة ووهذا الأسبوع ستعرض النسخة النهائية على قيادات الرباعي وستُرفع إلى رأس السلطة التنفيذية الذي نرجو أن يلتقط هذه الفرصة الأخيرة
وعلى صعيد آخر، تطرق حفيظ حفيظ إلى الحديث عن المبادرة التي يعدها اتحاد الشغل مع كل من الهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قائلًا: "نحن في لمساتها الأخيرة وهذا الأسبوع ستعرض النسخة النهائية على قيادات الرباعي وكذلك ستقدم إلى منتدى "تونس المستقبل" ثم ستُرفع إلى رأس السلطة التنفيذية الذي نرجو أن يلتقط هذه الفرصة الأخيرة"، مستدركًا القول: "وإذا لم يتفاعل معنا فسيكون لكل حادث حديث"، وفق تعبيره.
ونظم الاتحاد العام التونسي للشغل، السبت 4 مارس/آذار 2023، مجموعة من التجمعات العمالية والمسيرات الاحتجاجية في ولايات تونس، وسوسة، وسيدي بوزيد، وقابس، في إطار سلسلة من التحركات التي يخوضها طيلة الأسابيع الأخيرة.
وكان قد نظم، سلسلة من التحركات الاحتجاجية تمثلت في تجمعات عمالية ومسيرات احتجاجية في ولايات نابل وصفاقس والقيروان وبنزرت وجندوبة والمنستير والقصرين وتوزر يوم 18 فيفري/شباط المنقضي. وتحركات مماثلة في ولايات باجة والكاف وسليانة وقفصة والمهدية يوم السبت 25 فيفري/شباط 2023.
وتأتي هذه التحركات بناء على ما ورد في بيان للهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل، المنعقدة بتاريخ 3 فيفري/شباط 2023، وذلك تنديدًا بـ"استهداف العمل النقابي" بعد إيقافات طاولت نقابيين في قطاعات مختلفة، بعضها إثر إضرابات قال الاتحاد إنها "قانونية".