31-يوليو-2024
توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في تونس.jpg

تعد الطاقة الشمسية فرصة ذهبية لتونس لتحقيق تقدم كبير في القطاع الفلاحي

تعد تونس واحدة من الدول التي تمتلك إمكانيات جيدة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهو ما يمكن أن يحدث تأثيرًا إيجابيًا في القطاع الفلاحي، حيث يتوجه العالم أجمع لدعم استعمال الطاقة الشمسية في مختلف القطاعات وعلى الأخص قطاع الفلاحة. وتعود أهمية هذه الطاقة إلى أنها نظيفة ومتجددة، مما يساهم في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية. وسنقدم في هذا المقال طرق وإمكانات استغلال الطاقة الشمسية في تونس لدعم الفلاحة بشكل فعال ومستدام.

 

الطاقة الشمسية في تونس.. الإمكانات والواقع

تتمتع تونس بموقع جغرافي يتيح لها الاستفادة من عدد كبير من الأيام المشمسة على مدار السنة. يتراوح المتوسط السنوي لساعات الشمس في تونس بين 2800 و3200 ساعة/السنة، وهو ما يجعلها بيئة جيدة للاستثمار في الطاقة الشمسية واعتبارها أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة التي تتطلع تونس للارتكاز عليها كمصدر رئيسي للطاقة. وقد بدأ هذا الاستثمار بالفعل، إذ توجد العديد من المشاريع والمبادرات الحكومية والخاصة لتركيب الألواح الشمسية وتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء.

تطبيقات الطاقة الشمسية في القطاع الفلاحي

بجانب دورها المهم في توليد الكهرباء لملايين المحرومين منها حول العالم، يسهم استعمال الطاقة الشمسية في الفلاحة في زيادة كفاءة المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى تحقيق عوائد مادية للمزارعين، خاصة مع انخفاض تكلفة الألواح الشمسية بشكل متواصل، وتوجُّه كثير من الدول إلى رفع قدراتها التصنيعية لها. ولعل أهم تطبيقات استخدام الطاقة الشمسية في القطاع الفلاحي ما يلي:
 

1. المساعدة في ضخ المياه للري

إحدى أهم التطبيقات للطاقة الشمسية في الفلاحة هي استخدامها في نظم ضخ المياه للري. تعتبر عمليات الري التقليدية مكلفة وتستهلك كميات كبيرة من الوقود. ومع اعتماد نظم الري المعتمدة على الطاقة الشمسية، يمكن تحقيق توفير كبير في التكاليف وتحسين كفاءة استخدام المياه، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من نقص في الإمدادات الكهربائية.

2. تشغيل المعدات الفلاحية بالاعتماد على الطاقة الشمسية

يمكن استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل مجموعة متنوعة من المعدات الفلاحية مثل الطواحين والمجففات ومعدات الحلب الآلية. يساعد هذا في تقليل الاعتماد على الوقود. وتحقيق توفير اقتصادي كبير للمزارعين، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية.

3. توفير الطاقة للتبريد والتخزين

تلعب الطاقة الشمسية دورًا حيويًا في توفير الكهرباء اللازمة لتشغيل نظم التبريد والتخزين في المزارع. يساعد ذلك في الحفاظ على جودة المنتجات الزراعية وتقليل الفاقد بعد الحصاد، مما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق عائد اقتصادي أفضل للمزارعين.

4. إنارة المزارع والمنازل الريفية

تعد إنارة المزارع والمنازل الريفية من التطبيقات الهامة للطاقة الشمسية. توفر هذه النظم حلاً مستدامًا للإضاءة في المناطق النائية التي قد لا تصلها شبكات الكهرباء التقليدية، مما يحسن من جودة الحياة ويتيح الفرصة لاستمرار الأنشطة الفلاحية حتى بعد غروب الشمس.

 

فوائد الطاقة الشمسية في الفلاحة

يعد استعمال الطاقة الشمسية في الفلاحة ذو فوائد عديدة على الاقتصاد والبيئة والمجتمع، تتضمن مايلي:

فوائد اقتصادية

تساهم الطاقة الشمسية في تقليل تكاليف الإنتاج الفلاحي بشكل كبير، حيث توفر التكاليف المرتبطة بشراء الوقود الأحفوري وصيانة المعدات التقليدية. هذا التوفير ينعكس إيجابًا على ربحية المزارعين ويمكن أن يشجع على زيادة الاستثمارات في القطاع الفلاحي.

فوائد بيئية

يساهم استخدام الطاقة الشمسية في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة، مما يحد من تأثيرات التغير المناخي. كما يعزز من حماية البيئة عبر تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الملوثة والتقليدية.

فوائد اجتماعية

يساهم اعتماد الطاقة الشمسية فرص عمل جديدة في مجالات تركيب وصيانة الأنظمة الشمسية، مما يدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الريفية. كما تساهم في تحسين جودة الحياة للسكان من خلال توفير كهرباء مستدامة وموثوقة.

 

التحديات والحلول في توظيف الطاقة الشمسية

التحديات

رغم الفوائد الكبيرة، إلا أن هناك تحديات تواجه نشر استخدام الطاقة الشمسية في تونس، منها:

  • تكلفة الاستثمار الأولية: تتطلب تركيب الأنظمة الشمسية استثمارات أولية قد تكون مرتفعة بالنسبة لبعض المزارعين.
  • البنية التحتية: تحتاج بعض المناطق الريفية إلى تطوير البنية التحتية لدعم نشر الأنظمة الشمسية.
  • الصيانة والتدريب: تحتاج الأنظمة الشمسية إلى صيانة دورية، وقد يكون هناك نقص في الخبرات المحلية في هذا المجال.

الحلول

لمواجهة هذه التحديات، يمكن اتخاذ عدة إجراءات، منها:

  • الدعم الحكومي: تقديم حوافز مالية و إعانات للمزارعين لتركيب الأنظمة الشمسية.
  • التعاون الدولي: الاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير مشروعات الطاقة الشمسية.
  • التدريب والتعليم: تنظيم دورات تدريبية للمزارعين والفنيين لتعزيز مهاراتهم في تشغيل وصيانة الأنظمة الشمسية.

 

محطات الطاقة في تونس

أظهرت دراسات أن تونس تتمتع بإمكانيات جيدة لتوليد الطاقة الشمسية، حيث يمكن أن يتراوح إنتاج الطاقة بين 2.4 و4 كيلووات/ساعة لكل متر مربع يوميًا، وقد يصل هذا المعدل إلى ما بين 7 و8 كيلووات/ساعة في أفضل الظروف. استجابةً لهذه الإمكانيات، شرعت الدولة في إنشاء محطات نموذجية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، وبلغ الإنتاج الحالي لهذه المحطات 8 كيلووات/ساعة يوميًا. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الإنتاج ليصل إلى 26 كيلووات/ساعة يوميًا بحلول عام 2030. ومن هذه المحطات:

  • محطة الطاقة الكهرضوئية بتطاوين بقوة 200 ميغاواط.
  • محطة الطاقة الكهرضوئية بالقيروان بقوة 100 ميغاواط.
  • محطة الطاقة الكهرضوئية بقفصة بقوة 100 ميغاواط.
  • محطة الطاقة الكهرضوئية بسيدي بوزيد بقوة 50 ميغاواط.
  • محطة الطاقة الكهرضوئية بتوزر بقوة 50 ميغاواط.
  • محطة الطاقة الكهرضوئية بتوزر بقوة 10 ميغاواط.

 

تعد الطاقة الشمسية فرصة ذهبية لتونس لتحقيق تقدم كبير في القطاع الفلاحي. من خلال الاستفادة من الإمكانات الطبيعية والشمسية المتوفرة، ويمكن تحسين كفاءة الإنتاج الفلاحي، وتحقق الدعم الاقتصادي، وتقلل من التأثيرات البيئية السلبية. في حال تعزيز الدعم الحكومي والتعاون الدولي وتوفير التدريب اللازم، يمكن لتونس أن تصبح رائدة في استخدام الطاقة الشمسية لتحقيق تنمية زراعية مستدامة وشاملة.