الترا تونس - فريق التحرير
عبرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري "الهايكا"، الأربعاء 15 مارس/آذار 2023، عن رفضها صحفيي وسائل الإعلام السمعية البصرية الخاصة من تغطية الجلسة الافتتاحية للبرلمان التونسي، معتبرة أن "ما حدث إنما هو مؤشر خطير يعكس ما وصل إليه واقع حرية الصحافة في تونس".
وذكرت، في بيان صادر عن مجلسها، بأن "الحق في الإعلام والحق في النفاذ إلى المعلومة مكفولين بمقتضى الدستور والقوانين النافذة"، منبهة إلى أهمية دور الإعلام الرقابي ونجاعته في كشف عديد التجاوزات والممارسات بما في ذلك ممارسات تم تسجيلها في البرلمان السابق.
الهايكا: الحق في الإعلام والحق في النفاذ إلى المعلومة مكفولين بمقتضى الدستور والقوانين النافذة وننبه إلى أهمية دور الإعلام الرقابي ونجاعته في كشف عديد التجاوزات والممارسات
وفي هذا الصدد، دعت الهايكا الصحفيين، إلى "ضرورة التشبث بالقيام بدورهم والتضامن في سبيل ضمان استقلاليتهم وحريتهم في أداء وظيفتهم والاحتكام إلى مواثيق المهنة وأخلاقياتها، التي لا يتم التفريق في إطارها بين الصحفي المنتمي لمؤسسة خاصة والصحفي المنتمي لمؤسسة عمومية".
وكانت قد انعقدت، الاثنين 13 مارس/آذار 2023 في تونس، أولى جلسات البرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات شهدت نسبة مشاركة متدنية جدًا وبعد حل الرئيس قيس سعيّد البرلمان السابق قبل انتهاء عهدته، وكان أبرز ما ميّز هذه الجلسة منع الصحفيين من التغطية المباشرة، سواء الممثلين لوسائل إعلام محلية أو الأجنبية ما عدا مؤسستين حكوميتين (القناة الوطنية ووكالة تونس إفريقيا للأنباء) وهي سابقة منذ ثورة 2011.
على صعيد آخر، نبهت الهيئة إلى أن مجلسها يتعرض إلى محاولات من قبل الحكومة وبعض منظوريها الإداريين لممارسة رقابة إدارية على أعماله من خلال إحداث فراغ على رأس الهيئة بمساهمة رئيسها السابق واستثمار ذلك لمصادرة وظائفها خاصة مع عدم رد الرئيس التونسي قيس سعيّد على طلب المجلس تعيين رئيس بديل.
الهايكا: مجلسنا يتعرض لمحاولات من قبل الحكومة لممارسة رقابة إدارية على أعماله من خلال إحداث فراغ على رأس الهيئة واستثمار ذلك لمصادرة وظائفها خاصة مع عدم رد سعيّد على طلب المجلس تعيين رئيس بديل
وفي هذا الإطار، ذكرت الهايكا أنه "اعتبارًا للفراغ المتأتي من عدم تجاوب الرئيس مع مطلب الهيئة وحفاظًا على المصلحة العامة وعلى استمرارية المرفق العام وحماية لمصالح الغير ونظرًا لحالة الإجراء المستحيل المتولدة عن ذلك، قرر مجلسها الهيئة تعيين عضوه صالح السرسي، وهو الأكبر سنًا وكان يشتغل قاضيًا من الرتبة الثالثة قبل تقاعده والتحاقه بالهيئة، رئيسًا مؤقتًا لمجلس الهيئة إلى حين عرض مشروع القانون الأساسي المنظم للهيئة والقطاع على أنظار مجلس النواب وتسليم العهدة لمجلس جديد، على حد ما جاء في نص البيان.
يذكر أن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري كانت قد أعلنت، في 7 فيفري/شباط 2023، أنّ رئيسها النوري اللجمي توصّل بتاريخ 6 فيفري/شباط 2023 بمراسلة مفادها أنّه تمّت إحالته على التقاعد بداية من غرّة جانفي/يناير 2023، ممضاة من قبل المكلّف بمهام كاتب عام الحكومة.
وذكرت، في بلاغ لها، أن ذلك يأتي تبعًا لانتهاء مدّة الاستثناء على سبيل التسوية للعمل بالقطاع العمومي بعد بلوغ السنّ القانونية للتقاعد حسب الأمر عدد 32 لسنة 2023 المؤرخ في 24 جانفي/يناير 2023 المنشور بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية الصادر بتاريخ 31 جانفي/يناير 2023.
ومنذ ذلك الحين لم يقع بعد الإعلان عمّن سيخلف النوري اللجمي على رأس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، وظلت الهايكا بلا رئيس.