17-سبتمبر-2023
عبد اللطيف المكي

خلال الوقفة التي تهدف "لمُساندة المُعتقلين السياسيّين وللمطالبة بإطلاق سراحهم"

الترا تونس - فريق التحرير

 

استنكر الناشط السياسي عبد اللطيف المكي، ورئيس حزب العمل والإنجاز، السبت 16 سبتمبر/ أيلول 2023، أثناء الوقفة الدورية الأسبوعية لجبهة الخلاص الوطني أمام المسرح البلدي بالعاصمة، "ادّعاء السلطة مقاومة الفساد عبر اعتقال السياسيين"، مرجعًا ذلك إلى "تغذية الوهم لدى جزء من المجتمع التونسي أنّها تقاوم الفساد ولكنها تبقى قضية سياسية" وفق قوله.

عبد اللطيف المكي: عدد المعتقلين السياسيين آخذ في الارتفاع، بعد اعتقال الكاتب العام الجهوي لحركة النهضة ببنزرت وآخرين بسبب تدوينة

وتابع المكي في هذه الوقفة التي تهدف "لمُساندة المُعتقلين السياسيّين وعائلاتهم وللمطالبة بإطلاق سراحهم وإيقاف المحاكمات السياسيّة الجائرَة في حقّهم"، أنّ عدد المعتقلين السياسيين آخذ في الارتفاع، مشيرًا إلى أنه تم اعتقال علي النفاتي الكاتب العام الجهوي لحركة النهضة ببنزرت، ومعه آخريْن من مناضلي الحركة بسبب تدوينة كتبها أحدهما.

ولفت المكي إلى أنّ "هذه الاعتقالات سياسية، وقد أصبحت صورة تونس في العالم مقترنة بصورة الاعتداء على الحريات والاعتداء على المعارضين السياسيين"، مبيّنًا أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد في حكم مطلق منذ أكثر من سنتين، لكنّه لم يغيّر أي قانون في علاقة بمقاومة الفساد، وفق وصفه.

عبد اللطيف المكي: سعيّد في حكم مطلق منذ أكثر من سنتين، لكنّه لم يغيّر أي قانون في علاقة بمقاومة الفساد

وشدّد المكي على أنّ واقع تونس يتميّز بثلاث سمات رئيسية هي:

  • "الاعتقالات والاعتداء على الحريات
  • ازدياد المشاكل المعيشية للتونسيين التي تتفاقم يومًا بعد يوم دون وجود أي فكرة للخروج من الأزمة
  • استمرار الخطاب السياسي العنيف من قيس سعيّد وأنصاره والاستيلاء على مقدرات الدولة وتوظيف أجهزة الدولة للاعتداء على المواطنين".

وقد تنوعت الشعارات خلال هذه الوقفة، نذكر من بينها: "يا مواطن يا ضحية، إيجا شارك في القضية"، "يسقط يسقط الانقلاب"، "حريات حريات لا قضاء التعليمات"، "شادين شادين في سراح المعتقلين"، "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء".. وغيرها.

العجمي الوريمي: مازال الانقلاب يمارس سياسة الهروب إلى الأمام التي دأب عليها، ومازال يضيّق على الحريات ويستهدف معارضيه

وقد تحدّث الناشط السياسي العجمي الوريمي، من جهته خلال الوقفة نفسها، فقال إنّ الكاتب العام الجهوي لحركة النهضة ببنزرت علي النفاتي يتغيّب للمرة الأولى عن الوقفات الاحتجاجية، بسبب اعتقاله، وأنّ "تهمته لا شيء" وفق قوله، وكذا الحال بالنسبة إلى منذر الونيسي وعبد الكريم الهاروني وبقية المعتقلين السياسيين، على حد تعبيره.

واستنكر الوريمي تواصل إيقاف مواطنين على خلفية تدوينات على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنّ ما وصفه بـ"الانقلاب يمارس سياسة الهروب إلى الأمام التي دأب عليها، وأنه مازال يضيّق على الحريات ويستهدف معارضيه" وفقه.

 

 

وكانت السلطات في تونس قد انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد. ومن الموقوفين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، وتوجه لهم تهم مختلفة من أبرزها "التآمر ضد أمن الدولة".

وقد أثارت موجة الاعتقالات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكده محامون من غياب للأدلة، فيما تلتزم النيابة العمومية والسلطات القضائية الصمت حيال هذه القضايا.