الترا تونس - فريق التحرير
بينما يؤدّي المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي سلسلة من اللقاءات مع ممثلين عن الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية في إطار مشاورات تشكيل الحكومة، وجّه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي جملة من الرسائل الضمنية لعدد من الأحزاب السياسية التي تعمل على إقصاء حركة النهضة من الحكومة من خلال اشتراط استبعادها من تركيبة الحكومة القادمة.
واستنكر راشد الغنوشي، خلال حفل معايدة نظمته النهضة الأربعاء 5 أوت/أغسطس الجاري بمقرها المركزي، مساعي بعض الأطراف السياسية تشكيل حكومة دون تشريك حركة النهضة.
الغنوشي: "أيّ الديمقراطيات تُقصي الحزب الأول بالبلاد؟"
وتساءل الغنوشي، "أيّ الديمقراطيات تُقصي الحزب الأول بالبلاد؟"، مستدركًا أنه من غير المعقول استبعاد الحزبين الأول والثاني بالبلاد فيما يقع تشريك ما أسماهم بـ"الحزب العاشر والحزب الخامس عشر"، وفق تعبيره.
وكان كلّ من حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب والدستوري الحر، قد دعوا المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي إلى استبعاد حركة النهضة من تركيبة حكومته.
وقال رئيس حركة النهضة، في ذات السياق، صحيحٌ أنّ ديمقراطيتنا نجحت، لكن طالما لا تزال هناك أطراف تفكّر بمنطق إقصائي استئصالي فإن ذلك يمثل خطرًا، مشدّدا على أن تونس لا تزال في حاجة إلى التوافق.
وذكّر، في هذا السياق، بتجربة التوافق الناجحة التي قادها رفقة رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي، معتبرًا أن ذلك خير دليل على أنّ نجاة تونس من أزماتها رهين تحقيق التوافق بين مكوناتها.
مستشهدًا ببيت شعري لعمرو بن الأهتم التميمي يقول "لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق"، وأكّد الغنوشي أنّ تونس بقدر حاجتها إلى الخبز هي في حاجة إلى سعة الصدر والمصالحة، مشيرًا إلى أنّ النهضة تبنت المصالحة الوطنية الشاملة ولطالما نادت بحكومة وحدة وطنية شاملة لا تقصي أحدًا إلا من أقصى نفسه.
الغنوشي: "المستقبل للحرية وللإسلام الديمقراطي، وليس للفاشية ولا للإرهاب"
وتابع رئيس الحزب الفائز بأعلى نسبة أصوات في تشريعيات 2019، إنّه على عكس عديد الأطراف التي يزعجها تواجد النهضة وتموقعها كحزب أول بالبلاد، فإن الحركة ليس لديها مشاكل لا مع رئيس الجمهورية ولا مع رئيس الحكومة ولا مع الأحزاب إلا التي تقصي غيرها وبالتالي تقصي نفسها"، وفق تعبيره.
وبالحديث عن الحزب الدستوري الحرّ، استشهد الغنوشي ببيت شعريّ آخر يقول "علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني" ، في إشارة إلى منح رخصة له للنشاط كحزب سياسي خلال فترة حكم الترويكا، مستدركًا القول إن النهضة غير نادمة على ذلك وأنها ستهزمه بالديمقراطية.
وأكد الغنوشي، في هذا السياق، أنّ "المستقبل للحرية وللإسلام الديمقراطي، وليس للفاشية ولا للإرهاب".
وبخصوص الحكومة القادمة، اعتبر الغنوشي أن "الديمقراطية تقتضي حكم الأحزاب السياسية، لا حكم الكفاءات، موضحًا أن الأحزاب لديها كفاءات كما لديها الخبرة في إدارة شؤون الناس وتجميعهم.
الغنوشي: تونس لا تزال في حاجة إلى التوافق
يذكر أنّ رئيس الكتلة الديمقراطية والقيادي في التيار الديمقراطي هشام العجبوني كان قد صرح، الأربعاء 5 أوت/أغسطس 2020 في برنامج "ميدي شو" على إذاعة "موزاييك"، أنّ حزبه يفضّل تكوين حكومة دون مشاركة حركة النهضة، مؤكدًا أنه لا يمكن للحكومة المضي في إصلاحات جذرية وعميقة بوجود حركة النهضة "لأنها ترى السلطة غنيمة"، وفق تقديره.
بدوره، قال زهير المغزاوي، أمين عام حركة الشعب وأحد نواب الكتلة الديمقراطية بالبرلمان التونسي، الاثنين 3 أوت/ أغسطس 2020 لإذاعة "موزاييك"، أنّ حركة الشعب أعلمت المشيشي رغبتها في ألّا تكون النهضة في الحكومة القادمة إذ أن "النهضة لا تريد شركاء بل تريد أتباعًا"، وفق توصيفه، مشيرًا إلى أن "حكومة دون حركة النهضة هي أمر ممكن، و أن الاتجاه لانتخابات سابقة لأوانها أفضل من حكومة تضم النهضة". ومن جهتها، دعمت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي هذا التوجه نحو حكومة دون النهضة.
يشار إلى أن المشيشي انطلق يوم 28 جويلية/يوليو 2020 في إجراء مشاورات تشكيل الحكومة القادمة، والتقى بممثلين عن المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية، ورؤساء الحكومات السابقين، وكفاءات اقتصادية وثقافية.
اقرأ/ي أيضًا: