04-نوفمبر-2021

عبد الحميد الجلاصي: الرئيس طرف في الأزمة لكنه خرج بمثابة المنقذ ولهذا فهو انقلاب لا أخلاقي

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلن الناشط السياسي والقيادي المستقيل من حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي الخميس 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أنّ 6 أطراف تتحمّل مسؤولية العشرية الأخيرة في تونس، أولها النهضة لأنه الحزب الذي كان في السلطة والواجهة منذ 2011 وفقه، "ثمّ يأتي الشريك الرئيسي في الحكم منذ الثورة إلى اليوم وهو اتحاد الشغل الذي كان حاضرًا ومفاوضًا في كل الحكومات" وفق قوله.

عبد الحميد الجلاصي: قيس سعيّد لم يستطع أن يلبس ثوب رئيس الجمهورية، وبقي "المرشّح قيس سعيّد"، فهو لم يقم بدوره فقط بل استثمر في تعفين الأوضاع

وتابع الجلاصي لدى حضوره بالإذاعة الوطنية بقوله إنّ نداء تونس كانت لديه الرئاسات الثلاث في وقت من الأوقات، وبالتالي فهو يتحمّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية حتى وإن لم يعد لهذا الحزب وجود فعليّ حاليًا، مضيفًا أنّ الطرف الرابع هو الإعلام، مميّزا بين "الإعلاميين والإعلام كمؤسسات في علاقتها برأس المال، وتداخلها مع الأجندات السياسية، فتصنع الرأي العام وتوجهه في التحريض أحيانًا" حسب تعبيره.

وقدّر الجلاصي أنّ الطرف الخامس الذي يتحمّل المسؤولية هي الأحزاب المعارضة التي لم تقدم نفسها في صورة البديل بل أخذت تتصيّد أخطاء من هم بالسلطة، ولم تفهم معنى أن يحصل حزب ما على أغلبية الأصوات، ويحصد المركز الأول قائلًا: "يجب إسقاط صاحب المركز الأول في الانتخابات القادمة بالصندوق، وهذا ما لم تستوعبه".

اقرأ/ي أيضًا: النهضة تؤكد ضرورة وضع حد للحالة الاستثنائية "التي كرست الانفراد بالسلطات"

وعن الطرف السادس قال عبد الحميد الجلاصي، إنه قيس سعيّد الذي لم يستطع أن يلبس ثوب رئيس الجمهورية، وبقي "المرشّح قيس سعيّد"، فهو لم يقم بدوره فقط، بل استثمر في تعفين الأوضاع ولديه مشكل مبدئي مع البرلمان والأحزاب، ولم يختر الشخصية الأقدر، بل اختار الشخصية التي اعتبرها الأكثر طواعية في يده، وفقه.

وأضاف الجلاصي: "إلى حد الآن لم يقم سعيّد بأي خطوة تجاه من رفضهم في التحوير الوزاري لهشام المشيشي بدعوى الفساد، نريد أن نعرفهم، وكان يمكن أن يوقف العنف في البرلمان لكنه لم يفعل، ولهذا فهو هو انقلاب لا أخلاقي لأنّ الرئيس طرف في الأزمة لكنه خرج فيما بعد بمثابة المنقذ.. وبالتالي، فإنّ ما أوصلنا لـ 25 جويلية/ يوليو، هي النهضة التي أضاعت فرصة تشكيل الحكومة منذ البداية، وقيس سعيّد الذي رفض الحوار الوطني المقترح من اتحاد الشغل" وفقه.

عبد الحميد الجلاصي: هذا الانقلاب اللا أخلاقي والخطير أدى وظيفة نفسية في أنه نفّس عن الناس، وكان يمكن أن يتحول من انقلاب إلى تصحيح مسار إذا اختار سعيّد أطرافًا شاركهم المسؤولية

وقال الناشط السياسي إنه برغم أنّ "هذا الانقلاب لا أخلاقي وخطير، فإنه أدى وظيفة نفسية في أنه نفّس عن الناس، وكان يمكن أن يتحول من انقلاب إلى تصحيح مسار إذا اختار سعيّد أطرافًا شاركهم المسؤولية، لكنه أقصى الجميع واستفرد بكل شيء، والتفويض الشعبي لا يعطي أدوات الحكم" حسب رأيه.

ونفى الجلاصي نيّته في الانضمام للحزب الجديد الذي يؤسسه حاليًا مستقيلون من النهضة، مضيفًا: "النهضة لم تنته تنظيميًا بل انتهت لأنها فقدت بصمتها التغييرية ودخلت في مرحلة الاستقرار والحكم، وهي بهذا المعنى انتهت لأنها لم تعد حركة تغييرية" على حد قوله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عبد الحميد الجلاصي: "ما قام به سعيّد هو انقلاب لا أخلاقي آخذ في التمدّد"

عبد اللطيف المكي: قررنا تأسيس حزب جديد بعد استقالتنا من النهضة