22-فبراير-2023
 إريك زمور

تلقى هذه النظرية رواجًا في أوساط أقصى اليمين حول العالم ومن المروجين لها في فرنسا إريك زمور (Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نشر السياسي من اليمين المتطرف والكاتب الفرنسي إريك زمور، الأربعاء 22 فيفري/شباط 2023، مقالًا يتعرض لبيان الرئاسة التونسية الذي نٌشر ليل الثلاثاء بشأن المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء. وعلّق زمور مستشهدًا بما ورد في البيان التونسي، قائلًا "حتى البلدان المغاربية انطلقت في دق ناقوس الخطر في مواجهة تصاعد الهجرة".

السياسي اليميني المتطرف إريك زمور: "حتى البلدان المغاربية انطلقت في دق ناقوس الخطر في مواجهة تصاعد الهجرة.. فما الذي ننتظره لمحاربة الاستبدال العظيم؟"

وتابع، في تغريدة على حسابه بتويتر، "هنا، تونس هي التي تريد اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية شعبها. فما الذي ننتظره لمحاربة الاستبدال العظيم؟"، وفق تعبيره.

و"الاستبدال العظيم" أو "le grand remplacement" / "the great replacement theory" هي نظرية يتبناها أقصى اليمين عادة وتقوم على المؤامرة وتنص عند انطلاقها على أن "السكان الفرنسيين الكاثوليك البيض، والسكان الأوروبيين المسيحيين البيض عمومًا، يجرى استبدالهم بشكل منتظم بغير الأوروبيين، خاصة من شمال إفريقيا والأفارقة من جنوب الصحراء من خلال الهجرة الجماعية والنمو السكاني، مما يمثل خطرًا على ديمغرافيتهم وديانتهم".

"الاستبدال العظيم" هي نظرية تقوم على المؤامرة وتنص على أن "السكان الأوروبيين المسيحيين البيض عمومًا، يجرى استبدالهم بشكل منتظم بغير الأوروبيين، خاصة من شمال إفريقيا والأفارقة من جنوب الصحراء من خلال الهجرة الجماعية والنمو السكاني، مما يمثل خطرًا على ديمغرافيتهم وديانتهم"

وتلقى هذه النظرية رواجًا في أوساط أقصى اليمين حول العالم ومن المروجين لها في فرنسا إريك زمور. ويتعرض بسببها عديد التونسيين وأصيلي المغرب العربي بشكل عام إلى العنصرية وخطاب الكراهية في فرنسا ودول  أوروبية أخرى.

 

يُذكر أن اجتماعًا لمجلس الأمن القومي كان قد ترأسه الرئيس التونسي قيس سعيّد، عصر الثلاثاء 21 فيفري/شباط الجاري، وهو اجتماع تحضره عادة قيادات أمنية وعسكرية، ويكون في مناسبات قليلة ويخصص عادة لمواضيع مهمة وعاجلة. واجتماع الثلاثاء خٌصص، كما ورد في بيان للرئاسة التونسية، "للإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لمعالجة ظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس".

قيس سعيّد: "هناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس"

وورد في ذات البيان أن قيس سعيّد أكّد أن "هذا الوضع غير طبيعي"، معتبرًا أن "هناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس وأن هناك جهات تلقت أموالاً طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، وأن هذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية الهدف غير المعلن منها هو اعتبار تونس دولة إفريقية فقط ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية"، وفقه.

وشدّد سعيّد، في ذات البيان، على "ضرورة وضع حد بسرعة لهذه الظاهرة خاصة وأن جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء لا تزال مستمرة مع ما تؤدي إليه من عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة فضلاً عن أنها مجرّمة قانونًا"، داعيًا إلى "العمل على كل الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والعسكرية والتطبيق الصارم للقانون المتعلق بوضعية الأجانب في تونس ولاجتياز الحدود خلسة".

قيس سعيّد: "جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء لا تزال مستمرة مع ما تؤدي إليه من عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة فضلًا عن أنها مجرّمة قانونًا"

جدير بالذكر أن البيان كان صادمًا للكثيرين الذين اعتبروه مرسخًا للعنصرية ومكثفًا بنظرية المؤامرة وبخطاب أقصى اليمين الذي طالما استنكره التونسيون عندما يتعلق الأمر بمهاجرين تونسيين غير نظاميين في فرنسا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى. لكن ذات البيان حصد أيضًا استحسانًا واسعًا من جزء من التونسيين.