17-مارس-2023

فوزي بن عبد الرحمان: الحرب على الفساد حاليًا في تونس هي حرب صورية ومشهدية

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الوزير السابق، والناشط السياسي فوزي بن عبد الرحمان، الجمعة 17 مارس/آذار 2023، أنّ "منظومة حكم الرئيس التونسي قيس سعيّد لا تختلف عن المنظومات السابقة لأنها قائمة على عملية الهدم لا البناء، مع أنّ عملية الإصلاح لا تكون بالهدم بل بالبناء باعتماد سياسة التراكم، وكل المجتمعات تُبنى بالتراكم" وفق تقديره.

فوزي بن عبد الرحمان: سعيّد شخص لا يؤمن بالمؤسسات ولا يريدها أن تحكم معه، ولهذا هو لم يركّز المحكمة الدستورية، منذ انطلاق العمل بالدستور الجديد

واعتبر بن عبد الرحمان لدى حضوره بإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، أنّ "سعيّد شخص لا يؤمن بالمؤسسات ولا يريدها أن تحكم معه، ولهذا هو لم يركّز المحكمة الدستورية ولا مجالس القضاء، منذ انطلاق العمل بالدستور الجديد منذ 8 أشهر تقريبًا، رغم أنه لا يحتاج في تركيزها إلى شيء.. ولهذا أعتبر أنّ 25 جويلية/ يوليو فرصة مهدرة أخرى لتونس" وفق قوله.

وقدّر الوزير السابق أنّه ليس من الصعب بناء المؤسسات، لكنها تحتاج إلى جهد، والصعب فيها هو القوانين وثقافة الإيمان بالمؤسسات، وهي الثقافة الغائبة، في نظره، والتي تحتاج إلى بعض الوقت كي تصبح ثقافة ذاتية، وحين تنجح في ذلك فإنها تصبح أقوى من القوانين، على حد تفسيره.

واستنكر السياسي منهجية محاربة الفساد التي يتوخاها سعيّد، فقال إنّه يجب تثمين الإيجابي في أي مؤسسة أو قطاع يتهمه بالفساد، والحديث عن نجاعة و"نظافة يد" غير الفاسدين، مؤكدًا أنّ الحرب على الفساد حاليًا في تونس هي حرب صورية ومشهدية، وفقه.

فوزي بن عبد الرحمان: ما معنى ألا تتحاور مؤسسة الرئاسة التونسية مع بقية القوى الحية في المجتمع؟ نحن اليوم نعيش أزمة مركّبة عبر شيطنة النخب

ولاحظ فوزي بن عبد الرحمان أنّ هناك قوانين تشجع على الفساد اليوم، وقال: "المؤسسة الإدارية جزء لا يتجزأ من الفساد المستشري اليوم في البلاد، ولهذا تحتاج المنظومات إلى مناخات جديدة تقضي على الفساد الذي استشرى بثقافة اللاعقاب، وفقه.

واستغرب الوزير الأسبق ضرب فكرة التعاقد الاجتماعي في تونس، متسائلًا: "ما معنى ألا تتحاور مؤسسة الرئاسة التونسية مع بقية القوى الحية في المجتمع؟"، وقال: "نحن اليوم نعيش أزمة مركّبة في تونس عبر شيطنة النخب" وفقه.

واعتبر بن عبد الرحمان أنّ العشرية الفارطة مقسّمة، إذ عرفت عديد الحكومات، وبالتالي لا يمكن تقييمها بالطريقة نفسها، ووضعها كلّها في خانة ما يُعرف بـ"العشرية السوداء" وفق وصفه.

فوزي بن عبد الرحمان: فشلنا في بناء مؤسسات تملك حصانة ذاتية ضد التوظيف والاختراق، ولم نقم بتغيير عقيدة المؤسسات

وأقرّ الوزير السابق بأنّ تونس تعيش اليوم في حالة فشل، "فقد فشلنا في تفسير الديمقراطية على أنها أساس التعايش المشترك، كما فشلنا أيضًا لأن النخب السياسية التونسية لم تنجح في إرساء مؤسسات تكون الأسس الصحيحة التي تبني ديمقراطية سليمة عبر قوى صلبة وليّنة"، مضيفًا: "فشلنا كذلك في بناء مؤسسات تملك حصانة ذاتية ضد التوظيف والاختراق" وفق تعبيره.

وصرّح الناشط السياسي بأنّنا "لم نقم بشيء في مجال تغيير عقيدة المؤسسات، وتركنا المؤسسات بالعقيدة القديمة"، معتبرًا أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد لا يؤمن بالمؤسسات وبالتراكم، "وأنا مختلف معه ومع منظومة حكمه في مفهوم الإصلاح".

وتابع بن عبد الرحمان، أنّ "تونس بلد الفرص الضائعة"، مؤكدًا أنّ خروجه من حكومة يوسف الشاهد كان طوعيًا، لأنه أصبح هناك توظيف سياسي للعمل الحكومي لفائدة الشاهد وقتها، فضلًا عن أنّ مغادرته لحزب آفاق تونس، مع أنه واحد من مؤسسيه، كان بعد "خلاف كبير وجوهري على المواقف السياسية داخل الحزب وخاصة في إدارة الخلاف الداخلي".