الترا تونس - فريق التحرير
نشر بتاريخ 2024/11/18 (على الساعة 10.30)
أكد رئيس جبهة الخلاص الوطني (معارضة)، أحمد نجيب الشابي، السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أنّ الوضع في تونس يعرف "توازن الهشاشة" بين السلطة والمعارضة، وقال: "هناك هشاشة في السلطة وفي المعارضة على حد السواء". مشيرًا إلى أنّه "حتى المجتمع المدني والنقابات وضعت أنفسها تحت سقف 25 جويلي/يوليو قبل أن تدرك فيما بعد أنّ التغيير مطلوب، لكن كان قد انتابهم الضعف والوهن"، مستنكرًا في هذا السياق "سياسة السجن للجميع بدعوى أن لا أحد فوق القانون".
أحمد نجيب الشابي: الحوار الوطني يقتضي أن تعترف السلطة بالمعارضة وبالمجتمع المدني، لكنها غير معترفة به حاليًا، وهي لا تتناقش مع اتحاد الشغل مثلًا
وأشار نجيب الشابي، في حواره مع قناة "الزيتونة"، إلى أنّ "المصالحة تفترض التشارك على مضمون، لكن هذا مازال غير موجود حاليًا، وعلى الحوار أن يقع أولًا داخل المعارضة وداخل جبهة الخلاص التي يجب أن تقدم مقترحاتها حول سبل إنقاذ البلاد من الانهيار".
وشدّد الشابي على أنّ "الحوار الوطني يقتضي أن تعترف السلطة بالمعارضة وبالمجتمع المدني، لكنها غير معترفة به حاليًا، وهي لا تتناقش مع اتحاد الشغل مثلًا، ولهذا، يجب أن يدور الحوار حول خيارات تخرجنا من الأزمة الاقتصادية دون أن تبقينا في حالة الدكتاتورية والحكم الفردي.. وكل هذا غير موجود، وبالتالي لا يمكن طرح هذه المهمة المستحيلة" وفق تعبيره.
أحمد نجيب الشابي: يجب أن يدور الحوار حول خيارات تخرجنا من الأزمة الاقتصادية دون أن تبقينا في حالة الدكتاتورية والحكم الفردي.. وكل هذا غير موجود
وبيّن نجيب الشابي، أنّ دور المعارضة هو خلق رأي عام حول كلّ ما تقدّم، مشددًا على أنّه "لا يمكن الاتفاق على مقترحات نرفضها كالحكم الفردي"، مستنكرًا عدم وجود استعداد لمناقشة عودة المؤسسات والنشاط الحزبي، وقال: "السلطة الحالية ضعيفة إلى أقصى درجة، وهي أضعف سلطة عايشتها، لكنها ستستمر مادام الكل مستسلمًا إما عن قناعة أو عن خوف"، وفق قوله.
وتابع نجيب الشابي أنّه صرّح قبل الانتخابات الرئاسية، بأنّ أغلبية الشعب التونسي لن يشارك في العملية الانتخابية، وأنّ الأغلبية الكبرى ممّن سيشارك، سيصوّت لقيس سعيّد، وهو ما حصل، وفق قوله، مرجعًا ذلك إلى ما وصفها بـ"الثوابت"، منها أنّ الشعب التونسي يعيش حالة من النفور السياسي بسلطتها ومعارضتها، ويملك انطباعات سلبية بعد 10 سنوات من الثورة.
أحمد نجيب الشابي: السلطة الحالية ضعيفة إلى أقصى درجة، وهي أضعف سلطة عايشتها، لكنها ستستمر مادام الكل مستسلمًا إما عن قناعة أو عن خوف
وأضاف الشابي، أنّ الشعب التونسي سرعان ما اكتشف أنّ قيس سعيّد لا يملك أيّ حلّ لأي مشكل، والشعب حاليًا منكفئ عن الاهتمام بالشأن السياسي، لكنّ موقف التونسي من الشأن السياسي سيتغيّر تحت وطأة أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، لأنه حين يرد الفعل، سيفعل ضد السلطة وليس ضد المعارضة، على حد تعبيره.
وقال نجيب الشابي: "سيدرك التونسيون أنّ القيادة عاجزة عن حل أيّ من مشاكله الحيوية.. وفي انتظار أن يحدث ذلك، ونظرًا للفرقة التي تسم العلاقات بين المجموعات السياسية، فإنّنا أمام مرحلة أشبه باجتياز الصحراء، وسنعيش في هذه المرحلة لمدة لا أحد يمكنه التكهن بطولها"، وفق قوله.
أحمد نجيب الشابي: موقف التونسي من الشأن السياسي سيتغيّر تحت وطأة أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، لأنه حين يرد الفعل، سيفعل ضد السلطة وليس ضد المعارضة
وكان رئيس جبهة الخلاص الوطني، قد قال بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أي بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، أنّ هذه الانتخابات "لم تكن بالمرة فرصة للتغيير"، معتبرًا أنّ التغيير "يبقى رهين انخراط المواطنين في المطالبة به ورهين قيام قطب سياسي بديل وموحد"، وفقه.
وأضاف، في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أنّ "عامل الوقت، خمس سنوات أو أكثر أو أقل، لا تتحكم فيه القوى السياسية إلا بقدر إسهامها في إنضاج ظروف التغيير بالعمل الموحد والتضحية"، حسب رأيه.