قدّمت الأحزاب والكتل والائتلافات البرلمانية ترشيحاتها للـ"شخصية الأقدر" لخلافة رئيس حكومة تصريف الأعمال إلياس الفخفاخ، مع انتهاء مهلة حددها رئيس الجمهورية قيس سعيّد بيوم الخميس 23 جويلية/ يوليو الجاري.
ومن المتوقع أن تنتهي مهلة 10 أيام للمشاورات حول اسم رئيس الحكومة القادم يوم 25 جويلية/ يوليو عند منتصف الليل، ومن المنتظر حينها أن يعلن رئيس الجمهورية عن "الشخصية الأقدر لتشكيل الحكومة" وفق تقديره، وكما ينص على ذلك الفصل 89 من الدستور.
يرى الكثيرون أن الرئيس قيس سعيّد قد لا يرجّح بالضرورة اسمًا حظي بدعم سياسي وبرلماني واسع
وقد تعددت ترشيحات الأحزاب التونسية، وإن حصلت بعض الأسماء على شبه إجماع فإن تكليف البعض الآخر كان من قبل عدد قليل من المكونات السياسية.
ويرى الكثيرون أن الرئيس قيس سعيّد قد لا يرجّح بالضرورة اسمًا حظي بدعم سياسي وبرلماني واسع، إذ سبق أن رشح إلياس الفخفاخ لتكوين الحكومة السابقة ولم يكن الأخير مرشحًا إلا من حزب واحد وهو حزب تحيا تونس حينها، بينما كان قد دعمه دون ترشيحه حزب التيار الديمقراطي. كما سبق أن رشحت أحزاب النهضة وقلب تونس محمد الفاضل عبد الكافي في مناسبة سابقة لذات المنصب لكن الرئيس لم يختره.
ولا يبدو للمطلعين على المشهد السياسي التونسي أن هذه الترشيحات، في معظمها على الأقل، جدية، إذ يجمع السياسيون على أن سعيّد سيختار شخصية "على هواه"، كما يقولون، وقد جربوا الأمر خلال تكوين حكومة إلياس الفخفاخ.
لكن قراءة سريعة في الاسمين المتداولين من عدد من الأحزاب والكتل وهما محمد الفاضل عبد الكافي ومحمد خيّام التركي قد يقدم تأويلات ممكنة لظروف وخلفيات اختيارهم. أولًا يؤكد هذا الترشيح صحة ما صرح به سابقًا رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة نور الدين البحيري عندما تحدث عن محاولتهم تجميع حوالي 130 نائب حول اسم واحد أو اسمين لترشيحهما وهو ما يبدو أنه حصل رغم نفي أحزاب أخرى مثل تحيا تونس لأي تنسيق سابق حول الأسماء المرشحة.
ثانيًا، تُحاول النهضة من خلال تجميع كل هذه الأصوات حول مرشحين لا غير، حتى وإن كانا من خارج دائرتها المضيقة، إحراج رئيس الجمهورية قيس سعيّد. تقدم النهضة لسعيّد اسمين من الممكن أن يتحصلا على الأغلبية المطلقة ـ 109 صوتًا ـ وتحظى حكومتهما بالمصادقة، وله الاختيار وما بعده خاصة إذا قرر التوجه نحو ترشيح اسم آخر ولم يحظ فيما بعد بالدعم.
تُحاول النهضة أيضًا من خلال اقتراح عبد الكافي والتركي إبداء حسن النية لعدد من الأحزاب والكتل البرلمانية، اللاتي رشحت هاذين الاسمين أو المقربة منهما، وبالتالي كسب ود مبكر احتياطًا لسيناريوهات قادمة حكومية خلال تشكيل الحكومة وبرلمانية أمام لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان.
لا يبدو للمطلعين على المشهد السياسي التونسي أن هذه الترشيحات، في معظمها على الأقل، جدية، لكنها تخفي تفاصيلًا عدة خلف اختيارها والتلويح بها
أما المقترحات المقدمة من حزب التيار الديمقراطي لثلاثي من قيادات ذات الحزب وتوجه حليفه الأساسي منذ انتخابات 2019 ـ حركة الشعب ـ إلى عدم ترشيح أي اسم والاقتصار على تقديم مواصفات عامة للمرشح الأقدر وفقهم، فيوحي بفشل أولي للمباحثات الأيام الماضية والتي جمعت مكوني الكتلة الديمقراطية في البرلمان بعدة أحزاب وائتلافات ولكن أيضًا من اللافت أن لا تقدم الكتلة الواحدة برلمانيًا والتي تزعمت المشهد في الآونة الأخيرة بعد استقالة الفخفاخ وحكومته داعية لحكومة دون حركة النهضة ومقدمة نفسها كبديل لقيادة المرحلة القادمة، أي مرشح توافقي من داخلها.
إليكم ترشيحات أبرز الأحزاب والائتلافات البرلمانية:
- حركة النهضة ـ 54 نائبًا: محمد الفاضل عبد الكافي ومحمد خيام التركي
- قلب تونس ـ 27 نائبًا: محمد الفاضل عبد الكافي، ومحمد خيام التركي
- حزب التيار الديمقراطي ـ 22 نائبًا: محمد عبو، محمد الحامدي، غازي الشواشي
- ائتلاف الكرامة ـ 19 نائبًا: رفض تقديم مرشحين احتجاجًا على "المشاورات الكتابية عن بعد" لرئيس الجمهورية
- حركة الشعب ـ 16 نائبًا: لم ترشح أي شخصية واكتفت بتقديم مواصفات للشخصية الأقدر وفق تقديرها
- الحزب الدستوري الحر ـ 16 نائبًا: قال إنه غير معني بالترشيح بينما سيصوت لصالح أي حكومة لا تتضمن حركة النهضة
- تحيا تونس ـ 10 نواب: محمد الفاضل عبد الكافي، حكيم بن حمودة، محمد خيام التركي، وديع الجريء، سنية بن الشيخ
- الكتلة الوطنية 11 نائبًا: رضا شرف الدين، حاتم المليكي، محمد الفاضل عبد الكافي، حكيم بن حمودة
- حركة تونس إلى الأمام (غير ممثلة في البرلمان): محمد الفاضل عبد الكافي، وعبد الحكيم بن حمودة، وخالد بن قدور
- صوت الفلاحين ـ نائب فقط: الصافي سعيد، المنجي الحامدي، فتحي زهير، غازي الشواشي، سنية بالشيخ
- الاتحاد الشعبي الجمهوري ـ 3 نواب: لطفي المرايحي
- حركة أمل وعمل ـ 2 نواب: أسماء السحيري، سنية بالشيخ، عماد الدايمي، عبد اللطيف المكي
- النواب المستقيلون من تحيا تونس ـ 4 نواب: محمد الفاضل عبد الكافي، غازي الجريبي، خالد قدور
إليكم تقديمًا موجزًا لأبرز اسمين مرشحين من قبل الأحزاب والكتل والائتلافات البرلمانية:
- من هو محمد الفاضل عبد الكافي؟
هو مرشح لرئاسة الحكومة القادمة من قبل أحزاب قلب تونس، حركة النهضة، تحيا تونس، الكتلة الوطنية، حركة تونس إلى الأمام، والنواب المستقيلون من حزب تحيا تونس.
يتعلق الأمر بوزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي في حكومة يوسف الشاهد وكان شغل منصب وزير المالية بالنيابة لفترة وجيزة، وهو من مواليد 1970. حظي سابقًا أيضًا بمنصب مدير عام الشركة التونسية للأوراق المالية وتولى رئاسة بورصة تونس. وعبد الكافي من خريجي كلية الاقتصاد في جامعة باريس الأولى بانتيون السوربون.
- من هو محمد خيّام التركي؟
هو مرشح لرئاسة الحكومة القادمة من قبل أحزاب قلب تونس، حركة النهضة وتحيا تونس. يتعلق الأمر برجل أعمال وسياسي التحق بعد الثورة بحزب التكتل، أشرف حينها على إدارة حملته الانتخابية وتولى مهمة أمين عام مساعد للحزب، وهو يترأس منذ سنوات مركز "جسور" للأبحاث والدراسات. كان مرشحًا لمنصب وزير المالية عن حزب التكتل في حكومة الترويكا بعد الثورة.
ولد سنة 1965 بفرنسا، تخرج من المعهد العالي للدراسات التجارية بقرطاج ثم تحصل على شهادة العلوم السياسية بباريس كما درس الجامعة الأمريكية بالقاهرة. عمل بالعديد من الشركات المختصة في الشأن المالي والتجاري بعدد من البلدان في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.
اقرأ/ي أيضًا:
اعتبرته خطيرًا جدًا.. أستاذة قانون دستوري توضّح الفصل 80 واستتباعاته