20-أغسطس-2024
المياه الجوفية تونس بئر

المدير العام لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه: يقع استغلال 150% من المياه الجوفية العميقة في تونس (صورة توضيحية/ pexels)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الأستاذ الجامعي في الجيولوجيا والمدير العام لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه حكيم قبطني، الثلاثاء 20 أوت/أغسطس 2024، أنّ هناك نقصًا كبيرًا في الموارد المائية في تونس، سواءً منها المياه السطحية أو الجوفية.

 

  • المياه السطحية

وقال قبطني، في مقابلة له على الإذاعة الوطنية الأولى (عمومية)، إنّ هناك نقصًا في الموارد المائية السطحية، مشيرًا إلى أنّ آخر البيانات الرسمية المنشورة الاثنين 19 أوت/أغسطس 2024 تشير إلى أنّ نسبة امتلاء السدود بلغت 24.1%.

مدير عام مركز بحوث وتكنولوجيات المياه: تونس تعاني من نقص كبير في المياه السطحية يعادل 1.1 مليار متر مكعب

وأضاف المدير العام لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه أن تونس تعاني من نقص كبير في المياه السطحية يعادل 1.1 مليار متر مكعب، حسب تقديراته.

 

  • المياه الجوفية

أما بخصوص المياه الجوفية، قال حكيم قبطني إنّ "تونس تعتبر جيولوجيًا دولة ترسّبية، أي  لها ترسّبات جيولوجية في الأعماق، خاصة منها الرملية والكلسية التي تمثل خزانات للمياه الجوفية"، وفق توضيحه.

مدير عام مركز بحوث وتكنولوجيات المياه: مع نقص المياه السطحية كثُر استغلال المياه الجوفية في تونس وصلنا إلى استغلال يقدر بـ3 مليار متر مكعب من المياه الجوفية سنة 2022

ولفت المختص في الجيولوجيا إلى أنّ "في تونس، يقع استغلال المياه الجوفية، ومع نقص المياه السطحية كثُر استغلال المياه الجوفية"، معقبًا: "وصلنا إلى استغلال يقدر بـ3 مليار متر مكعب من المياه الجوفية سنة 2022"، حسب ما نقله من أرقام رسمية.

وأكد أن "3 أرباع المياه المستغلة في تونس هي مياه جوفية باطنية، غير مرئية، لذلك فإن مراقبتها مهمة"، وفق قوله، متابعًا: "هناك استغلال لـ150% من المياه الجوفية العميقة، ولـ120% من المياه الجوفية غير العميقة".

مدير عام مركز بحوث وتكنولوجيات المياه: 3 أرباع المياه المستغلة في تونس هي مياه جوفية باطنية إذ يقع استغلال 150% من المياه الجوفية العميقة و120% من المياه الجوفية غير العميقة

وشدد قبطني على أنّه كي يكون استغلال المياه الجوفية متوازنًا يجب أن يراعي التغذية السنوية بالأمطار لهذه المياه الجوفية، مستدركًا أنّ "ما يقع استغلاله يفوق كمية التغذية السنوية بالأمطار، وهو ما يتسبب في تدني مستوى المائدة المائية".

وأشار، على سبيل الذكر، إلى أنّ "هناك مناطقَ مثل القيروان نفقد فيها سنويًا مترين من مستوى المائدة المائية، كما أنّ هناك مناطقَ في زغوان نفقد فيها قرابة 20 مترًا من مستوى المائدة المائية في السنة، وهي أرقام مفزعة علمًا وأنّ ثلث الكميات من المياه الجوفية التي يتم سحبها تتم بطريقة غير رسمية وغير مرخّص لها في إشارة إلى الآبار العشوائية، وذلك يمثل مشكلة كبيرة"، حسب تأكيده.

مدير عام مركز بحوث وتكنولوجيات المياه: هناك مناطقَ في زغوان نفقد فيها قرابة 20 مترًا من مستوى المائدة المائية في السنة، وهي أرقام مفزعة علمًا وأنّ ثلث الكميات من المياه الجوفية التي يتم سحبها تتم بطريقة غير رسمية وغير مرخّص لها

وفي هذا الصدد، دعا الأستاذ المختص في الجيولوجيا إلى وضع حد لاستغلال المياه الجوفية وإراحتها مؤقتًا في المناطق المتضررة التي تشهد استنزافًا للمائدة المائية مع إمكانية استغلالها في مناطق أخرى حيث لم يقع استنزافها على غرار قفصة الشمالية وماجل بلعباس والذهيبة وغيرها، حسب تقديره.

يشار إلى أنّ تونس تعاني من آثار شحّ مائي طيلة السنوات الأخيرة بسبب ضعف الإيرادات من الأمطار، مع تراجع كبير في مخزون السدود من المياه، والذي بلغ مستويات حرجة وغير مسبوقة، في ظلّ بلوغ الحرارة درجات قياسية خلال صائفة 2024 ما ساهم في تبخر كميات هامة من مياه السدود، وفق ما أكده مختصون، فضلاً عن ارتفاع الطلب على الماء خلال فصل الصيف.


صورة