الترا تونس - فريق التحرير
نشر بتاريخ 2024/11/04 (على الساعة 15.30)
أكد الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية في تونس، مهدي الدريدي، والرئيس المدير العام بالنيابة للشركة التونسية للصناعات الصيدلية (سيفات)، أنّ هذه الأخيرة تعيش وضعًا ماليًا صعبًا نتيجة نقص السيولة وارتفاع مديونيتها وضعف الموارد البشرية ونقص التمويلات وغياب الحوكمة، وفق قوله.
الرئيس المدير العام بالنيابة للشركة التونسية للصناعات الصيدلية: "سيفات" تعيش وضعًا ماليًا صعبًا نتيجة نقص السيولة وارتفاع مديونيتها
وقال الدريدي في تصريحه لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إن هذه الصعوبات "أثرت بشكل كبير على قدرة الشركة على إنتاج الأدوية"، لافتًا إلى أن وزارة الصحة تعمل على تقديم الدعم اللازم للشركة لتجاوز الأزمة المالية الراهنة واستعادة دورها الحيوي في إنتاج الأدوية في السوق التونسية، وفق وصفه.
وتحدث مهدي الدريدي في السياق نفسه، عن تفاقم خسائر الشركة نتيجة تعثر نشاطها الصناعي في السنوات الماضية، فقال: "سجلت الشركة التونسية للصناعات الصيدلية (سيفات) في أفضل فتراتها عام 2016، رقم معاملات قياسي بلغ نحو 60 مليون دينار، ورغم ذلك تكبّدت خسائر بنحو 7 ملايين دينار، فما بالك بوضعها الحالي في ظل تراجع رقم معاملاتها؟"، وفق تعبيره.
الرئيس المدير العام بالنيابة لشركة "سيفات": تفاقمت خسائر الشركة نتيجة تعثر نشاطها الصناعي في السنوات الماضية، فضلًا عن ضعف الموارد البشرية ونقص التمويلات وغياب الحوكمة
كما عرّج الرئيس المدير العام بالنيابة لهذه الشركة، على نقطة ارتفاع الديون المتخلدة بذمة "سيفات" حاليًا إلى 110 مليون دينار، منها قرابة 30 مليون دينار ديون تجاه الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية فقط، علمًا وأن رأس مال الشركة يقدر بـ9 مليون دينار، وفقه.
وفي هذا الإطار، شدّد مهدي الدريدي على "توجّه الدولة للحفاظ على ديمومة الشركة التونسية للصناعات الصيدلية وعدم التفويت فيها"، مؤكدًا الحاجة الماسّة لمساندة الدولة للشركة من خلال تسريع الانتدابات وضخ التمويلات لمعالجة نقص السيولة وشراء المواد الأولية.
ولاحظ الرئيس المدير العام بالنيابة، أنّ استعادة الشركة لبريقها يتطلب "برنامج إنقاذ" يشمل الجانب التقني والمالي والإداري والموارد البشرية. مؤكدًا أن هناك مرافقة يومية من قبل وزارة الصحة لتذليل الصعوبات التي تواجه الشركة ولكن بنسق بطيء، وفقه.
الرئيس المدير العام بالنيابة لشركة "سيفات": الشركة بحاجة ماسّة إلى تدخّل الدولة عبر تسريع الانتدابات وضخ التمويلات لمعالجة نقص السيولة وشراء المواد الأولية
واعتبر الدريدي أن شركة "سيفات" بإمكانها الاستفادة من تمويلات الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال توفير التمويل اللازم لمشاريع في مختلف القطاعات ويساهم في دعم صناعة الأدوية في الدول العربية.
وتستحوذ الصيدلية المركزية على 67.77% من رأس مال الشركة التونسية للصناعات الصيدلية التي نشأت في عام 1963 كوحدة تابعة للصيدلية المركزية التونسية، ثم استقلت بذاتها في عام 1989. فيما يستحوذ مساهمون خواص على 32.23%، وقد تم إدراج الشركة بالبورصة في 2001.
وقد صرّح مهدي الدريدي في وقت سابق، بوصفه الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية في تونس، أن الوضعية المالية صعبة نظرًا لارتفاع مديونية الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) تجاه الصيدلية المركزية وكذلك ارتفاع مديونية المستشفيات العمومية تجاه الصيدلية المركزية، لتبلغ حاليًا نحو 1.1 مليار دينار موزعة تقريبًا بالتساوي بينهما.