01-مايو-2018

اعتبر محمد الطالبي أن الشريعة لا علاقة لها بالإسلام

الترا تونس – فريق التحرير

 

"أنا ما نخافش من ربي أنا نحب ربي".. قد تعجز هذه العبارات عن تلخيص مسيرة رجل ومفكّر قرأ القرآن كما لم يقرأه أحد ولكنها تعكس علاقته الفريدة بخالقه.

توفي يوم 1 ماي/ أيار 2017. هو الأستاذ الجامعي والمؤرخ والمفكر التونسي محمد الطالبي الذي أفنى عقودًا من عمره يحارب الظلامية والتشدد برسالة ويدعو إلى رؤية مبتكرة للفكر الإسلامي.

اقرأ/ي أيضًا: محمد الطالبي.. رحيل المفكر المحارب

ولد محمد الطالبي سنة 1921 في العاصمة تونس. وتلقى تعليمه في المدرسة الصادقية ثم بجامعة السوربون بباريس أين تحصّل على شهادة الدكتوراه. درس الطالبي التاريخ الإسلامي وكان أول عميد لكلية الآداب في جامعة تونس عام 1955. وتولى في الثمانينيات رئاسة اللجنة الثقافية الوطنية.

ورغم أنه لم يمارس في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة أي نشاط سياسي أو حقوقي، انضم في عهد بن علي وتحديدًا سنة 1995 للمجلس الوطني للحريات في تونس، وهو منظمة حقوقية غير حكومية. وترأس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة بقرطاج) عام 2011.

كان محمد الطالبي يؤمن أن الشريعة نتاج بشري ولا علاقة لها بالإسلام

يصف محمد الطالبي نفسه بأنه مسلم قرآني وأسس سنة 2012 الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين. وكان له عدة إصدارات باللغة العربية والفرنسية والانكليزية. ولعلّ من أشهر مؤلفاته "تأملات في القرآن" و"ديني هو الحرية" و"الإسلام ليس الحجاب بل الإيمان" و"مرافعة من أجل إسلام عصري" و"عيال الله" و"ليطمئن قلبي".

كان محمد الطالبي يؤمن أن الشريعة نتاج بشري ولا علاقة لها بالإسلام. كما يعتبر أن الدين لا يجب أن يكون قيدًا وإكراهًا. وقال الطالبي في مقابلة صحفية إن القرآن هو الوحيد الذي يتضمن تلك العبارة بالغة الوضوح والعلمانية "لا إكراه في الدين". وذهب المفكر التونسي إلى أبعد من ذلك وحارب من أجل رسالة آمن بها تتمثل في كون الإسلام هو الذي يمنح الحرية. وكان يميل إلى التفسير المباشر للقرآن بعيدًا عن تفاسير علماء الإسلام واجتهاداتهم.

معركة محمد الطالبي لتغيير الواقع الديني كانت تواجه تضييقًا من قبل "الإطار الكهنوتي"

اقرأ/ي أيضًا: توفيق بكار.. عراب النقد الأدبي الذي أوصى خيرًا باللغة العربية

واصل محمد الطالبي معركته من أجل التنوير وتحرير الإسلام من مفاهيم خاطئة، وفقه، وأحكام خطّها بعض الفقهاء تحت الطلب وللحفاظ على مصالح معينة ونظام مجتمعي محدد إلى آخر أيام حياته، ولم يستقل من رئاسة جمعية المسلمين القرآنيين إلا بعد أن أرهقه المرض وأجبره على التنحي من منصبه كرئيس للجمعية.

وقد أكد الطالبي في آخر حواراته الصحفية قبل وفاته أن معركته لتغيير الواقع الديني في تونس كانت تواجه تضييقًا من قبل من وصفهم بـ"الإطار الكهنوتي" بعد أن واجهته تضييقات من نظام بن علي.

رحل المفكر التونسي محمد الطالبي يوم 1 ماي/ أيار 2017 وقد أثار ذلك حزنًا كبيرًا في صفوف عديد التونسيين. ولئن غادر الطالبي هذا العالم فقد خلّف وراءه إرثًا هامًا من المؤلفات والأفكار لمواجهة موجة الظلامية من خلال فكر مجدد وتنويري.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فتحية مزالي: أول وزيرة في تونس وقاهرة الذكورية

رجاء بن عمار.. فنانة تتنفس مسرحًا