"الإنسان هو القيمة الأصلية للوجود، وإنسانيته لا تكتمل إلا إذا اقترنت بالحرية، التي يشكل امتلاكه لها الشرط الضروري للنضال، الذي عليه أن يخوضه من أجل تأمين حياة حرة وإنسانية". يصف المفكر اللبناني كريم مروة خلاصة ما عبّرت عنه ثورات الربيع العربي، وأكدت عليه، بأنها كانت حدثًا تاريخيًا في بلداننا. ويدافع عنها ضد من رفضوا تصنيفها بالثورات. فالثورة بحسب مروة هي دعوة تقوم بها مجموعات كبيرة، في لحظة تاريخية معينة، وتثابر للانتقال من وضع بائس قائم، في اتجاه شروط أفضل تحرّر الإنسان من الواقع الذي هو فيه، وهو الواقع الذي فرضته الأنظمة الاستبدادية عليه قهرًا وظلمًا، والذهاب في الثورة نحو مستقبل آخر تتحقق فيه الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.
كريم مروة: ما زلت مقتنعًا بأن ما قامت به ثورات الربيع العربي سيجعلنا نتجه نحو المستقبل ولو احتاج الأمر إلى زمن
والمفكر كريم مروة من مواليد 1930 في بلدة حاريص في جنوب لبنان. وقد انتمى إلى الشيوعية في عام 1948 في العراق عندما كان يتابع دراسته تحت رعاية ابن عم والده المفكر التراثي الشهيد حسين مروة. ثم انتمى بعد عودته من العراق إلى الحزب الشيوعي اللبناني في عام 1952 وصار مع الوقت أحد قادته التاريخيين. لكنه يعرّف نفسه اليوم بأنه يساري عربي معاصر مختلف في تبنّيه لليسار عما كان عليه سابقًا مع الاحتفاظ بجوهر ما دعا له كارل ماركس في مشروعه الكبير لتغيير العالم.
اقرأ/ي أيضًا: الحقيقة غير الجذابة عن إفشال الربيع العربي
كيف ترى مستقبل ومآل التغيير الديمقراطي الذي سعت نحوه ثورات الربيع العربي وتأثيره على المنطقة؟
مروة: أود في البداية أن أؤكد تعريفي لما سمّي بالربيع العربي بأنه مجموعة ثورات. وأنها شكلت عندما انطلقت حدثًا تاريخيًا في بلداننا. وقد عبّرت عن ذلك الشعارات التي أطلقها الثوار وملخصها الحرية والكرامة والعيش الكريم التي لا تتحقق إلا بإسقاط أنظمة الاستبداد التي سادت طويلًا في بلداننا ومارست قهرًا اجتماعيًا متواصلًا وأدخلت بلداننا في التخلف وجعلتها خارج العصر وخارج تحولاته الكبرى. وإذ أؤكد على طابعها كثورات وعلى دلالاتها التاريخية فإنني منذ البداية رأيت في تلك الثورات طابعها العفوي الطاغي وعناصر الخلل التي رافقتها منذ البدايات. لكن ذلك لم يجعلني أتردد في وصفها بالثورات. وشاهدي على ذلك ما عرفته البشرية على امتداد تاريخها من ثورات قامت من دون أن تحقق جميعها ما قامت من أجله. فالفشل لا يلغي الطابع الثوري عن هذه الثورات. وقد كتبت الكثير في وصف تلك الثورات وفي تحديد عناصر الخلل فيها. ورأيت من واجبي أن أستعرض تاريخ الثورات التي شهدها القرن العشرون من بداياته حتى نهاياته. وألّفت كتابًا من جزئين استعرضت فيه أسماء وسير القادة التاريخيين الكبار لتلك الثورات وتوقفت في قراءة نقدية لها عند إنجازاتها الكبرى وعند عناصر الخلل التي قادتها جميعها إلى الفشل. وكان هدفي من هذا الكتاب دعوة ثوارنا الجدد إلى قراءة التاريخ للاستفادة من دروسه. علمًا بأن الشعوب كما دلّنا على ذلك التاريخ ليست دائمًا مهيّأة وقادرة على الاستفادة من دروس تجاربها ومن دروس تجارب سواها. ويقيني أن هذه الثورات رغم فشلها في ما قامت من أجله فإن أثرها على مستقبل بلداننا سيكون كبيرًا.
ما هو مستقبل العالم العربي في ظلّ ما قامت من أجله هذه الثورات؟
مروة: أولًا هذه الثورات حتى وإن لم تكن قادرة على تحقيق ما قامت من أجله بفعل الردود المتوحشة التي واجهتها من قبل أنظمة الاستبداد ومن قبل الحركات التكفيرية فإنها من وجهة نظري قد فتحت الطريق على مستقبل مختلف لبلداننا. لكنني أرى أن من الضروري أن ننتظر وقتًا معيّنًا قبل تحديد طبيعة ذلك المستقبل. ذلك أننا ما زلنا في هذه اللحظة بعد السنوات الخمس التي مضت على انطلاق هذه الثورات في قلب المعركة.
صحيح أن الطابع الغالب على ما نشهده من حروب وحروب أهلية وتدخلات خارجية من جميع الجهات والاتجاهات فيها فإنني أسمح لنفسي بالجزم أنه لم يعد هناك مستقبل في بلداننا لأنظمة الاستبداد بأسمائها وصيغها المختلفة. لكنني في الآن ذاته أعتبر أن المستقبل الذي ننتظره يحتاج إلى شروط. أول هذه الشروط بعد أن تسكت المدافع وتتوقف الحروب أن تبدأ القوى المعنيّة بالتغيير باستعادة أنفاسها والارتقاء بوعيها ووضع برامج طويلة النفس تتوزع على مهمات وبرامج تحددها مراحل مختلفة، وأن يقترن ذلك بالواقعية عند هذه القوى وبتجنّب الأخطاء التي وقعت فيها وأوقعت فيها، وفي مقدمتها الابتعاد المطلق عن العنف بأشكاله المختلفة واعتماد النضال الديمقراطي السلمي وتجنّب المغامرة في طرح شعارات غير قابلة للتحقيق وخلق أوهام حولها من دون أن تتوفر شروط هذا التحقيق. مضافًا إلى ذلك ضرورة تحديد المهمات لكل مرحلة من المراحل بواقعية وعدم التسرع في خلق أوهام حول تحقيقها حتى ولو كانت الشروط متوفرة من حيث المبدأ لذلك. ويهمني في هذا الإطار أن أستعير من كارل ماركس كلامًا وجهه للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني عندما نصحه بأن دزينة برامج عظيمة الأهداف ليست ذات قيمة مقابل برنامج وحيد يتضمن مهمات قابلة للتحقيق. باختصار ينبغي أن نعطي لهذه القوى المفترض أنها ستعاود العمل بعد انتهاء هذه المرحلة الحافلة بالدمار البشري والمادي الوقت الضروري لكي تستعيد عافيتها وترتقي بوعيها وتشكل النواة القيادية لحركتها وتضع البرنامج الضروري والواقعي للمرحلة اللاحقة. ومن دون توفر هذه الشروط سيتأخر بناء المستقبل الآتي المختلف. لكنني أراهن، من دون أوهام، على أن الشروط باتت في ظل ما شهدناه من آلام ومآس أكثر توفرًا من الناحية الموضوعية لتحقيق ذلك الأمل بشرط أن تقترن الشروط الموضوعية بالشروط الذاتية.
ما هي الشروط الضرورية التي تقترحها لتفادي أخطاء الماضي بهدف بناء مشروع وطني ديمقراطي قائم على التعددية وعلى حق الشعوب في تقرير مصائرها؟
مروة: لقد أشرت قبل قليل إلى ما أعتبره شروطًا ضرورية لتكوين القوى التي سيكون عليها، عندما تتوفر شروط قيامها، النضال بنفس طويل لتحقيق الهدف المبتغى الذي لخصته بقولك بناء مشروع وطني ديمقراطي في كل بلد من بلداننا قائم على التعددية التي تختلف مكوناتها من بلد عربي إلى بلد عربي آخر. وفي تقديري فإن المستقبل المختلف الذي نسعى إليه بعد كل تلك الآلام التي امتدت على ما يزيد عن نصف قرن في حياة بلداننا إنما يقوم فعلًا على تحقيق نظام ديمقراطي تعددي ودولة مدنية حديثة تقوم على الفصل بين الدين والدولة تحريرًا لكليهما من الآثار السلبية للجمع بينهما وإعطاء لكل منهما الدور الذي يعود له في المجتمع.
اقرأ/ي أيضًا: سوريا..هدنة النوايا الحسنة؟
اختلف الربيع العربي عن ثورات الماضي التي كانت تقوم على برامج محددة وقيادات تاريخية وأفكار تنتمي لها. فهل التحولات الجارية منذ عام 2011 قادرة على تحقيق تراكم ثوري واع يحقق ما قامت من أجله تلك الثورات بشعاراتها المعروفة الحرية والكرامة والعيش الكريم، أم تراها ستكون مجرد رد فعل على جملة سياسات الاستبداد والقمع؟
مروة: ما زلت مقتنعًا بأن ما قامت به ثورات الربيع العربي سيجعلنا نتجه نحو المستقبل ولو احتاج الأمر إلى زمن. فأنا مقتنع بأنه لا عودة إلى الماضي. لم يعد لأنظمة الاستبداد الشروط التي تجعلها قادرة على العودة إلى ما كانت عليه على امتداد أكثر من نصف قرن. أقول ذلك من دون أن أستطيع أن أقدم مسبقًا الأدلة القاطعة على ما أنا مقتنع به. وعلينا أن ننتظر. لكن من أخطر حالات الانتظار أن يتمّ هذا الانتظار من دون عمل. شرط الانتظار فيما نحن فيه هو أن يقترن بالعمل الجاد والنضال المتواصل والتراكم الكمي الذي ينبغي أن يقودنا إلى تغيير كيفي في حياة بلداننا.
كريم مروة: لم يعد لأنظمة الاستبداد الشروط التي تجعلها قادرة على العودة إلى ما كانت عليه على امتداد أكثر من نصف قرن
أي مستقبل في نظرك للقوى الإسلامية في بلداننا، هل هي أفلست أم أنها ما تزال تحمل إمكانية التحوّل في اتجاه المشاركة في بناء مشروع وطني ديمقراطي؟
مروة: في جوابي على هذا السؤال أحاول أن أقرأ ما شهدناه خلال نصف قرن ويزيد عن الدور الذي مارسته القوى الإسلامية على اختلاف أنواعها، لا سيما في الأعوام الخمسة التي تميّزت بقيام ثورات الربيع العربي. ففي قراءتي لهذا التاريخ القديم منه والحديث أجدني أمام احتمال، لست متأكدًا منه، في أن تخرج إلى العلن في ضوء التجربة القاسية التي مرّت بها بلداننا قوى إسلامية معتدلة تسعى إلى تحرير الإسلام مما قادته إليه تنظيمات سلفية تكفيرية أبرز مثالين عليها "القاعدة" و"داعش"، وجعل القيم الإنسانية الكبرى في الإسلام الأساس الذي تستند إليه القوى الجديدة في دعوتها للمشاركة في بناء مشروع وطني ديمقراطي يكون فيه للإسلام بقيمه الإنسانية الكبرى دور في عملية التقدم خلافًا لما أدخلته فيه الحركات التي أشير إليها من بدع وخرافات وتكفير وأعمال وحشية. إنه احتمال يمكن المراهنة عليه بشرط أن تتصدى للقيام به القوى الإسلامية المستنيرة من رجال دين ومدنيين، وأن يمارس المجتمع دورًا إيجابيًا في دعم هذه القوى المستنيرة.
كريم مروة: النهضة أذكى من الإخوان والغنوشي أكثر برجماتية ويسعى لكي يكون لحركته دور ولكن بحذر مكتفيًا بدور الشريك في الحياة السياسية
كيف تقرأ هذا الأمر على ضوء الحالة التونسية وإخفاق الإخوان في مصر؟
لا مستقبل للحركات الإسلامية في أن تصل للسلطة، أقول ذلك، لكن، بتحفظ شديد، لأنه كلما تأخرت القوي الديمقراطية والمدنية في لعب دورها، يبقى للمؤسسات الإسلامية والدينية دور ما، وإن كان محدودًا لملء هذا الفراغ والتجربة المصرية مهمة في هذا الإطار، فتجربة الإخوان باتت مستحيلة التكرار، ولا يمكن استعادتها، ويظل ذلك مشروط بمدى حضور أو غياب قوى التغيير.
وفي الحالة التونسية أرى أن حركة النهضة أذكى من الإخوان المسلمين والغنوشي أكثر برجماتية ويسعى لكي تكون لحركته دور بدون مغالبة وكمجرد شريك في الحياة السياسية حتى أنه طرح فكرة التجديد داخل الحزب وتحريره من السلفية وتكتلاتها التي تقوض من فرص نجاحه وشعبيته في المجتمع التونسي بانفتاحه وتنوعه الثقافي.
ما رأيك في الحل السياسي الذي تقترحه القاهرة للأزمة السورية سيكون بشار جزءًا منه؟
لم يعد بشار هو الموضوع في الحقيقة، لأنه مجرد "دمية"، تتلاعب بها أمريكا وروسيا في مفاوضاتهم على إعادة ترتيب المنطقة، ومصالحهم فيها، والحرب لم تنتهِ في سوريا بعد، وكل طرف إقليمي ودولي يدير الحرب لصالحه ووفق أجندته، لكن الشيء المؤكد أنه لا عودة للماضي، وسيكون بشار خارج المعادلة حين تنتهي الحرب هذا أمر مطلق ومنتهي. فلا يمكن أن يكون بشار شريكًا للسلطة، فالمعارضة السورية، وهنا أعني الجيش الحر تحديدًا، كانوا يعملون ضد تفكيك الجيش السوري، وضد تفكيك الدولة، وحريصين على إبقاء كيانات الدولة وإسقاط رأس السلطة.
كريم مروة: بشار لا يمكن أن يكون شريكًا في أي حل سياسي قادم فهو مجرد "دمية" لحين ترتيب المنطقة من جديد وفق مصالح اللاعبين الدوليين
تذكر في كتاباتك أن التنوّع في مكوّنات أيّ بلد هو مصدر غنى. لكنك تقول بأن لبنان المتعددة مكوّناته الإنسانية والثقافية والحضارية والدينية والإثنية تمارس فيه الحياة في شكل مختلف رغم أنك تعطي لتعدد المكوّنات اللبنانية شخصية لبنانية ذات سمات متعددة.
مروة: بالتأكيد أن لكل بلد من بلداننا ومن بلدان العالم شخصيته التي تعبّر عنها وحدة مكوّنات هذا البلد. لكن شرط قيام وحدة حقيقية بين هذه المكوّنات يعود إلى الارتقاء بوعي كلّ منها بأنها جزء من كلّ وليست قائمة بذاتها. والمثل البارز في هذا الأمر هو المثل اللبناني كما أشرت إلى ذلك. إذ إن كلًا من هذه المكوّنات اللبنانية يعتبر نفسه هو الأصل ويستقوي بخارج ما ليعزز موقعه في صراعه مع المكوّنات الأخرى. وفي رأيي فإن ما نحن فيه منذ الاستقلال الذي قام على المحاصصة الطائفية لن يتغيّر إلا بعد أن تدرك جميع المكوّنات لاسيما الدينية والطائفية والمذهبية أنها أخطأت بحقها وبحق بلدها لبنان، وتعود لتحقيق الوحدة فيما بينها وجعل هذه الوحدة بتعدد مكوّناتها مصدر غنى للشخصية اللبنانية، مشروط ذلك بالتخلي الكامل عن الاستقواء بالقوى الخارجية وإنهاء أدوارها في الشؤون اللبنانية. وأنا أراهن على ذلك. ولديّ في مراهنتي هذه أدلة قدمتها وتقدمها كثرة الاحتجاجات على القوى السائدة في البلاد وعلى صراعاتها وعلى إنهاء دور الدولة ومؤسساتها، ورهاني في الآن ذاته على اتساع وتعمق هذه الاحتجاجات. لكن الشرط الضروري لذلك هو تكوّن كتلة تاريخية ذات قيادة جديدة تقوم بمهمة إحداث التغيير الذي أصبح ضروريًا في المطلق في هذه المرحلة المضطربة التي يمرّ فيها لبنان اليوم، لا سيما غياب وتغييب الدولة ومؤسساتها ودورها الأساسي في حلّ المشكلات التي كثرت إلى الحدود القصوى في الأعوام الأخيرة في حياة لبنان وحياة اللبنانيين.
ظهر الحراك الشعبي اللبناني تحت عناوين "طلعت ريحتكم" و"بدنا نحاسب" وسوى ذلك من أسماء، هل تتطلع إلى نواة تغيير تتجاوز ما أخفق اتفاق الطائف في تحقيقه، خلال الوصاية السورية وبعد خروج القوات السورية من لبنان؟
مروة: قراءتي للحراك الشعبي اللبناني الأخير بأسمائه المختلفة أنه شبيه بما قام في البلدان العربية الأخرى باسم الربيع العربي. فهو حراك قام في شكل عابر للطوائف وللمحاصصات الطائفية التي تشكّل أساس النظام اللبناني. وكان الهدف واضحًا عند الذين قاموا بذلك الحراك، وهو إخراج لبنان مما هو فيه من نزاعات وصراعات وحروب أهلية وخراب للدولة وللمجتمع ولحياة اللنانيين. لكن المشكلة بأن هذا الحراك، أسوة بما ساد في الربيع العربي، كان حافلًا بعناصر الخلل التي كان من أبرزها الصراع بين مكوّنات هذا الحراك واستخدام العنف وإطلاق شعارات غير قابلة للتحقيق. الأمر الذي أفشل هذا الحراك مؤقتًا. لكنني كما كنت واثقًا بأن المهمات التي قامت من أجلها الثورات العربية ستظل قائمة وسيظل النضال قائمًا لتحقيق أهدافها، بشرط الارتقاء بالوعي وسوى ذلك مما أشرت في إجاباتي السابقة، فإنني أرى الأمر ذاته بالنسبة للحراك اللبناني. غير أن ثمة شروطًا ضرورية لا بد من توفرها لكي يستعيد هذا الحراك دوره. وأول شرط هو الاتفاق بين قيادات هذا الحراك على أنه لا يوجد هناك قائد واحد بل قيادة جماعية، وأن يتجنّب قادة الحراك العنف والمغامرة بشعارات غير قابلة للتحقيق وأن يتحدد البرنامج وأن تتحدد المهمات على قاعدة الواقعية وبنفس طويل والعمل لتكوين كتلة تاريخية أرضيتها موجودة لكن العمل على تكوينها يحتاج إلى الارتقاء بالوعي وإلى زمن ضروري لا أسمح لنفسي بتحديده.
اقرأ/ي أيضًا: