الترا تونس - فريق التحرير

لم يتوقف الجدل بخصوص القرار الذي نشر مؤخرًا بالرائد الرسمي المتعلق بتنقيح قرار وزاري سابق، بما يتيح استعمال الأكياس البلاستيكية لتعبئة الإسمنت عوضًا عن استعمال الأكياس الورقية فقط، والذي صدر عن كلّ من وزير الصناعة صالح بن يوسف ووزير التجارة محمد مسيليني.

العياري: أمر حكومي في الساعات الأخيرة من عمر الحكومة قد يستفيد منه شخص موّل الحملة الرئاسية لأحد الوزراء و شريك مع أحد الوزراء الآخرين

إذ نشر النائب عن حركة أمل وعمل ياسين العياري، الثلاثاء 18 أوت/أغسطس 2020، تدوينة على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، قال فيها إنه كشف جملة من المعطيات قد تفيد تورط الوزيرين في قضية تضارب مصالح وخدمة لوبي للأكياس البلاستيكية في تونس.

وذكر العياري أنّه، بعد قيامه ببعض البحث، وجد أن هناك رجل أعمالٍ يلقب بـ"نصر علي شقرون" انخرط حديثًا في ميدان صناعة البلاستيك، مشيرًا إلى أنه موّل، وفق نشرية "انتلجنس أفريكا"، الحملة الانتخابية الرئاسية للأمين العام للتيار الديمقراطي ووزير الدولة المكلف بالوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد محمد عبو، متسائلًا إن كان ذلك "سبب دفاع النائب عن التيار الديمقراطي هشام العجبوني على التلوث البلاستيكي"، وفق تقديره.

وكشف العياري، في ذات الصدد، أن شقرون يملك شركة "3S" وهي شركة يملك بها وزير الصناعة الحالي أسهمًا ومصالحًا، وفق تعبيره. وأكد أن القرار الوزاري الصادر في الساعات الأخيرة من عمر الحكومة "قد يستفيد منه شخص موّل الحملة الرئاسية لأحد الوزراء و شريك مع أحد الوزراء الآخرين".

وفي رده على تدوينة العياري، نشر حزب التيار الديمقراطي، الثلاثاء 18 أوت/أغسطس 2020، بلاغًا على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، أكد فيه أن ما نُشر لا يعدو أن يكون سوى مغالطات.

التيار: سنرفع قضية ضد العياري في الثلب والتشويه

وأوضح الحزب أنّ رجل الأعمال المذكور "سوغ شقة بمدينة أريانة للحملة الرئاسية بمعين كراء قدره ألفين وخمس مئة دينار في الشهر، وهو مبلغ لم يدفع له بعد ويدخل في جملة ديون الحملة الانتخابية الرئاسية التي تبلغ حاليا 70 ألف دينار"، وفق نص البلاغ.

وشدد التيار الديمقراطي، في ذات السياق، على إصراره الدائم على "محاربة الفاسدين دون استثناء ومهما كانت انتماءاتهم، غير عابىء بأي تشويش صادر عن مبيضي الأموال وأعوانهم"، مشيرًا إلى أن الوزير المعني سيقدم كل ما تم القيام به في الغرض قبل مغادرة منصبه، وفق البلاغ ذاته.

وأكد الحزب، في سياق متصل، أنه تقرر تقديم شكاية "في الثلب ونشر الأخبار الزائفة ضد المواطن صاحب التدوينة" -في إشارة إلى العياري-، متهمًا إياه بنشر المغالطات والتسريبات للتأثير في الشأن السياسي.

جدير بالذكر أن مرصد رقابة، المختص في مكافحة الفساد، تحدث، الأحد 16 أوت/أغسطس عن وجود "بصمات لوبي الأكياس البلاستيكية".

وقال المرصد، على حسابه على فيسبوك، إن هذا القرار "مشبوه جدًا في توقيته وحيثياته" مضيفًا أنه "يدفع للشك بكونه ربما يدخل في إطار مكافأة نهاية الخدمة لوزراء يعرفون أنهم مغادرون للحكومة".

وذكّر أنه حذّر منذ 9 جوان/يونيو الماضي من وجود مساع للرضوخ للوبي البلاستيك في تونس، مبينًا أنه بلغته معلومات من مصدر من وزارة البيئة بتجنب استشارة الوزارة لتجنب تعطيل هذا القرار "المهم جدًا للوزيرين ولعدد من المسؤولين حولهما".

وأكد "رقابة" أن هذا القرار "عكس مسار التاريخ ومخالف للتوجه العام في العالم بأكمله في التخلص من الأكياس البلاستيكية لمحاربة التلوث البيئي".

اقرأ/ي أيضًا:

السماح بتعبئة الإسمنت في أكياس بلاستيكية.. انتقادات للحكومة و"رقابة" على الخط

إعفاء المنكبي: جدل قانوني وسياسي ومرصد "رقابة" على الخط