13-مارس-2018

زهير اليحياوي

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

تحتفل تونس يوم 13 آذار/ مارس باليوم الوطني لحرية الانترنت، وذلك منذ عام 2012. هذا الاحتفال السنوي أقرّه رئيس الجمهورية التونسية السابق محمد المنصف المرزوقي تكريمًا للمدوّن والناشط السياسي الراحل زهير اليحياوي، "شهيد الانترنت في تونس" كما يطلق عليه، الذي غادر وطنه وأهله مبكرًا يوم 13 آذار/ مارس 2005 إثر تعرّضه للتعذيب من قبل نظام زين العابدين بن علي.

زهير اليحياوي كان من أوائل من قاوموا استبداد نظام بن علي في فضاء إلكتروني

اقرأ أيضًا: إنترنت تونس زمن بن علي.. بوليسية إلكترونية أيضًا

ساحة زهير اليحياوي

ورغم أن تونس كانت من بين الدول العربية والإفريقية الأولى التي قامت بربط شبكة الانترنت، فقد عمل نظام بن علي على استغلاله لتبييض صورته ومارس أنوعًا مختلفة من الرقابة والتتبع والحجب التي طالت بعض مكونات المجتمع المدني ومعارضين سياسيين وناشطين.

اقرأ أيضًا: زهير اليحياوي.. شهيد الإنترنت التونسي

زهير اليحياوي، المعروف بلقب "التونسي"، كان أول من قاوم استبداد نظام بن علي في فضاء إلكتروني، لم يكن معروفًا بالنسبة لجلّ التونسيين آنذاك. وأطلق عام 2001، عندما كان يبلغ من العمر 34 ربيعًا موقعًا الكترونيًا "TUNeZINE" يفضح ممارسات النظام السابق. وعندما نظّم بن علي استفتاء بخصوص ترشحه لولاية رئاسية رابعة، اقترح الموقع استفتاء خاصًا به تحت عنوان "هل تونس جمهورية أم مملكة أم حديقة حيوانات أم سجن؟".

رغم رحيله، ألهم زهير اليحياوي العديد من الأقلام التي واصلت المسار الذي بدأه لمواجهة طغيان نظام بن علي

الأمر الذي أثار غضب السلطة وجعلها تجنّد شرطتها السياسية بحثًا عن المشرفين على الموقع، قبل أن يباغتها زهير اليحياوي بنشر رسالة كتبها القاضي مختار اليحياوي كشفت فساد القضاء حينها. عندها قامت السلطات باعتقال زهير اليحياوي والحكم عليه بسنتين سجنًا بتهمة "نشر أخبار كاذبة هدفها الإيحاء بحدوث اعتداء وسرقة وسائل اتصال واستعمالها بصورة احتيالية"، وتعرّض اليحياوي إلى التعذيب في سجنه وأضرب أكثر من مرّة عن الطعام وتدهورت حالته الصحية إلى أن غادر هذا العالم بعد ثمانية عشر شهرًا قضاها في المعتقل.

رغم رحيله، ألهم زهير اليحياوي العديد من الأقلام التي واصلت المسار الذي بدأه لمواجهة طغيان نظام بن علي. منحته منظمة "مراسلون بلا حدود" جائزة الحرية عبر الفضاء الإلكتروني. وبعد الثورة التونسية، كرّمه رئيس الجمهورية السابق منصف المزوقي ومنحه رتبة ضابط كبير وأعلن أن يوم وفاته أصبح احتفالًا سنويًا تحت اسم اليوم الوطني لحرية الانترنت عام 2012. وفي سنة 2013 افتتح المرزوقي دار الثقافة زهير اليحياوي في مدينة غمراسن التابعة لمحافظة تطاوين، مسقط رأس اليحياوي.

في السنة الفارطة، أصدر البريد التونسي طابعين بريديين لتكريمه وأصبح بذلك الشخصية 65 الممثلة على الطوابع البريدية في تونس. وتنظم اليوم تظاهرة بدار الشباب زهير اليحياوي بغمراسن تتضمن عددًا من المداخلات ومعرضًا للفقيد.

واليوم بعد سنوات على وفاة زهير اليحياوي، تعيش تونس تطورًا لا بأس به على صعيد الحريات بيد أن بعض المؤشرات تكشف عن رغبة لدى البعض في إعادة البلاد إلى مربّع الاستبداد خصوصًا مع محاولات عدة للتضييق على حرية الصحافة والضغط على المؤسسات الإعلامية الخاصة وإعادة إخضاع الإعلام العمومي.

 

اقرأ أيضًا:

اعتداءات ورقابة ومحاولات للسيطرة.. واقع صحفيي تونس

انتهاك حرية الإعلام في تونس من جديد.. السلطة متهمة