الترا تونس - فريق التحرير
أغلقت الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري "الهايكا"، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مقرّي قناة نسمة وإذاعة القرآن الكريم بالشمع الأحمر وحجز معدات البث الخاصة بهما، بالقوة العامة، وفق ما أكده عضو الهايكا هشام السنوسي.. القرار الذي خلق موجة من التفاعل على موقع فيسبوك بين متضامن ومتحسّر وداع إلى إيجاد حلول للعاملين بهذه المؤسسات.
رئيس نقابة الصحفيين: المطلوب فورًا من القائمين على هذه المؤسسات التي وقع إغلاقها، إصلاح أوضاعها والاستجابة للشروط القانونية المحددة لإنشاء القنوات التلفزيونية والإذاعية
وقد دوّن رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، حول قرارات الغلق، معتبرًا أنها "تلفزات وإذاعات صادرة في حقها قرارات إيقاف بث وحجز معدات من قبل منذ أكثر من خمس سنوات. الحكومات المتعاقبة وأحزمتها السياسية كانت تحمي هذه المؤسسات وتوفر لها الحصانة والإفلات من العقاب وتشجعها على تحدي سلطة الدولة وخرق القانون. السؤال الأصح هو لماذا تعمدت الحكومات السابقة عدم تطبيق القرارات التي تصدرها هيئات رسمية في الدولة؟ وليس لماذا تم تطبيق هذه القرارات الآن.. بل أكثر من ذلك، يجب محاسبة كل من شجع على خرق القانون والاستهتار بسلطة الدولة" وفق قوله.
وأشار الجلاصي إلى أنّ الحلّ ليس في غلق القنوات، "وذلك لضمان تنوع أكبر في المشهد الإعلامي وضمان مواطن شغل الصحفيين والتقنيين وكل العاملين فيها.. والمطلوب فورًا من القائمين على هذه المؤسسات، إصلاح أوضاعها والاستجابة للشروط القانونية المحددة لإنشاء القنوات التلفزيونية والإذاعية والعودة إلى النشاط بضمانات قانونية لا بضمانات حماية حزبية وسياسية" حسب تعبيره.
وعبرت النائب السابقة بمجلس نواب الشعب صابرين القوبنطيني عن تضامنها مع الصحفيين والعملة بقناة نسمة، متسائلة: "كم من عائلة وراءهم؟"، وتابعت: "بصفة واضحة وللمرة الألف، أنا ضد قطع أرزاق الناس ووضعها في السجون لتصفية حسابات سياسية" وفقها.
وعلّق الإعلامي إلياس الغربي بقوله: "يوم دخلت لنسمة، في سنة 2007 كان هناك حلم وعائلة، وكم مهول من الغرام وحب العمل، كانت هناك ثوابت، ورؤية، واستقرار مالي ونلنا أجورًا محترمة، وكانت هناك تلفزة، ورجل موهوب في الإعلام والاتصال اسمه نبيل القروي، لكن كان هناك أيضًا قرب من السلطة ومشروع معلن ومشروع مخفي ومملكة القروي بما تحمل من بهرج و غطرسة، وبعد الثورة أصبحت نسمة تريد أن تغيّر الحكومات وتعيّن وتعزل، ونبيل قال "ملا علاش عملتها أنا التلفزة" (لماذا أنشأت هذه القناة؟).. خسارة" على حد تدوينته.
وأوردت الصحفية بقناة حنبعل مريم بن عمو تدوينة استنكرت فيها مجرى "العدالة"، وقالت: "غلق قناة نسمة وإذاعة القرآن الكريم.. نسمة صاحبها مشغول بقضاياه، ونعلم جيدًا أن تسوية ملفها غير ممكن الآن مع القضايا التي تلاحق القروي، بما يعني أنّ الخاسر الأول والأخير هم من يشتغلون هناك، إذ وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل.. هلى هذه هي العدالة؟".
وتابعت بن عمو: "إذاعة القرآن الكريم مشكلكم مع صاحبها سعيد الجزيري أغلقتموها فأصبح غير قادر على تسويق خطابه، ونطالب بتسوية قناة حنبعل أيضًا، فتسوية الوضعية لا تكون بقطع مواطن الشغل بتعلة تطبيق القانون، فالقانون نعمة وليس نقمة".
وأشارت بن عمو إلى أنّه "في بلاد الضحك على الذقون.. مؤسسة مشكوك في شرعيتها تريد أن تغلق ثلاث قنوات تلفزية وإذاعية منهم قناة تشتغل منذ أكثر من 16 سنة وهي حنبعل. وتريد استعراض عضلاتها" وفقها.
وعبّرت الصحفية آمنة اليفرني عن تضامنها مع نسمة ومع صحفييها وموظفيها، وقالت: "نسمة أقدم منكم جميعًا ووجدت قبل الكل، وحتى إذا نختلف مع صاحبها للإخلالات، هذا لا يبرر إغلاقها وإحالة العشرات وربما المئات للبطالة في وضع كهذا!لماذا لم تقبلوا تسوية؟" وفق تساؤلها.
ونشر الصحفي مكرم السعيداني العامل بقناة نسمة أنه "حين توفي والده ودخل في حالة اكتئاب وقدم إلى تونس يبحث عن عمل، لم يجد سوى قناة نسمة فتحت له أبوابها واحتضنته" وفق تعبيره. متابعًا: "تعبنا كثيرًا، وخصوصًا تعلمنا كثيرًا، وأصبح عندي عائلة عوضتني عن ألم اليتم والفقدان.. قناة نسمة ليست فقط تلفزة أشتغل بها.. هي مدرسة وعائلة" حسب تقديره.
اقرأ/ي أيضًا:
الهايكا: غلق قناة نسمة وإذاعة القرآن الكريم وحجز معدات البث بالقوة العامة