03-يناير-2024
انتفاضة الخبز 1984 تونس

وقفة احتجاجية رمزية أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة لإحياء الذكرى الـ40 لانتفاضة الخبز (مصدر الصورة: باردو نيوز)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نظمت مجموعة من عائلات شهداء وجرحى أحداث انتفاضة الخبز في جانفي/يناير 1984 وقفة احتجاجية رمزية أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة لإحياء الذكرى الـ40 لهذه الانتفاضة والمطالبة بالاعتذار وردّ الاعتبار إليهم.

نظمت مجموعة من عائلات شهداء وجرحى انتفاضة الخبز في جانفي 1984 وقفة احتجاجية رمزية أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة لإحياء الذكرى الـ40 لهذه الانتفاضة والمطالبة بالاعتذار وردّ الاعتبار إليهم

ورفع المتظاهرون، الذين من بينهم عدد من جرحى انتفاضة الخبز، لافتات دونت عليها شعارات تطالب برد الاعتبار إليهم، ومن بين ما كُتب عليها: "الحبيب بورقيبة ومحمد مزالي وإدريس قيقة أجرموا في حق شعب 1984"، "رد اعتبار إلى كل الذين سقطوا برصاص الجيش والبوليس"، وغير ذلك.

وقال محرز الشرقي، وهو أحد الذين زُجّ بهم في السجن في أحداث الخبز: "جئنا اليوم لإحياء ذكرى انتفاضة الخبز التي تشبه أحداثها ما نراه اليوم في غزة من قصف واعتقالات تعسفية وسقوط شهداء وجرحى، والجيش هو من قصف المواطنين"، وفق توصيفه.

وأضاف في مقطع فيديو للوقفة الاحتجاجية نشره على حسابه بفيسبوك، قائلًا: "زُجّ بي في سجن برج الرومي إثر أحداث الخبز وأنا في الـ16 من العمر، مع أكبر المجرمين سنًّا وإجرامًا"، معقبًا أنّ هذه الذكرى لا تزال أليمة جدًا بالنسبة إليه وإلى من كانوا شهودَ عيانٍ على أحداثها.

عادل الشارني (أحد جرحى انتفاضة الخبز): "انتفضنا سنة 1984 من أجل الخبز وحاربنا من أجله، لكن ها هو اليوم مفقود ونرى الطوابير أمام المخابز من أجل الحصول عليه دون أن يحرّك أحدٌ ساكنًا أو ينبس بكلمة"

وتابع محرز الشرقي أنّ هذه الوقفة من أجل المطالبة بالاعتذار ورد الاعتبار حتى لا يتكرر ما حصل سنة 1984، وفقه.

ومن جانبه، قال عادل الشارني، وهو أحد جرحى انتفاضة الخبز الذين شاركوا في أحداث سنة 1984، إنّه أصيب سنتئذ برصاصة وهو في سنّ الـ15، معقبًا: "إننا نعاني اليوم بسبب الإصابات التي تعرضنا لها في انتفاضة الخبز".

وتابع قائلًا: "انتفضنا سنة 1984 من أجل الخبز وحاربنا من أجله، لكن ها هو اليوم مفقود ونرى الطوابير أمام المخابز من أجل الحصول عليه دون أن يحرّك أحدٌ ساكنًا أو ينبس بكلمة".

 

 

وتحيي تونس بداية شهر جانفي/ يناير ذكرى انتفاضة الخبز أو أحداث الخبز التي جدّت أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول 1983 وأوائل جانفي/ يناير 1984 وكانت شرارتها الأولى في مدينة دوز التابعة لولاية قبلي بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر/ كانون الأول 1983 في شكل مظاهرات أسفرت عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات النظام العام.

واتخذت المظاهرات طابعًا عنيفًا بعد انتشارها في اليوم الموالي في مدينتي قبلي وسوق الأحد المجاورتين لدوز ومن ثمّ اتسعت لتشمل مدينة الحامة بولاية قابس. ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار الخبز والمواد الأساسية حيّز التنفيذ في 1 جانفي/ كانون الثاني 1984، وصلت الحركة الاحتجاجية إلى مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة وقابس ومدنين ومعتمدية جبنيانة في ولاية صفاقس.

وإثر إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي/ كانون الثاني 1984 عن سقوط قتلى وجرحى دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل ومسيرات كبرى. كما تمّ تنظيم مسيرات في مدن تونس وصفاقس تعبيرًا عن رفض إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته.

وبلغت الاحتجاجات أوجها يوم 3 جانفي/ كانون الثاني 1984 وأصبحت المواجهة مفتوحة بين المحتجين وقوات الأمن. كما تمّ الإعلان عن حالة الطوارئ في كامل أنحاء البلاد ومنع تجمع أكثر من 3 أشخاص إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من النزول إلى الشوارع والتظاهر.