الترا تونس - فريق التحرير
قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي جهاد أزعور، الأربعاء 22 جوان/يونيو 2022، في ختام زيارة قام بها إلى تونس في يومي 20 و21 جوان/يونيو الجاري في إطار رحلة إلى شمال إفريقيا، إن "تداعيات الحرب في أوكرانيا تساهم في تعميق الاختلالات الاقتصادية الكبيرة بالفعل التي تشهدها تونس، بينما تفرض المزيد من الصعوبات على المواطنين. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الحادة، تصبح الحاجة إلى سرعة تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الطموحة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى"، وفق تعبيره.
مدير إدارة الشرق الأوسط بصندوق النقد: "يتعيّن أن تتصدى تونس على نحو عاجل للاختلالات في ماليتها العامة من ذلك إصلاح شركاتها الخاسرة المملوكة للدولة للحد سريعًا من الاختلالات الاقتصادية"
وأضاف في بيان، نشر على موقع صندوق النقد الدولي واطلع عليه "الترا تونس"، أنه "يتعيّن أن تتصدى تونس على نحو عاجل للاختلالات في ماليتها العامة من خلال زيادة العدالة الضريبية، واحتواء فاتورة الأجور الكبيرة في جهاز الخدمة المدنية، وإحلال التحويلات الموجهة إلى الفقراء محل نظام الدعم المعمم، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي، وإصلاح شركاتها الخاسرة المملوكة للدولة للحد سريعًا من الاختلالات الاقتصادية الكبيرة وضمان استقرار الاقتصاد الكلي. وعلاوة على ذلك، سيساعد تعزيز المنافسة والانفتاح الاقتصادي أمام استثمارات القطاع الخاص في إطلاق الإمكانات التونسية من أجل تحقيق نمو اقتصادي شامل وغني بالوظائف التي أصبحت الحاجة ماسة إليه"، وفق تعبيره.
وعلّق على ما صار يعرف "ببرنامج الإصلاحات" الذي تعرضه حكومة نجلاء بودن وترجو من خلاله إقناع الصندوق والحصول على قرض لتمويل ميزانيتها لهذه السنة، قائلًا "ويحقق برنامج الإصلاح الوطني الذي أعلنته الحكومة عدة منافع تتمثل في تقوية الشعور بالملكية وزيادة المصداقية، مما يجعل فرص النجاح أكبر مما كانت عليه في السابق. فتملك الإصلاحات أمر مهم للغاية، سواء في ظل البرامج التي يدعمها الصندوق أو بدونها. لذلك فنحن نرحب ببرنامج الإصلاح الحكومي الذي أُعلن عنه مؤخرًا. ومن المهم للغاية أيضا إلقاء المزيد من الضوء على السياسات والإصلاحات التي حددها البرنامج ومناقشتها مع جميع الأطراف المعنية لضمان التفافها حول هذا البرنامج الحكومي ومساهمتها في الجهود المبذولة بشأنه. ومن شأن الحوار المستمر مع الأطراف المعنية الرئيسية والتواصل الموسع المساعدة في زيادة فرص النجاح."
مدير إدارة الشرق الأوسط بصندوق النقد: نرحب ببرنامج الإصلاح المقدم من الحكومة الذي أُعلن عنه مؤخرًا
وشدد أزعور، في ذات البيان، على أن "صندوق النقد الدولي كان ولا يزال شريكًا قويًا لتونس. ففي عام 2020، قدم الصندوق الدعم لتونس في مواجهة جائحة كوفيد-19 وفي ظل بيئة دولية شديدة الصعوبة. وفي هذه المرحلة، يقف الصندوق إلى جانب السلطات التونسية فيما تبذله من جهود للمضي قدمًا في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لصالح شعبها"، وفقه.
وختم بالقول إنه "وعقب سلسلة من المناقشات الفنية استمرت لعدة شهور، نحن على استعداد لبدء المفاوضات حول برنامج التمويل خلال الأسابيع القادمة".
وكان جهاد أزعور قد التقى خلال زيارته إلى تونس بالرئيس قيس سعيّد لمناقشة برنامج الإصلاح الاقتصادي الحكومي، كما عقد عددًا من اللقاءات مع نجلاء بودن، رئيسة الحكومة، ولفيف من ممثلي المجتمع المدني.
من بين "الإصلاحات" التي اقترحتها الحكومة التونسية: تجميد الأجور في الوظائف العمومية ووقف التوظيف في القطاع العام وخفض الدعم للغذاء والطاقة وبيع بعض الأسهم في شركات مملوكة للدولة
ومن بين "الإصلاحات" التي اقترحتها الحكومة التونسية: تجميد الأجور في الوظائف العمومية ووقف التوظيف في القطاع العام وخفض الدعم للغذاء والطاقة وبيع بعض الأسهم في شركات مملوكة للدولة لكن الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة الشغيلة المؤثرة في المشد التونسي، رفض بقوة البرنامج المقترح ونفذ إضرابًا شاملًا الأسبوع الماضي في القطاع العام.