الترا تونس - فريق التحرير
علّق سياسيون على نسبة الإقبال على التصويت في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية في تونس، والمقدرة بـ12.44%، معتبرين أنّ ضعف الإقبال مرده أساسًا أن الشعب التونسي غير مهتم بالمشروع السياسي للرئيس التونسي قيس سعيّد، حسب تصورهم.
اعتبر سياسيون في تونس أنّ ضعف الإقبال على التصويت في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية مرده أساسًا أن الشعب التونسي غير مهتم بالمشروع السياسي للرئيس التونسي قيس سعيّد
وكانت قد أعلنت هيئة الانتخابات في تونس، مساء الأحد 4 فيفري/شباط 2024، عن مشاركة 520 ألفًا و303 ناخبين من بين 4 ملايين و181 ألفًا و871 ناخبًا مسجلًا، أي ما يعادل نسبة 12.44% من عدد المسجلين.
وقد اتسمت عملية الاقتراع في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية بنسق بطيء وإقبال ضعيف، وفق ما لاحظته المنظمات التي تُعنى بملاحظة الشأن الانتخابي، والتي رصدت عديد التجاوزات والخروقات على غرار خرق الصمت الانتخابي ومحاولات التأثير على الناخبين فضلًا عن القيام بنقل جماعي للناخبين إلى عدد من مراكز الاقتراع، وغيرها من الإخلالات.
- نجيب الشابي: 88% من الشعب أدار ظهره لنداء قيس سعيّد
وفي تعليقه على نسبة الإقبال الضعيفة على الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية، قال رئيس جبهة الخلاص الوطني (معارضة) أحمد نجيب الشابي إنّ نسبة الإقبال كشفت أنّ "88% من الشعب التونسي أدار ظهره لنداء قيس سعيّد".
نجيب الشابي: "نسبة الإقبال الضعيفة على التصويت في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية كشفت أنّ 88% من الشعب التونسي أدار ظهره لنداء قيس سعيّد"
وأضاف الشابي، الاثنين 5 فيفري/شباط 2024 في تصريح إعلامي على هامش ندوة صحفية نظمتها حركة النهضة، أنّها ليست المرة الأولى التي أدار فيها الشعب ظهره لقيس سعيّد، بل سبق أن حصل ذلك في الدور الأول من الانتخابات المحلية، وفي الدورين الأول والثاني من الانتخابات التشريعية، وفي الاستفتاء وفي الاستشارة الإلكترونية"، خالصًا إلى أنّ "الشعب التونسي غير معني بمشروع قيس سعيّد"، حسب تصوره.
- أحمد صواب: المقاطعة من بين أسباب ضعف الإقبال على الانتخابات
ومن جانبه، قال الناشط السياسي والقاضي الإداري السابق أحمد صواب، الاثنين في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية)، إنّ "نسبة الإقبال على الانتخابات مبدئيًا تترجم خيار مسار 25 جويلية، الذي عموده الفقري شخص واحد وهو قيس سعيّد".
أحمد صواب: "نسبة الإقبال على الانتخابات مبدئيًا تترجم خيار مسار 25 جويلية، الذي عموده الفقري شخص واحد وهو قيس سعيّد"
وأضاف صواب أنّ السبب الأول لضعف الإقبال هو سبب سياسي، موضحًا أن "كلّ من هو ضد مسار 25 جويلية يقاطعه دون شك، بغض النظر عن نسبة العزوف"، متوقعًا أنّ عدد المقاطعون يناهز المليون على الأقل بين مكونات وسط اليسار والتجمع والإسلام السياسي".
أما السبب الثاني، وفق أحمد صواب، فيتمثل في كونه "لا يمكن القيام بانتخابات قرب في المدن الكبرى، لأن متساكنيها لا يعرفون بعضهم البعض بالتالي من الصعب أن يتوجه شخص لانتخاب شخص لا يعرفه".
كما أشار إلى أنّ هناك سببًا آخر مرتبط بضبابية صلاحيات المجلس الجديد الذي يُعتزم تركيزه، مصرحًا: "كيف لي أن أنتخب شخصًا لم تحدد صلاحياته، فضلًا عن أنّ أعماله ظرفية ومحدودة جدا".
وتابع القول في ذات السياق إنّ "القانون الذي يوضح العلاقة بين المجلسين وصلاحيات المجلس هذا، تأخر كثيرًا"، حسب رأيه.
عبد الوهاب الهاني: نسبة المشاركة أضعفت مشروع الرئيس
ومن جهته، اعتبر الناشط السياسي عبد الوهاب الهاني، في تدوينة له على فيسبوك، أنّ نسبة الإقبال على التصويت في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية "لا يُعتدُّ بها ديمقراطيًّا ولا تمنح الحد الأدنى للشرعية والمشروعية"، حسب رأيه.
عبد الوهاب الهاني: نسبة الإقبال على التصويت في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية لا يُعتدُّ بها ديمقراطيًا وقد أضعفت مشروع الرئيس
وأضاف الهاني أنّ هذه النسبة "أضعفت مشروع الرئيس من حيث أراد أن يبني بها شرعيَّة ومشروعيَّة جديدة باتت مهتزَّة"، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه هناك "عزوف كبير من التونسيات والتونسيين، وبالأخص النِّساء بمشاركة في حدود 35%، وشبه مقاطعة من الشَّباب والكهول مجتمعين بنسبة مشاركة 21% فقط من الشَّباب والكُهول دون 35 سنة".
يذكر أن عملية الاقتراع في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية، التي انتظمت الأحد 4 فيفري/شباط 2024، انتهت بمشاركة 520 ألفًا و303 ناخبين من بين 4 ملايين و181 ألفًا و871 ناخبًا مسجلًا، أي ما يعادل نسبة 12.44% من عدد المسجلين، وفق ما أكده رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر.
يشار إلى أنّ عملية الاقتراع في الدور الثاني من المجالس المحلية انتظمت في 779 دائرة انتخابية، وعُنيَ بها 4 ملايين و181 ألفًا و871 ناخبًا مسجلًا.
وتنافس 1558 مترشحًا في هذا الدور الثاني للانتخابات الذي يُجرى بالدوائر الانتخابية التي لم يتحصل فيها أي مرشح على الأغلبية المطلقة في الدور الأول، ويتم الاختيار فيه بين المترشحين الأول والثاني اللذين تحصلا على أكثر عدد من الأصوات.
وكانت تونس قد شهدت الأحد 24 ديسمبر /كانون الأول 2023 انتخابات الدور الأول للمجالس المحلية. وقد بلغت نسبة المشاركة النهائية في الدور الأول لانتخابات المجالس المحلية، بلغت 11.84%، وفق إحصائيات هيئة الانتخابات في تونس.