24-فبراير-2022

رضا الشكندالي: أعتقد أننا تسرّعنا واخترنا الفترة الاستثنائية في التوقيت الخطأ

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد المختص في الاقتصاد والجامعي رضا الشكندالي، الخميس 24 فيفري/ شباط 2022، أنّ هناك "إصلاحات نعرفها منذ سنوات مثل منظومة الدعم والوظيفة العمومية وغيرها.. لكن الاقتصاد التونسي تدهور عما كان عليه وتدهورت إشكالاته، وبالتالي قد تكون هناك نقاط أخرى نفاجأ بها في مفاوضاتنا مع صندوق النقد الدولي في البرنامج المنتظر، منها مثلًا إعادة النظر في السياسة النقدية المعتمدة التي ترتكز على الزيادات المتكررة على مستوى نسبة الفائدة لمقاومة التضخم المالي" وفقه.

رضا الشكندالي:  قد تكون هناك نقاط أخرى غير "الإصلاحات" التي نعرفها منذ سنوات، نفاجأ بها في مفاوضاتنا مع صندوق النقد الدولي في البرنامج المنتظر

وأضاف الشكندالي لدى حضوره بإذاعة "إكسبراس أف أم"، أنّ "موجة كبيرة من التضخم المالي بانتظارنا خاصة مع التزايد الكبير جدًا للأسعار العالمية للنفط والمواد الأساسية كالحبوب، ستلقي بظلالها على تونس، وربما تكون الإجراءات موجعة أكثر"، واعتبر أنّ الصندوق يطالب بحقيقة الأسعار كي تنخفض كلفة الدعم عن الدولة تدريجيًا وتصبح الأسعار حقيقية، وهذه الوضعية الجديدة قد تدفع المفاوضات نحو إجراءات أكثر إيلامًا، وفقه.

وقال الشكندالي إنّ رفع الدعم الذي كان مشروطًا من صندوق النقد الدولي يخص أساسًا المحروقات ولم يكن يتضمن المواد الأساسية في دائرة الاهتمام في البداية، لكن مع الأحداث الجديدة والحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، قد تكون المواد الأساسية في دائرة الاهتمام أيضًا، مضيفًا: "خطاب سعيّد يوم 25 جويلية/ يوليو لم يعد له أي محل من الإعراب لأننا نشهد حاليًا انفلاتًا كبيرًا جدًا على مستوى الأسعار من قبل المساحات التجارية قبل حتى بدء برنامج الإصلاحات، وهو ما يدل على أن الدولة غير مسيطرة على الموضوع" حسب تعبيره.

رضا الشكندالي: الخطر الداهم الحقيقي هو المسألة الاقتصادية، وليس البرلمان، وسنلمس هذا الخطر الاقتصادي قريبًا في رمضان

وأشار الشكندالي إلى أنه يعتقد جازمًا أن "الخطر الداهم الحقيقي هو المسألة الاقتصادية، وليس البرلمان"، مضيفًا: "أعتقد أننا تسرّعنا واخترنا الفترة الاستثنائية في التوقيت الخطأ، وربما كان البرلمان سابقًا خطرًا داهمًا لكن المسألة الاقتصادية اليوم هي الخطر الداهم، وكان من الممكن تحديد طبيعة الخطر الداهم بدقة أكبر، لأن المسألة السياسية ليست مستعجلة على عكس المسألة الاقتصادية " حسب تعبيره.

وإذا اشتدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قال الشكندالي: "سنلمس الخطر الاقتصادي الداهم قريبًا في رمضان"، وتابع: "الأزمات توحّد الصفوف لكن بتشتتها كما هو الحال اليوم، قد نجد صعوبات كبرى في التفاوض مع صندوق النقد الدولي وإنجاز برنامج اقتصادي وإعطاء رسائل طمأنة للمستثمر، فهذا يحتاج رص الصفوف، والحوار الاقتصادي والاجتماعي لا بدّ أن ينطلق في أقرب وقت، ولا بدّ أن يكون مفصولًا عن الحوار السياسي، كي يقع الالتزام به مهما كانت الاختلافات السياسية" حسب رأيه.

رضا الشكندالي: سيكون لاتحاد الشغل خلاف كبير مع البرنامج الذي قدمته الحكومة لصندوق النقد الدولي في مسألة الوظيفة العمومية والدعم

وأوضح المختص في الاقتصاد أنه يمكن للرئيس أن يُلزم الأحزاب والأطراف السياسية أن تلتزم بالبرنامج الذي ستشارك فيه بنفسها، وقال: "يمكن أن نجلس كتقنيين من شتى المشارب الفكرية والسياسية، ونحن قادرون على الاتفاق على برنامج اقتصادي اجتماعي يُلزم كل الأطراف ويسهّل عملية التفاوض، لكن الإشكال الكبير هو في إعداد هذا البرنامج كي تتوافق حوله كل الأطراف، إذ من الواضح أن اتحاد الشغل يملك رؤية خاصة به في علاقة بالإصلاحات الاقتصادية، ربما سيفرضها في غياب رؤية للحكومة على مستوى إصلاح المؤسسات العمومية" حسب تقديره.

وشدّد رضا الشكندالي على أن "اتحاد الشغل لن يساوم على المقدرة الشرائية للمواطن التونسي، كما سيكون له خلاف كبير مع البرنامج الذي قدمته الحكومة لصندوق النقد في مسألة الوظيفة العمومية والدعم"، وتابع: "صندوق النقد يحتاج إلى أطراف فاعلة لديها إمكانية أن تكون في الحكومة القادمة، إذ ولذلك توسيع المشاورات مع كل الأطراف مهم ولا بدّ أن يكون موضوع اهتمام سعيّد الذي يريد ربما إقصاء بعض الأطراف على مستوى التغيير السياسي، لكن الأطراف السياسية من الصعب أن تشارك في برنامج اجتماعي واقتصادي دون التطرق إلى الجانب السياسي" وفق تصوّره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

اجتياح أوكرانيا يرفع أسعار القمح والنفط ومواد أخرى.. أي تداعيات على تونس؟

حوار|المختص في التنمية محمد مذكور: يجب وضع خطة إنقاذ اجتماعية واقتصادية حقيقية