الترا تونس - فريق التحرير
أثار تصريح رئيس الحكومة هشام المشيشي بخصوص ربطه مسألة الهجرة غير النظامية بالإرهاب، في حوار له مع القناة الفرنسية 24 على هامش الزيارة التي أداها من 12 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى فرنسا، استياءً وغضبًا كبيرين في تونس.
وكان المشيشي قد صرّح، في هذا الصدد، بأنّ "من يقول هجرة غير نظامية يقول إرهاب"، مما استدعى محاوره لمقاطعته قائلًا "ليس دائمًا، بالطبع".
وعبر رئيس الحكومة، في السياق ذاته، عن "استعداد تونس لترحيل أبنائها الموجودين بشكل غير قانوني على الأراضي الفرنسي أو الذين يتبنّون خطابًا متطرفًا، مؤكدًا: "نحن في صفّ واحد مع فرنسا في محاربة هذه التطرف".
تصريح المشيشي أثار جدلًا واسعًا، بُعيد دقائق من بثّ الحوار المصوّر، وضعه قيد موجة من الانتقادات والمؤاخذات على الساحة السياسية.
وفي تعليقه على ذلك، نعت غازي الشواشي، الأمين العام للتيار الديمقراطي والوزير السابق في حكومة إلياس الفخفاخ، تصريح رئيس الحكومة بـ"الفضيحة".
بدوره، وصف القيادي بالتيار الديمقراطي والنائب عن الكتلة الديمقراطية مجدي الكرباعي، المهتم بملفّ الهجرة غير النظامية، تصريح المشيشي بـ"الفضيحة"، معتبرًا أن "مقاربته خاطئة وهي مقاربة الأحزاب اليمينية والعنصريين" على حد قوله. وأضاف، في السياق ذاته، أنه سبق أن أكد رئيس الحكومة، في مداخلة له في جلسة منح الثقة لحكومته، أن المقاربة الأمنية المعتمدة "لا يمكن أن تقدم حلولًا"، وأنه كان قد دعاه لإعادة النظر في اتفاقيات الهجرة، لكن "المشيشي لم يستمع إليه آنذاك وكان منشغلًا بهاتفه"، وفق تعبيره.
ودوّن الصحفي علاء زعتور: من إبداعات السيد المشيشي في مقابلة مع قناة فرنسا 24 باللغة الفرنسية: "من يقول هجرة غير نظامية.. يقول أيضًا إرهاب".
فيما اعتبرت الصحفية خولة السليتي أن ما قاله رئيس الحكومة "سقطة اتصالية وسياسية كارثية"، معيبة عليه التسرع بالإدلاء بمثل هذا التصريح "الكارثة".
ومن جانبها، قالت الصحفية نائلة الحامي، في تدوينة لها بموقع التواصل "فيسبوك"، "إن كان لا يقصد ما قال فهي "كارثة اتصالية" بأتم معنى الكلمة، وإن كان يقصد المعني، الذي وصل الجميع بالمناسبة بما في ذلك المذيع الذي حاوره وحاول مقاطعته لـ"تلطيف" الموقف الصادم، فلا حول ولا قوة إلا بالله"، وفق تعبيرها.
ومن جهته، اعتبر الصحفي حمادي الأسود أن ما قاله المشيشي هو تعبير "عن تصوره وتفكيره وتفكير الدولة".
وأضاف: "لطالما تم التأكيد على أن الهجرة غير النظامية ظاهرة اجتماعية، وفي عمقها احتجاج على الأوضاع، وأن المهاجرين ليسوا سوى ضحايا سياسات الدولة و سياسات غلق الحدود التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي، إلا أن الدولة تعتبرهم دائمًا منحرفين، وها قد تطورت وأصبحت تعتبرهم إرهابيين"، على حد قوله.
اقرأ/ي أيضًا:
التعاون الاقتصادي والهجرة غير النظامية.. محاور لقاء المشيشي مع كاستكس