22-نوفمبر-2018

طالبت عائلتها مؤخرًا بإعادة التحقيق في قضية مقتلها

الترا تونس - فريق التحرير

 

سنوات على وفاة المطربة التونسية ذكرى محمد أو ذكرى كما اشتهرت، التي فارقت الحياة بطريقة درامية رميًا بالرصاص ليلة 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2003 على يد زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي قبل انتحاره، في وقت لا تزال تثير قضية مقتلها الكثير من الأسئلة، ولم تشف الرواية الرسمية غليل محبيها وكذلك عائلتها.

مسيرة حافلة لصوت لن يتكرر

ولدت ذكرى في منطقة وادي الليل، غرب العاصمة التونسية، يوم 16 سبتمبر/أيلول 1966. وبدأت مسيرتها في الغناء مبكرًا بعمر 14 سنة حينما شاركت سنة 1980 في برنامج المسابقات "بين المعاهد"، قبل أن تفوز بالجائزة الكبرى في برنامج الهواة "فن ومواهب" لسنة 1983 بعد أداء باهر لأغنية "الرضى والنور" للست أم كلثوم.

سافرت لاحقًا بعمر 20 سنة 1986 إلى سوريا رفقة الملحن التونسي عبد الرحمن العيادي في رحلة موسيقية إلى سوريا حيث سجلت بعض الأغاني، قبل أن تعود لتونس وتفوز سنة 1987 بالجائزة الثالثة لمهرجان الأغنية التونسية، أشهر مهرجانات الموسيقى في تونس، بأغنية حملت عنوان "حبيبي طن فؤادي".

استطاعت ذكرى أن تفتك مكانة ضمن كوكبة الفنانين العرب في فترة وجيزة وتميزت بالخصوص بأدائها للأغنية الليبية والأغنية الخليجية

انتشر اسم ذكرى في الأثناء، في الوطن العربي عبر خامة صوتية قلّ وجودها، وانتشر اسمها بالخصوص بداية التسعينيات في ليبيا أين تعاملت مع أسماء كبيرة في الموسيقى الليبية مثل المغني محمد حسن والشاعر علي الكيلاني، وقامت بإعادة تقديم التراث الليبي إضافة لأغانيها الخاصة وأصدرت ألبومات ليبية خالصة، ما جعلها أحد أبرز وجوه الموسيقى الليبية في العقدين الأخيرين. إذ رغم هجرتها لاحقًا إلى مصر وانتشارها العربي، ظل حبل الوصل دائمًا بين ذكرى والأغنية الليبية، ويُنقل أن آخر عمل سجلته قبل وفاتها كان في ليبيا.

نشرت ذكرى 30 أغنية في تونس منذ بزوغ اسمها في الساحة الموسيقية إلى غاية سفرها إلى مصر أواسط التسعينيات، وقد لحن عبد الرحمن العيادي، وهو خطيبها السابق، نصيب الأسد من أغانيها، ثم انفصلت عنه لتنضم فرقة "زخارف عربية" قبيل الرحلة إلى المشرق العربي.

توجهت ذكرى إلى مصر وتعاملت مع الموسيقي هاني مهنى لتقدم أول ألبوم عربي "وحياتي عندك" سنة 1995، ثم ألبوم "مع سيرتك" سنة 1996. توالت نجاحات ذكرى عبر إنتاج غزير لتصدر ألبومها الشهير "الأسامي" سنة 1997. وسرعان ما اقتحمت المطربة التونسية بصوتها الباهر مجال الأغنية الخليجية لتتميّز فيها بشكل فات أداء الفنانات الخليجيات، ولذلك لازال يعتبرها نقاد لليوم أنها أفضل فنانة غنت الأغنية الخليجية.

وقدمت ذكرى طوال مسيرتها بأداء عديد الأغاني الثنائية "ديو" منها أغنية "ابتعد عني" مع طلال المداح، و"حلمنا الوردي" مع محمد عبده و"ولا عارف" مع إيهاب توفيق". وكان آخر البوماتها سنه 2003 بعنوان "يوم عليك"، وقد غادرت الساحة الموسيقية وهي في أوج عطاءها، إذ استطاعت في بضع سنوات منذ الاستقرار نحو المشرق أن تحجز مكانة ضمن كوكبة نجوم الصف الأول عبر صوت قل نظيره، وبقدرتها الباهرة على أداء الأغنية المصرية والخليجية على وجه الخصوص.

اقرأ/ي أيضًا: 10 أغاني جينيريك مسلسلات تونسية.. محفورة في البال

موت غامض والسعودية في قفص الاتهام

فارقت ذكرى الحياة عن عمر 37 سنة غدرًا، إذ تقول الرواية الرسمية إن زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي وجه، بالفيلا الواقعة بحي الزمالك في القاهرة، وابلًا من الرصاص ضد زوجته ذكرى ومدير أعماله عمرو حسن صبري وزوجته خديجة صلاح. وقد حفظ القضاء المصري الدعوى لانتحار القاتل الذي فسر البعض فعلته لشدة غيرته على زوجته، فيما أرجع آخرون إقدامه على هذا الفعل الشنيع لحالته النفسية بعد تراكم الديون عليه.

شقيق ذكرى أكد أنه تحصل على معطيات وأسماء أشخاص من دولة معينة تورطوا في عملية الاغتيال بسبب أدائها أغنية معارضة للسعودية

غير أن هذه الرواية لم تقنع العديد ممن لا يستبعدون وقوف جهة سيادية وراء مقتل ذكرى، وتوجهت بالخصوص أصابع الاتهام للنظام السعودي انتقامًا منها على أغنية أدتها انتقدت فيها النظام السعودي بشدة، كان قد كتبها ولحنها الشاعر الليبي علي الكيلاني، وتقول مصادر أخرى أن كاتبها الحقيقي هو الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

وقد لاقت هذه الأغنية انتشارًا واسعًا، إذ تشنّع كلماتها بالسياسات السعودية وخياناتها. وتقول كلماتها "مين يجرأ يقول هذا مش معقول؟ بنثور ونبكي كالكعبة وقبر الرسول.. قالوا لي الدمعة بتهدد أمن الأسطول.. راعينا حاكم مش حاكم حاميه أسطول.. واهم مش فاهم أسطول بيحمي بترول".

أغنية ذكرى التي انتقدت فيها النظام السعودي

وليس الحديث عن إمكانية تورط النظام السعودي من قبيل مجرّد الفرضية، إذ أكد توفيق محمد الدالي، شقيق ذكرى، في برنامج إذاعي تونسي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أن العائلة قررت رفع قضية للتحقيق مجدّدًا في مقتل شقيقته، متحدثًا عن توفر معطيات تفيد بأنها تعرضت لعملية اغتيال. وأشار شقيق ذكرى أنه يملك معطيات وأسماء أشخاص من دولة معينة تورطوا في عملية الاغتيال الذي تمت وفقه بسبب أدائها لأغنية كتب كلماتها معمر القذافي ضد هذه الدولة وذلك في إشارة للمملكة العربية السعودية. وأشار حينها لوجود مغالطات في تقرير الطب الشرعي، مؤكدًا العمل على التنسيق مع عائلة أيمن السويدي لرفع القضية بصفة مشتركة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جدل وسخرية بعد زيارة قيادات نداء تونس للسفارة السعودية بتونس

جمال خاشقجي يمتدح حرية التعبير في تونس في آخر مقال قبل اختفائه