23-أغسطس-2024
العلاج بالفن في تونس

تتنزل فكرة "العلاج بالفن" ضمن سياقات تعتقد أن الشفاء من بعض الأمراض يمكن أن يحصل بالدفع نحو التمارين الفنية والإبداعية المستمرة

 

على امتداد القرون الثلاثة الأخيرة، عرفت البشرية ثورات علمية متتالية كان الهدف الأسمى منها هو الارتقاء بالإنسان وتجويد حياته وتحسينها، لكن حدثت انحرافات وانزياحات في الأثناء. ومع تتالي وتطابق الدراسات المتعلقة بعلوم الإناسة التي تناولت تأثير تلك الثورات، فقد ثبت وتأكد بما لا يدع مجالًا لأي اختلاف، تشكّل صعوبات جمة بات يواجهها الإنسان المعولم والمنمّط نتيجة التعسف على سجيتة وطبيعته الأصلية.

ولعلّ أبرز هذه الصعوبات، ظاهرة تعيشها أغلب المجتمعات بالشرق كما بالغرب، هي عدم انسجام الفرد مع ذاته ومع الآخر ومع الحياة نفسها، وذلك جرّاء الالتصاق بالمدينة والابتعاد عن الطبيعة وما تحمله من دلالات للتجديد وكل تجديد هو حمّال لطاقة التغيير، أي طاقة احتضان المستقبل.. فكثرت الأعطاب النفسية وانشغل العصر فيما انشغل بهذه "الأمراض" وبحث له عن الأسباب وعن العلاجات المناسبة فكثرت الدراسات والمقاربات والتحاليل العلمية والمخبرية، من أجل إعادة التوازن للنفس المألومة والمكلومة. 

من بين الحلول التي ذهب إليها العلماء والخبراء لمواجهة الأعطاب النفسية، هي المداواة بالفن وحمل "المريض" على إعادة اكتشاف ذاته من جديد والبحث داخله عن الفنان المفقود

ومن بين الحلول التي ذهب إليها العلماء والخبراء، هي المداواة بالفن وحمل "المريض" على إعادة اكتشاف ذاته من جديد والبحث داخله عن الفنان المفقود، الفنان المبدع والفنان الذي يتذوق الإبداع وسد الهوات والحفر التي حصلت في الأثناء.. فذهبت الإنسانية إلى مسارب جديدة في الطب والتطبيب وحفرت في أرض وعرة بأدوات بسيطة فكانت النتائج مبهرة أحيانًا.

وتونس لا يختلف حالها عن حال بقية بلدان العالم، إذ نجد داخل مجتمعها العديد من الظواهر المستجدة التي لم يألفها المجتمع من قبل، ويبدو أنها آخذة في الاستفحال وبدت لها انعكاسات في مجتمع المدرسة ومجتمع المرأة ومجتمع المتقاعدين ومجتمع الشيوخ ومختلف مجتمعات العمل ومنها تفشي العنف والكآبة والتوحّد وأمراض الشيخوخة والخوف.. وهي كلها ظواهر نفسية تستهدف الجانب التواصلي في الإنسان فينجر عن ذلك عدم الانسجام مع الذات ومع المحيط.

هذه الظواهر هي نفسها في مجتمعات أخرى لكن يبدو أن التوقي من انتشارها والحد من استفحالها يتطلب درجة من الوعي الفردي والمجتمعي كما يتطلب خططًا إستراتيجية ترسمها الدولة عبر مؤسساتها الكثيرة فانخرطت العديد من الفئات في عمليات توقي منها ما هو طبي وما هو نفسي وما هو في خانات التوقي والتوعية.

تفشي العنف والكآبة والتوحّد وأمراض الشيخوخة والخوف.. كلها ظواهر نفسية تستهدف الجانب التواصلي في الإنسان انجرّ عنها عدم الانسجام مع الذات ومع المحيط

راج في تونس في السنوات الأخيرة فكرة "العلاج بالفن" وذلك ضمن سياقات محلية ودولية تعتقد أن اللياقة النفسية والشفاء من بعض الأمراض يمكن أن يحصل بالدفع نحو التمارين الفنية والإبداعية المستمرة التي تمنح المريض في النهاية جملة من المهارات التي تساعد على إعادة التأقلم والدخول في دورة التواصل من جديد بعد أن كان قد أقصي منها. وسجلت تونس أرقامًا هامة في الاستشفاء بالفن سواء في مؤسسات استشفائية عمومية أو في القطاع الخاص مستأنسة في ذلك بما يحدث في العالم.

ويتضمن العلاج بالفن في تونس مجالات متعددة ومختلفة من الفنون منها استخدام الرسم الخطي والمائي والزيتي والنحت والعزف على الآلات الموسيقية والرقص وكتابة الشعر والقصص والخاطرة وفنون التمثيل المسرحي والسينمائي.. فنشأت نوادٍ مختصة في استقبال الفئات التي تبحث لنفسها عن علاجات أو تلك التي ترسل من قبل المؤسسات الاستشفائية المختصة كما نشأت جمعيات تهتم بالعلاج بالفن.

"الترا تونس" سلّط الضوء على هذا الموضوع والتقى المختصين فكان التقرير التالي: 

  • مختصة في علم النفس: التونسيون انتبهوا للعلاج بالفن عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي

سوسن درين مختصة في علم النفس وباحثة بالجامعة التونسية أشارت منذ البداية إلى أن تونس شرعت في ممارسة التداوي بالفن في المستشفيات العمومية والخاصة وعن طريق الجمعيات والمراكز المختصة والمرخص لها منذ تسعينات القرن الماضي وقد سبق تلك المرحلة تجارب فردية من أطباء ومختصين في علم النفس والفضل في ذلك يعود إلى الجامعة التونسية سواء في أقسام العلوم الإنسانية أو كليات الطب التي يتخرج منها الأطباء النفسيون، موضحة أنها محاولات جادة تشي بانتباه تونس لما يحدث داخل المجتمع من أمراض وأعطاب نفسية وعضوية تتطلب فيما تتطلب علاجًا بالفن.

مختصة في علم النفس لـ"الترا تونس": استخدام "الفنون التشخيصية" مثل الرسم والنحت.. تساعد المريض على التعبير على مشاعره وأفكاره وتؤدي مباشرة إلى تشخيص حالته من خلال مقاييس علمية

وبيّنت المختصة في علم النفس أن هذه العلاجات تشمل استخدام "الفنون التشخيصية" مثل الرسم والنحت وهي الأكثر شيوعًا في تونس فهي تساعد المريض على التعبير على مشاعره وأفكاره وتؤدي مباشرة إلى تشخيص حالته من خلال مقاييس علمية يمتلكها المختص عبر الدراسة الجامعية أو عبر التكوين الفني الدقيق. وأيضًا "العلاج بالموسيقى" في حالات التوتر و"العلاج بالرقص" الذي يستعمل في الصدمات العاطفية والحوادث ويتمّ التعويل فيه على حركة الجسد، وهو يحسّن أدوات التواصل غير اللفظي ويعزّز الاهتمام بالجسد.. أما "العلاج بالكتابة الإبداعية" مثل الشعر والقصة والرواية فتستعمل في حالات الكآبة بعد التقاعد وفي مراحل متقدمة من التجارب الحياتية والمهنية، فالكتابة هنا تحقق أساسًا التواصل الذاتي. كما يبقى "العلاج بفن التمثيل" من الأدوات المثلى للتعاطي مع فاقدي الثقة في النفس وذلك من خلال مجموعة من التمارين المتعلقة بالوقوف على الخشبة أو أمام الكاميرا.

وأشارت سوسن درين المختصة في علم النفس إلى أن المجتمع التونسي بات مهتمًا بمسألة العلاج بالفن من خلال الإقبال اللافت على الورشات المختصة في المداواة بالفن التي يعرضها المختصون عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال الانتماء للنوادي على غرار نوادي الغناء الجماعي المخصصة لفئات عمرية بعينها أو لأبناء قطاع مهني أو للطلبة أو لحالات نفسية متشابهة. وأوضحت أن عددًا من الفنانين التونسيين من عازفين على الآلات الموسيقية أو مطربين أو ممثلين مسرحيين أو سينمائيين انخرطوا في مسألة العلاج بالفن وذلك بالتنسيق مع الجمعيات ومع الأطباء الذين يشجعون مرضاهم من خلال عائلاتهم وبمتابعة دقيقة منهم على الانخراط في ناد فني أو المشاركة في ورشة. وبيّنت أن تكاتف الجهود بوعي بمخاطر هذه الانحرافات النفسية الطارئة على المجتمع التونسي نتيجة لعدة متغيرات داخلية وخارجية يؤدي حتمًا إلى نتائج هامة ويحقق السلامة والصحة العقلية.

مختصة في علم النفس لـ"الترا تونس": فنانون ومسرحيون وكتّاب انخرطوا في مسألة العلاج بالفن وذلك بالتنسيق مع الجمعيات ومع الأطباء الذين يشجعون مرضاهم على الانخراط في ناد فني أو المشاركة في ورشة

وترى المختصة في علم النفس أن الآثار الإيجابية على المستوى النفسي بالنسبة للذين عاشوا تجربة العلاج بالفن متعددة وتمس أساسًا تعزيز مستويات الثقة بالنفس وتجنب التوتر والخوف والابتعاد عن العنف وتحقيق الأمن والسلام الداخلي.

وخلُصت المختصة في علم النفس إلى أن الفنون بأسرها هي بيئة الأمان بالنسبة إلى الإنسان وهي لغة الكون الأصلية ولغة الجسد ولغة الروح.. لذلك يسعى المختصون والأطباء إلى إعادة الإنسان إلى طبيعته وقد أثبتت كل الدراسات التي أجريت في كل مكان من العالم أن الإنسان يشفى بالفن.

  • أستاذة ممارسة للعلاج بالفن: تجربتي مع مرضى الزهايمر كانت مبهرة..

الدكتورة نائلة الحجام هي أستاذة جامعية بمدارس الفنون الجميلة بتونس ومدارس تكنولوجيات وعلوم التصميم وقامت بعدة بحوث تهتم بالطب الصيني القديم والعلاج بالطاقة والعلاج بالفن، وشاركت في ندوات علمية نظمتها الجامعة التونسية ومراكز بحوث وجمعيات ومؤسسات ثقافية، كما نشّطت ورشات مختصة مع مؤسسات وجمعيات ونواد طيلة السنوات الأخيرة، وهي عضوة جمعية "أنوار" التي اشتغلت على موضوع العلاج بالفن لسنوات عديدة، كما تناولت نائلة الحجام بالدراسة العلمية في مرحلة الدكتوراه مجال العلاج بالفن واتخذت لها كعينة بحثية بعض حالات مرض الزهايمر في تونس والذي يصيب عادة كبار السن.

أستاذة ممارسة للعلاج بالفن لـ"الترا تونس": النشاط الفني العلاجي يتطلب إشرافًا من قبل مختصين درسوا علم النفس من جهة والفنون من جهة ثانية لأن هذا التكامل مطلوب من أجل الحصول على نتائج علاجية

الدكتورة نائلة الحجام وفي بداية حديثها لـ"الترا تونس"، أشارت إلى أنه ثمة فروقات شاسعة دقيقة بين الأنشطة الفنية العادية والأنشطة الفنية العلاجية، مضيفة أن النشاط الفني العلاجي يتطلب إشرافًا من قبل مختصين درسوا علم النفس من جهة والفنون من جهة ثانية لأن هذا التكامل مطلوب من أجل الحصول على نتائج علاجية.

وبيّنت الدكتورة نائلة الحجام أن النشاط الفني العلاجي يقوم بعمليات حفر وغوص في نفس المريض أو المتوحد أو القلق أو المكتئب أو المألوم.. من أجل الوقوف على أصل الداء ومحاولة اقتلاعه من جذوره.

 

نائلة الحجام
الدكتورة نائلة الحجام الممارسة للعلاج بالفن: هناك 3 فئات مستهدفة بالعلاج بالفن

 

أما الفئات المستهدفة بالعلاج بالفن فقد قسمتها الدكتورة الحجام إلى ثلاث وهي:

  1. الفئة الأولى تلك التي لديها التي أعطاب نفسية متجذرة وهي فئة تتداوى بالفن مع مرافقة الطبيب المختص وحسب برنامج مشترك وعلى مراحل.
  2. والفئة الثانية هي تلك التي تجمع أناسًا تعرضوا إلى أزمات خلال مساراتهم الحياتية أو عاشوا منعرجات فيها قسوة مثل حالات الطلاق أو الطرد التعسفي من العمل أو حوادث سجنية..
  3. أما الفئة الثالثة فهي تجمع الناس الذين يريدون تحسين حياتهم بحثًا عن استقرار ما ومزيد اكتشاف كوامنهم الفنية والإبداعية.

وأشارت الدكتورة إلى أنها تشتغل في حقل العلاج بالفن بواسطة الفنون التشكيلية وتعتبر ذلك وسيلة فعالة وناجعة في سبيل التقدم السليم في الحياة، وأضافت أن الفن هو لغة الروح ووقودها الحيوي وقد تأكد لديها كل ذلك من خلال الحالات التي باشرتها من خلال الورشات وخاصة حالات مرض الزهايمر مؤكدة أن العلبة العلاجية خاصة بهذا المرض باتت تتضمن العلاج الفن مشيرة إلى أن الجمعية التونسية لمرض الزهايمر تعتمد الفن في تعاطيها مع هذا المرض.

أستاذة ممارسة للعلاج بالفن لـ"الترا تونس": تجربتي الشخصية مع مرضى الزهايمر أثناء إعدادي لرسالة الدكتوراه من خلال تمارين تطبيقية تتعلق بتنشيط الذاكرة، خلُصت إلى نتائج باهرة

وتحدثت الدكتورة نائلة الحجام عن تجربتها الشخصية مع مرضى الزهايمر أثناء إعدادها لرسالة الدكتوراه وذلك من خلال تمارين تطبيقية تتعلق بتنشيط الذاكرة، ووضحت أن النتائج كانت باهرة خلال الحصص الأخيرة فثمة من المرضى من نسي اسمه لكن وبعد الورشات الست تذكر اسمه بالكامل بعد أن غاص في أعماقه.

وبيّنت محدثتنا أنها خلصت بعد بحث الدكتوراه إلى بروتوكول خاص بالعلاج بالفن لكل أنواع الأمراض النفسية والعقلية والانحرافات والحوادث النفسية التي تحصل في الأثناء.

 

ورشة علاج بالفن
الدكتورة نائلة الحجام الممارسة للعلاج بالفن: خلصتُ بعد بحث الدكتوراه إلى بروتوكول خاص بالعلاج بالفن لكل أنواع الأمراض النفسية والعقلية والانحرافات والحوادث النفسية

 

وختمت حديثها إلينا بالتأكيد على أهمية العلاج بالفن وذلك ببناء أفق جديد بالنسبة للأشخاص المعطوبين نفسيًا وترميم قدراتهم التواصلية من أجل إعادة إدماج في المجتمع.

  • الخزاف الفنان محمد حشيشة: أطباء ومختصون في علم النفس ينصحون مرضاهم بالمشاركة في ورشات النحت على الطين

اتصلنا أيضًا بالفنان محمد حشيشة مدير عام المركز الوطني للخزف الفني سيدي قاسم الجليزي (مؤسسة عمومية تابعة لوزارة الشؤون الثقافية) الذي يستقبل سنويًا عشرات الأشخاص من مختلف الأعمار والجهات والطبقات للمشاركة في ورشات تدريبية تتعلق بالخزف.

الخزاف محمد حشيشة  لـ"الترا تونس": ورشات المركز تشتغل على الطين وهو مادة تعتمد في العلاج بالفن وينصح الأطباء والمختصون النفسانيون بالتوجه إلينا أو غيرنا

وقد أشار حشيشة إلى أن المركز ومنذ سنة 2019 وإلى حد هذه السنة شهد إقبالًا غير معهود على الترسيم في الورشات المفتوحة للعموم سنويًا والتي يشرف عليها أساتذة مختصون في الفنون الجميلة والخزف والنحت الخزفي فقد بلغ عدد المقبولين خلال سنة 2024، نحو 140 شخصًا وهو رقم فيه تجاوز بسيط لطاقة الاستيعاب القصوى، وأضاف حشيشة أن ذلك يعكس اعتمالات المجتمع من جرّاء تأثير الحياة المدينية والحضارة الحديثة على أنفس الناس وإعادة تشكل القيم وهي قيم تنهض على جوهر واحد وهو الفردانية.

 

محمد حشيشة
الخزاف محمد حشيشة  لـ"الترا تونس": بلغ عدد المقبولين بالمركز الوطني للخزف الفني سيدي قاسم الجليزي خلال سنة 2024، نحو 140 شخصًا وهو رقم فيه تجاوز بسيط لطاقة الاستيعاب القصوى

 

وأوضح حشيشة أنه ليس هناك علاقات رسمية للمركز مع مؤسسات صحية عمومية أو خاصة أو جمعيات أو ورشات.. بل كل ما في الأمر أن ورشات المركز تشتغل على الطين وهو مادة تعتمد في العلاج بالفن وينصح الأطباء والمختصون النفسانيون بالتوجه إلينا أو غيرنا لما للورشات المفتوحة على مدار العام من أهمية وانعكاسات إيجابية على الصحة النفسية للمتدربين، وفق تعبيره.

الخزاف محمد حشيشة  لـ"الترا تونس": مخرجات ورشات المركز الوطني للخزف الفني الذي يقدم من خلال معرض سنوي تتويجي هو بشكل من الأشكال خلاصة بعض رحلات التداوي التي يقوم بها تونسيون

وذكر حشيشة أن منتوج هذه الورشات والذي يقدم من خلال معرض سنوي تتويجي هو بشكل من الأشكال خلاصة بعض رحلات التداوي التي يقوم بها تونسيون أعيتهم الحياة العصرية فاستلاذوا بالطين مهربًا، وأضاف أن الأعمال المعروضة هي مادة للدرس والقراءة من قبل المختصين.

  • لا بدّ من حزمة قرارات تتعلق بالعلاج بالفن

يبقى التداوي بالفن أو العلاج بالفن مجالًا جديدًا وخصبًا لتحسين نوعية الحياة وتجويدها عند التونسيين. وقد أثبتت التجارب التي تقوم بها المؤسسات الاستشفائية التونسية العمومية والخاصة أو الجمعيات المختصة في الأمراض النفسية والعقلية أو الأفراد المتطوعون في هذا المجال من فنانين ورسامين وباحثين في العقدين الأخيرين مدى الفاعلية ومدى الحلول التي أتاحتها هذه التجارب الهامة، لكن يبقى ذلك غير كاف إذا لم تتوفر القوانين الملزمة والأقسام والفضاءات الخاصة بالعلاج بالفن في المستشفيات وبعث اختصاص بالجامعة التونسية يُعنى به، فضلًا عن توعية المجتمع في هذا الخصوص عبر تشريك الإعلام في ذلك.