الترا تونس - فريق التحرير
نفّذ أهالي مدينة دوز من ولاية قبلي، الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023، وقفة احتجاجية بساحة الشهداء بالمدينة، وذلك للمطالبة بإعادة التحقيق فيما يعرف بقضية أحداث "العين السخونة"، وذلك إثر صدور أحكام فيها من بينها الإعدام والسجن مدى الحياة.
يطالب أهالي دوز بإعادة التحقيق فيما يعرف بأحداث "العين السخونة" معتبرين أنه "تم تزوير التحقيق وقلب الحقائق" على حد تصورهم
ورفع المتظاهرون لافتات دُونت عليها جملة من الشعارات عبروا من خلالها عن رفضهم للأحكام الصادرة في حقّ عدد من أبناء المنطقة معتبرين أنها أحكام "ظالمة"، على غرار "إصدار حكم بدون أدلة ظلم"، "الحكم القائم على الظلم لا يدوم"، ""عدالة..حرية"، "إطلاق سراح المحكومين ظلمًا"، وغيرها من الشعارات.
واعتبر أهالي دوز أنه "تم تزوير التحقيق وقلب الحقائق"، وفق ما جاء على لسانهم خلال الوقفة الاحتجاجية.
ودعا عدد منهم إلى إعداد عريضة يتم توقيعها بالجهة من أجل المطالبة بإعادة التحقيق، وإلى تشكيل لجنة تضم أهالي المحكومين وعددًا من المحامين يشرفون عليها، وكذلك تشكيل هيئة دفاع عن المحكومين من أجل الاستعداد لطور الاستئناف والعمل على إعادة التحقيق من أجل إسقاط الأحكام، حسب تقديرهم.
يذكر أن المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقابس والناطق الرسمي باسمها، منير عروم كان قد أفاد، الأربعاء 15 مارس/آذار 2023، بأن الدائرة الجنائية بالمحكمة أصدرت حكمها بالإعدام في حق 6 متهمين فيما يعرف بقضية "أحداث العين السخونة" التي جدّت في ديسمبر/كانون 2020 بين متساكني دوز بقبلي وبني خداش بمدنين حول خلاف عقاري وراح ضحيتها 3 أشخاص.
كانت المحكمة الابتدائية بقابس قد أصدرت أحكامًا بالإعدام في حق 6 متهمين في أحداث "العين السخونة" وحكمًا بالسجن مدى الحياة في حق متهم آخر
وأوضح، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أنّ الدائرة قضت حضوريًا بإعدام 5 متهمين، وكذلك حكمت غيابيًا بالإعدام في حقّ متهم سادس، وبالسجن مدى الحياة بشأن متهم سابع.
وتراوحت الأحكام بالنسبة لبقية المتهمين في هذه القضية بالسجن بين سنة و8 سنوات، فيما قضي بشأن متهم آخر بعدم سماع الدعوى، وفق الناطق باسم محكمة قابس.
كانت منطقة "العين السخونة" الموجودة بالصحراء بين قبلي ومدنين قد شهدت في ديسمبر 2020 اشتباكات بين متساكني دوز وبني خداش وخلفت ضحايا وإصابات متفاوتة الخطورة
يذكر أن منطقة "العين السخونة" الموجودة بالصحراء بين قبلي ومدنين كانت قد شهدت، في ديسمبر/كانون الأول 2020، نزاعات واشتباكات بين متساكني منطقة دوز من ولاية قبلي وأهالي منطقة بني خداش من ولاية مدنين. وخلفت النزاعات ضحايا وإصابات متفاوتة الخطورة.
ويعود أصل الخلاف إلى كون "العين السخونة" منطقةً استشفائيةً يتوافد عليها الآلاف من الزوار خلال هذه الفترة للتداوي، ويطالب أهالي كلٍّ من المنطقتين المتنازعتين بضمها.
و"العين السخونة" منطقة صحراوية ترجع بالنظر إداريًا إلى ولاية قبلي وهي عبارة عن عين حارّة تم إنجازها سنة 2002 في الصحراء ضمن مشروع التنمية الرّعوية بالظاهر الذي ينجز بتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية قصد مقاومة الفقر والنهوض بصغار الفلاحين وبغاية رعي قطعان الإبل والأغنام.
يعود أصل الخلاف إلى كون "العين السخونة" منطقة استشفائية يتوافد عليها الآلاف من الزوار خلال هذه الفترة للتداوي، ويطالب أهالي كلٍّ من المنطقتين المتنازعتين بضمها
إلا أن هذه البئر كانت ذات درجة ملوحة عالية تتجاوز 11 غ / ل مع احتوائها بنسبة كبيرة من الكبريت في مياهها وذات درجة حرارة مرتفعة مما اضطرّ مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية إلى غلقها، إلا أنه بفعل الزمن تسرّبت كميات من هذه المياه من البئر لتكوّن بركة بجانبها.
في التقرير التالي عودة على تفاصيل النزاع الحاصل سنة 2020 حول منطقة "العين السخونة": اشتباكات"العين السخونة": دعوة للتهدئة وفض مشكل الأراضي الاشتراكية
