الترا تونس - فريق التحرير
انتقد حقوقيون ونشطاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، عدم إسقاط رئيس الجمهورية قيس سعيّد لحقّه في التتبع ضد المواطن الأسعد بنصويعي الموقوف منذ زهاء أسبوعين بتهمة "ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة" بعد تداول مقطع فيديو للمعني بالأمر، والذي كان من العالقين في ليبيا، وهو يعبر الحدود إلى تونس الشهر الفارط متوجهًا بعبارات اُعتبرت مسيئة تجاه سعيّد.
انتقد حقوقيون ونشطاء عدم إسقاط رئيس الجمهورية قيس سعيّد لحّقه في التتبع ضد المواطن الأسعد بنصويعي الموقوف منذ زهاء أسبوعين بتهمة "ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة"
وكانت قد أذنت النيابة العمومية في مدنين بإيقاف الصويعي في معبر راس جدير، وتُداولت وقتها صورة له وهو مكبّل وطريح الأرض ما أثار انتقادات حقوقية لما أعتبر انتقامًا وتشفيًا من المواطن، الذي شدد نشطاء أن تلفظه بعبارات مسيئة جاءت كرد فعل بعد تقاعس السلطات الرسمية التونسيين في تمكين التونسيين العالقين في ليبيا من العودة إلى بلدهم قبل شهر رمضان.
والجديد في القضية هو ما أعلنه سمير بن عمر، محامي المواطن، الأربعاء 7 ماي/آيار 2020، أن موكّله تعرض إلى التعذيب في مركز شرطة راس جدير كما تعرض كذلك للتعذيب بسجن إيقافه بقابس، مضيفًا أنه يتعرض حاليًا إلى ضغوطات داخل السجن لحمله على نفي واقعة تعذيبه. وحمّل السلطة المسؤولية الكاملة عن سلامته الجسدية.
وأشار لسان الدفاع في القضية إلى أنه تقرر، الأربعاء، تأخير الجلسة إلى يوم 20 ماي/آيار مع رفض الإفراج عن المعني بالأمر، مشيرًا إلى أنه لم يتم جلبه من سجنه بقابس بسبب عدم وجود تنسيق بين إدارة السجن والمحكمة الابتدائية بمدنين.
وكتب الناشط السياسي والمدير السابق للديوان الرئاسي عدنان منصر، على حسابه على فيسبوك، قائلًا: "إذا تشبه رئيس الجمهورية بعمر بن الخطاب، فمن باب أولى أن يتشبه، أو يحاول التشبه بقدوة عمر بن الخطاب، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم" مضيفًا "إذا كان لا بد من إعطاء درس لأحد فليعطى -برأس أكبر- أو فاسمحوا لهذا الرأس الصغير المسكين أيضا بالتمتع بمزايا حرية التعبير".
بدوره، توجه المحامي والنشاط مالك بن عمر إلى رئيس الجمهورية قائلًا "هناك مواطن تونسي عادي ضعيف البنية، له عائلة، لا سوابق له، بقي عالقًا لمدة طويلة على الحدود مع ليبيا. عندما سمحوا له وغيره بالدخول، صور أحد العالقين مشهد الدخول بهاتفه الجوال لتوثيق اللحظة، وكان المواطن التونسي المسكين مارًا بالصدفة امام الكاميرا، وفي لحظة من لحظات الغضب والسخط ممزوجة بالمرارة صدرت عنه عبارات شتم ضدك".
وأضاف: "مواطن ضعيف منهك يشتم رئيس الجمهورية بالصدفة، لم يكن يشتم الشخص بل كان يصب جام غضبه على الدولة وأنت يا سيادة الرئيس تمثل الدولة بالنسبة للمواطن البسيط" خاتمًا قوله "لقد خاب ظني في حلمكم ورجاحة عقلكم وسعة صدركم".
اقرأ/ي أيضًا:
محاكمة مدونة بسبب نص "مسيء للقرآن".. جدل حول حرية الضمير وحماية المقدسات