الترا تونس - فريق التحرير
حثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الاثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023، الاتحاد الأوروبي على التنفيذ السريع لمذكرة التفاهم المبرمة مع تونس بشأن الهجرة غير النظامية.
وأشارت ميلوني، في تصريحات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مطار لامبيدوزا نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية "نوفا"، إلى أنّ أولى بوادر هذه الاستراتيجية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي هي المذكرة الموقعة مع تونس، وهي "إشارة مهمة للغاية، أشكر عليها أورسولا فون دير لاين، والتي يجب أن نكون سريعين وحاسمين في تنفيذ المذكرة التي قد تكون تمهيدية لاتفاقيات أخرى مع دول شمال إفريقيا الأخرى".
جورجيا ميلوني: يجب أن نكون سريعين وحاسمين في تنفيذ مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس بخصوص الهجرة غير النظامية والتي قد تكون تمهيدية لاتفاقيات أخرى مع دول شمال إفريقيا الأخرى
وأضافت "إذا كان أي شخص يعتقد أنه في مواجهة الأزمة العالمية يمكن حل هذه القضية داخل الحدود الإيطالية، فسيكون مخطئًا. إذا لم نعمل بجدية وكلنا معًا على مكافحة المهاجرين غير النظاميين، فإنّ المشكلة سوف تؤثر على الجميع".
- ميلوني: سنتابع بعناية التزامات الاتحاد الأوروبي مع إيطاليا
ورأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن وجود رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين في لامبيدوزا، الأحد، "مهم جدًا أيضًا من وجهة نظر رمزية"، حسب ما ذكرته وكالة نوفا.
جورجيا ميلوني: سنتابع باهتمام كبير الالتزامات التي تعهدت بها أوروبا مع إيطاليا، بدءًا من الالتزام بالإفراج السريع عن الموارد المنصوص عليها في مذكرة التفاهم المبرمة مع تونس
وأشارت ميلوني إلى أن "وجود أوروبا على الحدود الأكثر عرضة للهجرة غير النظامية الجماعية يؤكد أن حدود لامبيدوزا لا تمثل الحدود الإيطالية فحسب، بل أيضًا الحدود الأوروبية"، معقبة: "الآن ستتابع الحكومة الإيطالية باهتمام كبير، خطوة بخطوة، الالتزامات التي تعهدت بها أوروبا مع إيطاليا، بدءًا من الالتزام بالإفراج السريع عن الموارد المنصوص عليها في مذكرة التفاهم المبرمة مع تونس".
- ميلوني: سنطلب اتخاذ تدابير لوقف تدفق المهاجرين
وأكدت جورجيا ميلوني أنها تعتزم المطالبة باتخاذ تدابير ضرورية فيما يتعلق بمغادرة المهاجرين غير النظاميين من شمال أفريقيا، وفق ما نقلته نوفا.
وقالت ميلوني، في مستهل اجتماع مجلس الوزراء: "في الاجتماع غير الرسمي القادم للمجلس الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ستطلب إيطاليا من الدول الأعضاء الأخرى اتخاذ القرارات الضرورية، خاصة فيما يتعلق بمنع مغادرة المهاجرين غير النظاميين من شمال إفريقيا".
وتابعت: "نحن نستعد لإطلاق بعض الإجراءات المهمة للغاية. سنقوم بتغيير فترة الاحتجاز في مراكز الاحتجاز لإعادة أولئك الذين يدخلون إيطاليا بشكل غير قانوني، والتي سيتم رفعها إلى الحد الأقصى الذي تسمح به اللوائح الأوروبية الحالية: 6 أشهر قابلة للتمديد لمدة 12 شهرًا إضافيًا، ليصبح المجموع 18 شهرًا"، مشيرة إلى أنّ "ذلك ضروري، ليس فقط لإجراء الفحوصات اللازمة، بل أيضًا للمضي قدمًا في إعادة أولئك الذين لا يحق لهم الحصول على الحماية الدولية إلى أوطانهم"، على حد قولها.
جورجيا ميلوني: سنطلب من الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي اتخاذ القرارات الضرورية خاصة فيما يتعلق بمنع مغادرة المهاجرين غير النظاميين من شمال إفريقيا
وتابعت "علاوة على ذلك، سنعطي تفويضًا لوزارة الدفاع لإنشاء الهياكل اللازمة لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين في أسرع وقت ممكن"، مضيفة: "لقد أدت سنوات من سياسات الهجرة إلى أنه يوجد اليوم في إيطاليا عدد قليل جدًا من الأماكن المتاحة في مراكز الإقامة قبل إعادة المهاجرين إلى بلدانهم".
وأردفت: "يجب أن تكون تلك المراكز التي سيتم بناؤها في أماكن ذات كثافة سكانية منخفضة للغاية ويمكن تحديد حدودها ومراقبتها بسهولة، بما لايخلق المزيد من الانزعاج وانعدام الأمن فيها، وهما مقترحان سيتم تضمينهما في مرسوم ليصبحا نافذين على الفور"، وفق تصريحها.
- ميلوني: تدخل الأمم المتحدة "ضروري للغاية"
وفي سياق متصل، رأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن تدخل الأمم المتحدة في مكافحة الهجرة غير النظامية "ضروري للغاية".
وقالت ميلوني: "أعتقد أن مشاركة الأمم المتحدة بشكل أكبر أمر ضروري للغاية وسنتحدث عن ذلك هذا الأسبوع".
جورجيا ميلوني: أعتقد أن مشاركة الأمم المتحدة في ملف الهجرة غير النظامية بشكل أكبر بات أمرًا ضروريًا للغاية
وترى ميلوني أن "هناك حاجة لاتفاقيات هيكلية مع دول شمال إفريقيا لوقف عمليات المغادرة، ولمكافحة أكثر حسمًا ضد المتاجرين بالبشر" وأيضًا لا بدّ من "مهمة بحرية أوروبية فعالة لمكافحة عمليات المغادرة غير النظامية"، موضحة أنه "بالنظر إلى التدفقات التي نواجهها، فإن الطريقة الوحيدة لمعالجة المشكلة بجدية هي وقف عمليات المغادرة غير القانونية"، حسب رأيها.
يشار إلى أنّ آلاف المهاجرين وصلوا الأسبوع الفارط إلى جزيرة لامبيدوزا بإيطاليا، ما خلق وضعًا حرجًا هناك. وفي مواجهة هذا الوضع، دعت رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى التضامن الأوروبي ونادت دول الاتحاد الأوروبي إلى استقبال بعض المهاجرين لتخفيف العبء على إيطاليا.
وتواجه تونس موجات قياسية من تدفقات المهاجرين غير النظاميين هذا العام وكوارث متكررة نتيجة غرق قوارب للمهاجرين بعضهم من التونسيين أو من إفريقيا جنوب الصحراء أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية.
وتتعرض تونس لضغوط قوية من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، الذي تعهد أيضًا بتقديم مليار يورو من أموال التكتل لمساعدة الاقتصاد التونسي المنهك مقابل وقف تدفق المهاجرين.