الترا تونس - فريق التحرير
حمّلت عدّة منظمات وجمعيات موقّعة على بيان مشترك، صادر الاثنين 29 ماي/ أيار 2023، "المسؤولية السياسية لعديد الانتهاكات الأخيرة ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، لرئاسة الجمهورية التي لم تبد أي تراجع إزاء ما ورد في بلاغ 21 فيفري/ شباط الماضي"، مجددة دعوتها إلى سحبه.
جمعيات تونسية: تعرّض منزل بجهة صفاقس يقطنه مهاجرون من جنوب الصحراء إلى هجوم من طرف مجموعة من الشبان، نتج عن ذلك وفاة مهاجر وجروح بليغة لدى 4 آخرين
ويأتي هذا البيان إثر "تعرّض منزل بجهة صفاقس يقطنه مهاجرون من جنوب الصحراء إلى هجوم من طرف مجموعة من الشبان خلال الليلة الفاصلة بين 20 و21 ماي/ أيار الجاري، نتج عن ذلك وفاة مهاجر وجروح بليغة لدى 4 آخرين".
وأشارت الجمعيات الموقّعة إلى أنّ "هذا العمل الإجرامي يأتي في سياق لم ينقطع من خطابات التحريض والكراهية والعنصرية ضد المهاجرين من جنوب الصحراء منذ بلاغ رئاسة الجمهورية، كما سعت أجهزة الدولة للتعتيم على الحادثة الإجرامية ومصادرة الهواتف التي وثقت الاعتداء".
جمعيات تونسية: أجهزة الدولة سعت للتعتيم على هذا العمل الإجرامي ومصادرة الهواتف التي وثقت الاعتداء
وشدّد الممضون على أنّ "خطابات الكراهية والتخويف من المهاجرين المنتشرة على الشبكات الاجتماعية تساهم في التجييش ضد الفئات الأكثر هشاشة منهم وتغذي السلوكيات العنيفة ضدهم، كما يشجّع مناخ الإفلات من العقاب والتطبيع مع العنف وسياسة إنكار الاعتداءات العنصرية في دفع المتعصبين للقيام بمثل هذه الاعتداءات"، وفق البيان الذي حمل عنوان: "خطابات الكراهية والعنصرية تشجّع على القتل".
وقد طالبت المنظمات والجمعيات الموقعة، بتفعيل تطبيق القانون عدد 50 لسنة 2018 بجوانبه التوعوية والتثقيفية والردعية، داعية الدولة أيضًا إلى "تحمل مسؤولياتها في حماية أرواح المهاجرين -بصرف النظر عن وضعيتهم الإدارية- وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية وبرفع كل أشكال التمييز والتقييد التي تطالهم والتي تهدف إلى تعطيل وعرقلة الاعتراف بحقوقهم والتمتع بها أو ممارستها".
جمعيات تونسية: خطابات الكراهية والتخويف من المهاجرين تساهم في التجييش ضد الفئات الأكثر هشاشة منهم وتدفع المتعصبين للقيام بمثل هذه الاعتداءات
ودعت هذه المنظمات إلى "سياسات عمومية واستراتيجيات عمل قادرة على منع جميع أشكال وممارسات التمييز العنصري ومكافحة الصور النمطية ذات الطابع العنصري الشائعة والتصدي للعنف بكل أشكاله"، محيّية المبادرات المواطنية والمدنية التي تعبر عن تضامنها مع المهاجرين في هذه الأوضاع الصعبة وتساهم في نشر قيم التضامن والمساواة.
ومن بين المنظمات الموقعة، نجد: "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.." وغيرها.
ويعاني مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس ظروفًا عصيبة، بعد الحملة التي وُصفت بـ"العنصرية" ضدّهم وما تعرضوا إليه من انتهاكات وطرد من مساكن إقامتهم، وفق شهادات حقوقيين ومحامين.