10-ديسمبر-2023
تونس فلسطين حقوق الإنسان

صورة من مظاهرة جبهة الخلاص الوطني أمام المسرح البلدي بالعاصمة (حسن مراد/ getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

إحياءً للذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، استجاب التونسيون لدعوات عدة أطراف سياسية وحقوقية في تونس، وكانوا حاضرين على الميدان، اليوم الأحد 10 ديسمبر/ كانون الأول 2023، في تحركات مختلفة تنوّعت أهدافها وتوحّدت في الوقت نفسه، إذ ندّد المتظاهرون عامة بانتهاكات حقوق الإنسان في هذه الذكرى العالمية. 

استجاب التونسيون لدعوات عدة أطراف سياسية وحقوقية في تونس، وكانوا حاضرين على الميدان، اليوم الأحد 10 ديسمبر 2023، إحياءً للذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

وبين التنديد بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وإدانتها، والمطالبة بالإفراج عن المساجين السياسيين في تونس، تنزّلت هذه الوقفات والمسيرات.

  • جبهة الخلاص الوطني

نفّذ أنصار جبهة الخلاص الوطني، مسيرة تضامُنيّة انطلقت من ساحة الجمهورية (البَاساج)، عند حوالي الساعة 10:00 صباحًا، وصولًا إلى المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة مرورًا بشارع باريس.

دعا المحتجون من أنصار جبهة الخلاص الوطني إلى إطلاق سراح الموقوفين السياسيين وإلى وقف فوريّ وعاجل لإطلاق النّار في غزة

وبعد إنشادهم النشيد الوطني، ردّد المحتجون عدة شعارات على غرار: "يسقط يسقط الانقلاب"، "بالروح بالدم نفديك فلسطين"، "غزة غزة أرض العزة"، "فلسطين حرة حرة وإسرائيل على برا"، "الشعب يريد تحرير فلسطين"، "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء"، "يا الزواري ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، "الزواري خلّى وصية لا تنازل على القضية"، "حريات حريات لا قضاء التعليمات"، "مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة"، "شادين شادين في سراح المعتقلين".. وغيرها.

 

 

وهذه المسيرة جاءت "دفاعًا عن المُعتقلين السياسيّين ومطالبة بإطلاق سراحِهم وتنديدًا بتواصل المجازر في حقّ المدنيّين في غزّة"، وقد حضر فيها عدد من قيادات الجبهة على غرار رئيسها أحمد نجيب الشابي، والقيادي بها رياض الشعيبي وسميرة الشواشي وعماد الخميري وعبد اللطيف المكي وغيرهم.

وكانت جبهة الخلاص الوطني قد أعلنت أنّ لهذه الوقفة جملة من الأهداف، منها أنها تأتي احتجاجًا على المجازر التي ترتكبُ ضدّ المدنيّين العزّل في غزّة، وتنديدًا بتواصُل اغتيال الأطفال والنّساء والشّيوخ ونسف كلّ مبادئ حقوق الإنسان، وحرصًا على مزيدٍ من الضغط العربيّ والأممِي لوقف فوريّ وعاجل لإطلاق النّار.

من بين الشعارات المرفوعة في مسيرة جبهة الخلاص الوطني: "مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة"، "شادين شادين في سراح المعتقلين".. وغيرها

كما كان هذه هذه المسيرة، الحثّ على تفعيل هدنة عاجلة وسعيًا لمزيد استقبال قوافل أخرى من المصَابين والجرحَى، ورفضًا لمُخطّطات التهجير القسريّ للفلسطينيّيَن، بالإضافة إلى المطالبة بالإفراج عن المساجين السياسييّن في تونس.

 

 

  • الحزب الدستوري الحر

نظم الحزب الدستوري الحر، بدوره، "مسيرة وطنية شعبية"، بضاحية حلق الوادي بالعاصمة التونسية، تحت شعار "يوم غضب ضد انتهاك حقوق الإنسان" انطلاقًا الساعة 09.00 صباحًا، تنديدًا بسجن رئيسته عبير موسي.

دعا المحتجون من أنصار الحزب الدستوري الحر إلى الإفراج عن رئيسة الحزب عبير موسي من سجن النساء بمنوبة، واعتبروه "احتجازًا قسريًا"

ورفع أنصار هذا الحزب عديد الشعارات من بينها: "يا بورقيبة ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، "حرية حرية عبير الوطنية"، "يا للعار يا للعار يحاسبوا فيها على النضال"، "يا شعب يا مهموم حكموا فيك بالمرسوم"، "غضب غضب فدّينا الشعب تعب"، يا للظلم يا للعار التنكيل بالأحرار".. وغيرها.

واعتبر القياديون بالحزب في كلماتهم، أنّ رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، في "احتجاز قسري" بمقر احتجازها بسجن النساء بمنوبة، مذكّرين بأنها تخوض إضرابًا عن الطعام وأنّ صحتها في تدهور.

يذكر أنّ هذه المسيرة تأتي بعد سلسلة من التحركات الأخرى التي خاضها الحزب مؤخرًا، من بينها تنظيمه لوقفة نسائية تضامنية أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تونس يوم الأحد 3 ديسمبر/ كانون الأول 2023، فضلًا عن سلسلة بشرية نسائية أمام مركز الاحتجاز مساندة لعبير موسي في إضراب الجوع الذي شرعت في تنفيذه صباح يوم الثلاثاء "احتجاجًا على اضطهادها وخرق حقوقها الأساسية في الحرية والصحة والنشاط السياسي والانتماء الفكري"، وفق بيان سابق.

 

 

  • تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين

كما لبّى متظاهرون، في السياق نفسه، دعوة تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، (المكونة من عدة أحزاب وجمعيات)، بمعية الشبكة التونسية للتصدي للتطبيع، وشاركوا في "المظاهرة الشعبية" أمام السفارة الأمريكية بتونس، انطلاقًا من الساعة 11 صباحًا.

دعا المحتجون من تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين إلى فتح المعابر وكسر الحصار وطرد السفير، خلال وقفتهم أمام السفارة الأمريكية بتونس

وفي مكان التجمّع المعلن، في المفترق الدائري حذو فضاء "تونيزيا مول"، صدح المحتجون بعديد الشعارات من بينها: "الفرنسيس والأمريكان شركاء في العدوان"، "لا صلح لا اعتراف لا تفاوض"، "فتح المعابر واجب كسر الحصار واجب طرد السفير واجب"، "فلسطين عربية لا بديل عن البندقية"، "النار النار الدم الدم صهيوني لازم يهزم".. وغيرها.

يشار إلى أنّها ليست الوقفة الأولى التي تنظمها التنسيقية أمام السفارة، إذ دأبت على ذلك بشكل شبه أسبوعي تقريبًا منذ العدوان على غزة. وكانت التنسيقية قد أكدت في دعوتها، أنّ هذه الوقفة تأتي "في ظلّ تصاعد العدوان الصهيوني المتواصل منذ شهرين على شعبنا في غزة، ومع استمرار المشاركة الأمريكية والغربية في الجرائم بحق الأبرياء".

 

 

ولليوم الـ65، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه العنيف والمكثّف على قطاع غزة مخلّفًا عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، في وقت لم تعد فيه سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ قادرة على انتشال جثامين الشهداء ونقل المصابين إلى ما تبقى من مستشفيات في القطاع المحاصر، الذي يعاني أزمات مختلفة تُنذر بوقوع بكارثة غير مسبوقة.

مع ذلك، ورغم الدعوات الأممية والدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، لم يهدأ القصف الإسرائيلي على القطاع الذي لم يعد فيه أي مكان آمن بعد توسيع جيش الاحتلال عمليته العسكرية البرية إلى جنوب القطاع المكتظ بالنازحين.