الترا تونس - فريق التحرير
أصدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بتاريخ 18 أفريل/نيسان 2024، تقريرًا تحت عنوان " تداعيات غياب العدالة البيئية وآثار التغيرات المناخية على باقي الحقوق"، أكد فيه "عدم المساواة في الخدمات العمومية بالمدارس بين مختلف الفئات وغياب المرافق الأساسية، خاصة في مناطق الوسط الغربي"، وفقه.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: هناك عدم مساواة في الخدمات العمومية بالمدارس بين مختلف الفئات وغياب المرافق الأساسية، خاصة في مناطق الوسط الغربي
وأشار قسم العدالة البيئة والمناخية الذي أعد التقرير، إلى أنّ أغلب المدارس تعاني من غياب المياه والصرف الصحي، مما يؤثر على نجاح الطفل دراسياً، وصحته النفسية والجسدية، داعيًا الدولة إلى الإسراع في تأهيل البنية التحتية المدرسية مع التركيز على استمرارية التزويد بالماء الصالح للشراب بصفة متواصلة ودون انقطاع وتوفير وحدات صحية لجميع المدارس دون استثناء.
وطالب المنتدى أيضًا، الدولة بتوفير بيوت تمريض خاصة في المدارس التي تشهد انتشارًا للأمراض وبأن لا تعول فقط على مراكز رعاية الصحة الأساسية لأنها هي الأخرى تعاني من إشكاليات التزود بالماء واضطرابات التزود. كما يجب على هياكل الدولة العمل على توفير مساحات خضراء بفناء المدارس العمومية تكون خالية من النفايات ويسهر على صيانتها التلاميذ والإطار التربوي خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والمهمشة وفي الأرياف.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: ندعو الدولة إلى الإسراع في تأهيل البنية التحتية المدرسية مع التركيز على استمرارية التزويد بالماء الصالح للشرب بصفة متواصلة
وبالنسبة للماء الصالح للشرب، فقد أشار التقرير، إلى أنه توجد 3222 مدرسة مرتبطة بشبكة الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه أي بنسبة 70% و834 مدرسة مرتبة بالجمعيات المائية والتي يشكو معظمها من عدة إشكاليات مادية وهيكلية مما يتسبب في انقطاع او غياب للماء الصالح للشرب.
ويقدر عدد المدارس الابتدائية غير المرتبطة تمامًا بشبكة المياه بـ 527 مدرسة ابتدائية أي بنسبة 12% من المدارس حیث تتزود هذه المدارس عن طريق الصهاريج أو الخزانات من مصادر مجهولة لا يتم ذكرها لا على المواقع الرسمية لوزارة التربية ولا على مستوى هياكلها الجهوية وهو ما يعرض حياة العديد من التلاميذ للخطر في تعارض واضح مع الفصل 48 من الدستور التونسي الذي ينص على أنه "على الدولة توفير الماء الصالح للشراب للجميع على قدم المساواة"، وفق التقرير.
-
مدارس في المناطق الريفية والداخلية دون ماء
يشير تقرير المنتدى إلى وجود في المناطق الريفية 2722 مدرسة ابتدائية أي ما يقارب الـ 50 % من جملة المدارس في البلاد تعاني من نفس إشكاليات التزود بالماء التي تعرفها المناطق الريفية مقارنة بالمدن الأكثر حظًا. وتواجه هذه المدارس صعوبات في التزود بالماء الصالح للشراب بسبب الإشكاليات في علاقة بالجمعيات المائية أو إنها غير مرتبطة بالشبكة تماما، وهو ما يخلق فوارق اجتماعية وتمييزًا بين التلاميذ، كما يهدد حقهم في الولوج إلى التعليم في أحسن الظروف، وفق المنظمة.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: يقدر عدد المدارس الابتدائية غير المرتبطة تمامًا بشبكة المياه بـ 527 مدرسة ابتدائية
وضرب التقرير مثالًا لولاية سيدي بوزيد التي تضم 322 مدرسة ابتدائية منها 134 مدرسة فقط مرتبطة بالشركة التونسية للاستغلال وتوزيع المياه، أي أقل من النصف و71 مدرسة مرتبطة بالجمعيات المائية وتعرف اضطرابات في التزود بالماء الصالح للشراب، بينما 117 مدرسة ابتدائية غير مرتبطة بشبكة المياه.
وفي ولاية القيروان 144 مدرسة ابتدائية تتزود عن طريق الصوناد و121 مدرسة عن طريق الجمعيات المائية أما البقية والتي يبلغ عددها 48 فهي ليست مرتبطة بشبكة المياه.
أما بالنسبة لولاية القصرين فإننا نجد 81 مدرسة من جملة 308 مدارس مرتبطة بشبكة الصوناد و132 مدرسة بالجمعيات المائية و95 مدرسة غير مرتبطة بشبكة المياه.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: الولايات التي تعرف أسوأ المؤشرات خاصة منها نسب الفقر والبطالة هي نفسها التي توجد بها المدارس الابتدائية ذات البنية التحتية المهترئة
ويشدد المنتدى على أنّ ربط المدارس العمومية بالماء يعتبر مؤشرًا تنمويًا مثله كباقي المؤشرات من جودة الطرقات والإنارة وتوفر المؤسسات الصحية وغيرها. وقال التقرير: "اللافت للنظر أن الولايات التي تعرف أسوأ المؤشرات خاصة منها نسب الفقر والبطالة هي نفسها التي توجد بها المدارس الابتدائية ذات البنية التحتية المهترئة. فولاية القصرين تتصدر باقي الولايات من حيث معدل الفقر وهي نفس الولاية التي مدارسها الأقل ربطًا بالماء، هذا مقارنة بالمدارس العمومية في تونس الكبرى وولايات الشريط الساحلي أين تتراوح نسبة الربط بين 99% و100% وأين معدلات الفقر هي الأقل على المستوى الوطني".
-
الوحدات الصحية في المدارس العمومية
يقدر عدد المدارس الابتدائية التي لا تحتوي على مراحيض للعام الدراسي 2022-2023، وفق ما ورد في التقرير، بـ 128 مدرسة، منها 74 مدرسة بمناطق الوسط الغربي (القيروان، القصرين، سيدي بوزيد)، أي بنسبة 58%.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: يقدر عدد المدارس الابتدائية التي لا تحتوي على مراحيض للعام الدراسي 2022-2023، بـ 128 مدرسة
يقول التقرير: "في المدارس يتعلم التلاميذ أهمية الحفاظ على البيئة والنظافة وأهمية الغذاء الصحي ووجوب غسل اليدين قبل الأكل، كما تقوم عدة جمعيات ونشطاء في المجتمع المدني بالقيام بأنشطة تثقيفية وتوعوية بأهمية النظافة وتعلم الأطفال أن البيئة السليمة هي حق من حقوقهم الأساسية.
وتساهم هذه المبادرات، وفق التقرير، في رفع الوعي البيئي لدى الناشئة وذلك لحمايتها من الأضرار البيئية التي يمكن أن تفتك بصحتهم وحياتهم. إلا أن هذه الجمعيات والنشطاء البيئيين يواجهون تحديات من الجانب التطبيقي في ظل غياب الماء والوحدات الصحية في المدارس غير الموجودة أو المغلقة في البعض الآخر.
