الترا تونس - فريق التحرير
أغلقت السلطات في تونس، الثلاثاء 18 أفريل/نيسان 2023، كل مقرات حركة النهضة (معارضة) وحظرت عقد الاجتماعات فيها وأغلقت الشرطة كذلك مقر جبهة الخلاص الوطني وهو ائتلاف معارض للرئيس قيس سعيّد، وفق ما نقلته رويترز عن مصادر حزبية ورسمية، وذلك في خطوة يخشى حزب النهضة أن تمهد الطريق لحظره.
أغلقت السلطات في تونس كل مقرات حركة النهضة وحظرت عقد الاجتماعات فيها في خطوة يخشى الحزب أن تمهد الطريق لحظره
وكانت الشرطة التونسية قد قامت فجر الثلاثاء بإيقاف ثلاثة مسؤولين بارزين في حركة النهضة، وذلك بعد ساعات من إيقاف رئيس الحزب راشد الغنوشي، والمعتقلون هم محمد القوماني وبلقاسم حسن ومحمد شنيبة. كما منعت السلطات التونسية، صباح الثلاثاء أيضًا، انعقاد الاجتماعات في جميع مقرات حركة النهضة وأغلقت مقر اجتماعات جبهة الخلاص الوطني.
وكان من المبرمج أن تعقد جبهة الخلاص الوطني ندوة صحفية حول التطورات الأخيرة التي شهدتها تونس في علاقة بإيقاف راشد الغنوشي وعدد من قيادات حركة النهضة، صباح الثلاثاء، وقد تم منع صحفيين من الالتحاق بالمقرّ الذي تم تطويقه من قبل وحدات أمنية، وفق ما أكده صحفيون لـ"الترا تونس".
حذر سياسيون ونشطاء تونسيون على منصات التواصل مما أطلقوا عليه "توسع القمع" ونددوا بمنع اجتماعات النهضة وجبهة الخلاص
وإثر هذه القرارات، حذر سياسيون ونشطاء تونسيون على منصات التواصل مما أطلقوا عليه "توسع القمع" ونددوا بمنع اجتماعات النهضة وجبهة الخلاص.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب إيقاف رئيس حركة النهضة إثر "مداهمة منزله وتفتيشه" ليل الاثنين 17 أفريل/نيسان 2023، وفق ما أكدته الحركة.
وكانت حركة النهضة قد قالت، في بيان لها في وقت سابق من ليل الاثنين، إن "فرقة أمنية قامت بمداهمة منزل رئيسها راشد الغنوشي واقتياده إلى جهة غير معلومة دون احترام لأبسط الإجراءات القانونية"، وفقها.
حركة النهضة اعتبرت إيقاف رئيسها "تطورًا خطيرًا جدًا"، مطالبة بإطلاق سراحه والكف عن "استباحة النشطاء السياسيين المعارضين"
واعتبرت حركة النهضة، في بيانها، أن ذلك يمثل "تطورًا خطيرًا جدًا"، مطالبة بإطلاق سراح راشد الغنوشي "فورًا" والكف عمّا اعتبرته "استباحة النشطاء السياسيين المعارضين". كما دعت النهضة "كل الأحرار إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه الممارسات القمعية المنتهكة للحقوق والحريات ولأعراض السياسيين المعارضين"، وفق البيان ذاته.
وبعد ساعات من إلقاء القبض على الغنوشي، داهمت الشرطة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء مقر الحزب وأخلته من جميع الحاضرين لبدء عملية تفتيش ستستغرق أيامًا، وفق ما راج لاحقًا.
بعد إلقاء القبض على الغنوشي، داهمت الشرطة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء مقر الحزب وأخلته من جميع الحاضرين لبدء عملية تفتيش ستستغرق أيامًا
وكان المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة رياض الشعيبي قد أفاد، فجر الثلاثاء 18 أفريل/نيسان 2023، أنه قد تمت فجر ذات اليوم "مداهمة المقر المركزي للحركة في العاصمة التونسية والمطالبة من قبل قوات أمنية بإخلاء المقر". وتابع الشعيبي، في تدوينة نشرها على صفحته بفيسبوك، أن "ذلك تم دون إذن قضائي"، وفقه.
وأضاف، في وقت لاحق من فجر الثلاثاء، "في انتهاك واضح لحرية العمل الحزبي والتنظم، يتم الآن إخلاء مقر حركة النهضة مبدئياً لبعض الأيام من أجل التفتيش..". بينما لم تصدر السلط الرسمية أي توضيحات عن سبب مداهمة المقر وإخلائه وتفتيشه.
يُذكر أن وكالة الأنباء التونسية (الوكالة الرسمية) كانت قد نقلت، ليل الاثنين، عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية التونسية (لم تذكر اسمه)، أن "إيقاف راشد الغنوشي من قبل فرقة أمنية تمّ إثر صدور مذكرة إيقاف من النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب".
وأضاف المصدر ذاته أن "الفرقة الأمنية قامت بتفتيش منزل راشد الغنوشي وحجز كلّ ما يفيد الأبحاث بإذن من النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب".
مسؤول بوزارة الداخلية يقول إن الغنوشي سيبقى على ذمة الأبحاث في قضية تتعلق بتصريحات وصفها بـ"التحريضية" كان قد أدلى بها
وذكر المسؤول بوزارة الداخلية أنّ الغنوشي سيبقى على ذمة الأبحاث في قضية تتعلق بتصريحات وصفها بـ"التحريضية" كان قد أدلى بها، وذلك إلى حين اتّخاذ الإجراءات بخصوصه، وفقه.
مع العلم أن راشد الغنوشي كان قد قال في اجتماع للمعارضة، مساء يوم السبت، إن إقصاء أي طرف من الساحة التونسية كالنهضة أو الإسلام السياسي أو اليسار أو أي مكوّن آخر هو مشروع "حرب أهلية"، وفق تعبيره. ويرى متابعون أن هذا التصريح هو المقصود بالتحريضي.
وفي أول رد فعل أجنبي، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ظهر الثلاثاء 18 أفريل/نيسان 2023، "نتابع بقلق بالغ آخر المستجدات في تونس، خاصة إيقاف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الليلة الماضية والمعلومات المتعلقة بإغلاق مقر الحزب في تونس".
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "إيقاف راشد الغنوشي يُضاف لسلسلة من الاعتقالات المستمرة لفاعلين سياسيين من مجموعات المعارضة المختلفة"
وتابع، في بيان، "إيقاف راشد الغنوشي يُضاف لسلسلة من الاعتقالات المستمرة لفاعلين سياسيين من مجموعات المعارضة المختلفة".
وذكّر "بأهمية احترام حقوق الدفاع والحق في محاكمة عادلة"، مؤكدًا على "المبدأ الأساسي للتعددية السياسية"، ومعتبرًا أن "هذه العناصر ضرورية لأي ديمقراطية وتشكل أساس شراكة الاتحاد الأوروبي مع تونس".
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: نذكّر بأهمية احترام حقوق الدفاع والحق في محاكمة عادلة والمبدأ الأساسي للتعددية السياسية
يُذكر أنه ومنذ فيفري/شباط الجاري، انطلقت السلطات في تونس في سلسلة إيقافات شملت أساساً سياسيين معارضين للرئيس التونسي قيس سعيّد، ومنهم قيادات في جبهة الخلاص الوطني.
وجبهة الخلاص الوطني ائتلاف معارض يضم حركة النهضة وأحزاب أخرى ونشطاء وتنظم بشكل متكرر احتجاجات مناهضة لسعيّد وتعتبر الإجراءات التي قام بها منذ 25 جويلية/يوليو 2021 "انقلابًا". ويقبع معظم قادتها في السجن بشبهة التآمر بينما تقول المعارضة إن سجنهم جاء بغرض الترهيب ودون أدلة أو إثباتات.
